2024-03-26

خلال اليوم الرابع عشر من شهر رمضان المعظم : رفع 517 مخالفة اقتصادية ..!

• المخالفات «ضروب وألوان..»

الاحتكار والمضاربة  والغش  ظاهرة  تسربت لكل المجالات وتغلغلت في مجتمعنا ووجدت لها المناخ الملائم خاصّة في ظل تنامي أخطبوط الفساد رغم محاولة هياكل الدولة وضع حد له  من خلال ما تبذله  من مجهودات جبارة ومراقبة يومية مستمرّة  في سبيل التصدي  لهذه الظاهرة….التي تعكس سعي الانتهازيين لتحقيق مأربهم وتكديس الأموال غير عابئين بتأثيرات ذلك على الدولة والمواطنين وتشي بان الفساد  مازال متواصلا  وقد اختلفت أنواعه …

إن عربدة المحتكرين وما يقدمون عليه يرتقيان إلى مرتبة الجريمة وهو من أبشع أنواع الاستغلال للمواطنين في ظل الظرف الرّاهن  الذي تمر به البلاد من وضع اقتصادي واجتماعي خانق استغلّه المستكرشون للبحث عن تكديس الأموال وتحقيق الرّبح السريع دون مراعاة لحساسية المرحلة وطبيعتها ….بارونات الاحتكار التي ثبت في عديد المحطات التاريخية أنها لا تتوانى عن التمعش من الأزمات واستغلال كل الظروف وتطويعها لصالحها لتحقيق الأرباح …

رئيس الجمهورية أعلن الحرب على المحتكرين ومحاسبة كل من يتلاعب بقوت التونسيين بل وأصدر مرسوما ينص على معاقبة المحتكرين…، خطابات ما فتئت تؤكّد على العمق الاجتماعي للدولة ولطبيعة منهج عمل الحكومة ،  ولكن في المقابل يبدوأنه  إلى حد هذه الساعة يواصل المستكرشون وبارونات الاحتكار  تكديس المؤونة بمختلف أنواعها وأصنافها وعديد الحاجيات الضرورية  لتحقيق الأرباح …

وبدورها ضاعفت مختلف هياكل الدولة مجهوداتها من سلطة الإشراف الممثلة في  وزارة التجارة إلى مكونات المجتمع المدني من منظمات على غرار منظمة الدفاع عن المستهلك والمنظمة التونسية لإرشاد المستهلك للتصدي  للمحتكرين   ووضع حد لاستغلالهم البشع للمواطنين .ناهيك عن  الحملات التحسيسية للمواطنين والرقابة المستمرّة من قبل الهياكل الرسمية لنقاط البيع …

  تواصل فرق المراقبة الاقتصادية  حربها  بمضاعفة مجهوداتها اليومية  لمحاربة الاحتكار والمضاربة وأي شكل من أشكال الغش  خاصة وان المخالفات المسجّلة ضروب وألوان حيث تولت فرق المراقبة الاقتصادية المشتركة لمسالك التوزيع خلال اليوم الرابع عشر من شهر رمضان المعظم رفع 517 مخالفة اقتصادية عقب تنفيذ 3302 زيارة تفقد ، وفق حصيلة أولية أعلنت عنها وزارة التجارة يوم الأحد الفارط . وقد تم حجز 10 أطنان من مادتي الفارينة والسميد ، و2,272 طن من مادة السكر، و234 لتر من الزيت المدعم و100 لتر من الحليب.

  المخالفات المسجلة متعددة ومتنوعة على غرار حجز مادة الفارينة  حيث  تولى فريق للمراقبة الاقتصادية بالإدارة الجهوية للتجارة وتنمية الصادرات بأريانة يوم 24 مارس 2024 ، حجز 3.5 أطنان  من مادة الفارينة المدعمة من أجل استعمالها في صنع  أنواع من الخبز الرفيع عوضاً عن تخصيصها حصريا لصنع الخبز المدعم.وأفادت وزارة التجارة وتنمية الصادرات أنه تم استدعاء صاحب المخبزة لإتمام إجراءات تحرير محضر بحث ضده من أجل الإخلال بتراتيب الدعم. ناهيك عن السكر والحليب أما عن الزيت المدعم فحدث ولا حرج هذه المادة الذي أصبحت نسيا منسيا بالنسبة للمستهلك بعد الثورة …بسبب الاحتكار والمضاربة وتفشي الفساد الذي ضرب في كل المضارب وطال القوت اليومي للمواطن  وعبثت أيادي الفاسدين بالأمن الغذائي …

جدير بالذكر أن أعوان المراقبة الاقتصاديّة قد تعرّضوا في عديد المناسبات وأثناء أداء مهامّهم للعنف اللفظيّ والماديّ من قبل أباطرة الاحتكار لما تمثلة هذه الأخيرة من تهديد لأعمالهم الإجرامية –الاحتكار- لكن ذلك لم يثن الفرق الاقتصاديّة عن أداء مهامّها رغم نقص الإمكانيات اللوجستيّة والبشريّة.لابد من الإشادة بالدور المهم الذي تلعبه  فرق المراقبة الاقتصاديّة خلال شهر رمضان  وتصديها لجميع أشكال الاحتكار والتلاعب بالأسعار  وغيرها من المخالفات الأخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

في انتظار الحلول.. شطط الأسعار يتواصل… يــومــيــات الـتــونـــســيـيــن مُـــرهــقــة وصــعــبــة..!

يبدو أن ضيق الحال وضعف الإمكانيات وانعدامها في اغلب الأحيان وضعية قد طبّع معها معظم التونس…