بمناسبة إحياء اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحّد : إطلاق دليل الأولياء لمساعدتهم على تنمية مهارات الطفل
يؤكد العديد من المختصين في مجال علم النفس ان التعهد المبكر بأطفال طيف التوحد يمكّن من تحقيق نتائج إيجابية في تحسن حالاتهم و بالتالي فإن دور الأولياء في التفطن إلى الأعراض الأولى لهذا المرض و التي في أغلب الأحيان تظهر في شكل بعض السلوكيات غير العادية يعد خطوة هامة لإنقاذ الطفل من هذا المرض و من الاقصاء الذي يعاني منه أغلب أطفال التوحد في الوقت الحالي.
ويؤكد المختصون على أهمية تحسيس وتثقيف الأولياء والمربين والتلاميذ حول ظاهرة التوحد وفهمها وتوفير البنية التحتية الملائمة لهذه الفئة من الأطفال وتكوين اطارات مختصة للإحاطة بهم باعتماد مقاربات مبتكرة..
وبمناسبة إحياء اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد الموافق للثاني من شهر فيفري من كل سنة أطلقت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن دليل الأولياء لدمج الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحّد الذي أنجزتهُ وزارة الأسرة بالتعاون مع الجمعيّة التونسيّة للطبّ النفسي للأطفال والمراهقين في إطار برنامج دمج أطفال طيف التوحّد في مؤسسات ما قبل الدراسة.
ويعد هذا الدليل وفق ما اكدته وزيرة الأسرة آمال بلحاج موسى خلال موكب اطلاقه ،تتمة للدّليل الأوّل المنجز خلال السنة الفارطة والمخصّص للمربيّ باعتبار أهميّة تشريك الأولياء وأفراد الأسر ودورهم الأساسيّ في التّعهّد بالأبناء وضمان الدّمج التربوي والاجتماعي للأطفال ذوي اضطراب طيف التّوحّد حيث يعمل هذا الدليل على التوعية والتّعريف بمفهوم اضطراب طيف التّوحّد وتبسيطه ويقدّم للأولياء جملة من الممارسات المثلى لإعانتهم على التّعامل اليومي مع أطفالهم ومجموعة من النّصائح لمساعدة الوليّ على تنمية مهارات طفله ودعم استقلاليّته، مبرزة أنّه تمّ بالتوازي مع إصدار الدليل إنجاز ومضات تحسيسية وتثقيفية حول اضطراب طيف التوحد من إعداد المركز الوطني للإعلامية الموجهة للطفل كما أكد بدوره وزير الصحة العمومية السيّد علي المرابط سعي وزارة الصحة بمختلف هياكلها الى المساهمة في مجال التقصي والتعهد بهؤلاء الأطفال حيث يمثل «طيف التوحد » المحور الأول للخطة الوطنية للنهوض بالصحة النفسية للطفل والمراهق التي ترتكز على الرفاه والصحة النفسية بالأوساط التربوية والوقاية من الانتحار والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر والوقاية من العنف والتعهد بضحاياه، حيث تم دعم قدرات الفرق الصحية في مجال التشخيص والتوقي والتعهد والادماج التربوي.
وتشير أرقام وزارة الأسرة إلى ارتفاع عدد رياض الأطفال المنخرطة في البرنامج الوطني لدمج أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بمؤسسات الطفولة المبكّرة من 303 روضة أطفال سنة 2022 إلى 475 روضة سنة 2024، إضافة أيضا الى تضاعف عدد الأطفال المنتفعين بالبرنامج من 295 طفل في مستهلّ السنة التربوية 2023-2022 إلى أكثر من 600 طفلا وتخصيص اعتمادات تفوق 1.3 مليون دينار خلال سنة 2024.
و للإشارة فقد تمّ في سبتمبر 2022 إمضاء المنشور المشترك مع وزارة الصحة لضبط صيغ قبول الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بمؤسسات الطفولة المبكرة وتعزيز الشراكة مع الجمعيّة التونسيّة للطبّ النفسي للأطفال والمراهقين لإنجاز دليلي المربي ودور الأولياء، مُبرزة تضافر جهود جميع الهياكل والعمل التّشاركي بين كافة الأطراف المتدخّلة في المجال لضمان مرافقة الطّفل ذي اضطراب طيف التّوحّد وفق رؤية شموليّة ومتكاملة وموحّدة وتمتيعه بخدمات تربويّة وصحّيّة ذات جودة.
وتمّ خلال هذا الموكب تقديم مضامين دليل الأولياء لدمج الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحّد بدءا بالتعريف باضطراب طيف التوحد وتبسيط أعراضه وكيفيّة تشخيصها، وصولا إلى تقديم النصائح للأولياء حول الممارسات الفضلى للتعاطي معه والتعامل مع أطفالهم.
و يوصي المختصون في المجال النفسي جميع الأولياء بمراقبة أطفالهم الرضع (ما قبل 24 شهرا) لملاحظة بعض السلوكيات غير العادية إن وجدت والتي تعد مؤشرا ودليلا على الإصابة بطيف التوحد، داعين إلى عدم تجاهلها والاستنجاد بأهل الاختصاص عند التفطن إليها ذلك انه من الممكن التفطن لأعراض الاصابة بطيف التوحد منذ الأيام الأولى في حياة الرضيع.
بات يعصف بثوابت القيم والأخلاق : أيّ حدود.. وأيّ حلول.. لظاهرة التنمّر؟
كغيره من الظواهر الهدامة التي باتت تنخر المجتمع أصبح التنمر يتفاقم بشكل ملفت للنظر وينتشر …