جنيح يعتذر وكمون ينسحب : الأزمة الإدارية تدخل فـصـلا جـديـدا.. وأفـق الـخـروج مـازال بـعيدا
لا يكاد يمرّ يوما دون أن تحصل بعض التطورات الجديدة صلب النجم الساحلي الذي يعاني منذ فترة طويلة أزمة مالية خانقة زادت حدتها منذ أن أعلن عثمان جنيح اعتزامه بشكل جدي ترك منصبه، في هذه الأثناء وفي ظل حدوث فراغ إداري تم بتزكية من قبل لجنة الحكماء تكليف الرئيس السابق حامد بتولي المسؤولية مؤقتا تجنبا لحدوث أي فراغ إداري، خاصة وأن جنيح تعرض مؤخرا لوعكة صحية كانت سببا في عدم قدرته على العودة إلى منصبه، ولعل ظهور حامد كمون في بعض المباريات الأخيرة وكذلك بعض الحصص التدريبية كان دليلا واضحا على أنه كان مستعدا لمواصلة تحمل المسؤولية إلى غاية نهاية الموسم أو إجراء جلسة عامة انتخابية يتم خلالها اختيار رئيس جديد.
غير أن الأحداث المتواترة والتطورات المستمرة أفضت إلى وصول هذه الأزمة الإدارية فصلا جديدا ينبئ بوضع أكثر خطورة وصعوبة خلال الأيام المقبلة، ذلك أن كمون المشرف المؤقت على تسيير دواليب النجم الساحلي أعلن بشكل مفاجئ وغير متوقع عن انسحابه من مهامه صلب لجنة الحكماء وكذلك من منصب نائب رئيس الهيئة التسييرية الحالية، الأمر الذي يؤكد أنه لن يستمر في إدارة شؤون النادي.
اتهامات مبطنة
وقد برّر كمون قراره الذي أورده عبر صفحته في الفايسبوك أنه خيّر الانسحاب بعد أن تيقن بأن النادي يداهمه الخطر وبات في وضع صعب للغاية، مؤكدا أنه حاول بوصفه أحد أبناء النجم الساحلي أن يلّم الشمل ويوحّد الصفوف ويجمع «رجالات الجهة من رؤساء سابقين وداعمين ورجال أعمال من أجل إنقاذ الجمعية من الوضعية الكارثية لكن الخلافات وتضارب المصالح وعدم الشعور بالمسؤولية كانت عوامل مباشرة زادت في معاناة النجم الساحلي الذي تأثر كثيرا جراء اللامبالاة وغياب روح المسؤولية وعزوف أبناء النادي عن توحيد صفوفهم ووضع اليد في اليد من أجل الخروج من هذه الأزمة». وأوضح كمون أن هذه المعطيات أكدها الاجتماع الأخير لهيئة الحكماء الذي لم يحضره سوى عدد قليل من أعضائه، لذلك أصبح وجود هذه اللجنة بلا أي جدوى مادامت غير قادرة على توفير أبسط الضمانات اللازمة لتطويق الأزمة.
والثابت أن حامد كمون كان يوجه رسائل مباشرة وواضحة لبعض المسؤولين السابقين الذين قسّمتهم الخلافات وفرّقت بينهم المصالح الشخصية، الأمر الذي انعكس سلبا على واقع النجم الساحلي ليستمر بذلك في أحد أحلك أزماته وأخطرها على الإطلاق.
كما أن هذا القرار قد يكون سببه الأول عدم حصول اتفاق واضح ومؤكد بينه وبين عثمان جنيح حول كيفية تسيير النجم الساحلي إلى نهاية الموسم، ذلك أن بعض المعطيات تؤكد أن المقترح الذي تقدم به رئيس لجنة الحكماء عبد الجليل بوراوي بخصوص تكليف كمون برئاسة فرع كرة القدم مقابل استمرار جنيح في رئاسة الهيئة التسييرية لم ينل رضا حامد كمون لذلك اتخذ قرار الانسحاب من لجنة الدعم والهيئة التسييرية.
انسحاب نهائي من جنيح؟
بالتوازي مع ذلك صرّح عثمان جنيح أنه لم يعد قادرا بالمرة على مواصلة رئاسة الهيئة التسييرية المؤقتة، مؤكدا أن ظروفه الصحية الحرجة تحول دون قدرته على القيام بواجبه على رأس النجم الساحلي، وأوضح أن حضوره خلال الاجتماع الأخير لهيئة الحكماء يوم السبت الماضي كان من باب الالتزام والواجب تجاه ناديه، لكنه في مطلق الأحوال لن يكون قادرا على الاستمرار في منصبه مهما كانت الدوافع والظروف بسبب وضعه الصحي.
التحرك العاجل ضرورة ملّحة
وحسب المعطيات الراهنة فإن الوضع يتطلب بالضرورة وقفة حازمة من جميع الأطراف ونبذ كل الخلافات ووضع مصلحة الجمعية قبل كل اعتبار، فالنجم الساحلي لا يعيش فقط أزمة تسيير، بل إن الخطر الحقيقي يكمن أساسا في الوضع المالي الصعب للغاية، ففضلا عن حتمية إيجاد موارد دائمة من أجل مجابهة المصاريف اليومية وخلاص الأجور، فإن الهاجس الأكبر يتعلق بحتمية خلاص الديون المتراكمة وغلق عديد الملفات العالقة التي جعلت النادي يكون عرضة لعقوبة المنع من الانتداب.
في مواجهة اتحاد بن قردان : هل يظهر المناعي والقنوني منذ البداية؟
يتطلع الاتحاد المنستيري للمحافظة على سجله الخالي من الهزائم والأهداف، لكن الأهم من ذلك فإن…