2024-03-26

نزول الستار على دورة غانا : تـونـس فـي الـمركـز الخامس برصيد 87 ميدالية منها 22 ذهبية

أسدل الستار على الدورة الثالثة عشرة للألعاب الإفريقية التي استضافتها غانا ودارت وقائعها بثلاث مدن لأول مرة في تاريخ الألعاب، بتتويج مصر التي تتزعم الدورات الإفريقية وفرضت سيطرة مطلقة على وقائع هذه الدورة منذ يومها الأول وقبل افتتاحها الرسمي بالسيطرة على منافسات كرة الطاولة والفوز بكامل ذهبياتها بإحراز في الجملة 191 ميدالية منها 102 ميدالية ذهبية. وتقدمت على نيجيريا التي أنهت الدورة بقوة ورفعت تقدمها على جنوب إفريقيا بفضل إنجازات أبطالها وبطلاتها خاصة في رياضة ألعاب القوى التي تصدرتها بإحراز 11 ميدالية ذهبية. ولكن البون كان شاسعا بين الفائز بالدورة وملاحقه المباشر حيث جمعت نيجيريا 121 ميدالية منها 47 ذهبية فقط مقابل 32 ميدالية ذهبية لجنوب إفريقيا من جملة 106. واحتفظت الجزائر بمركزها الرابع برصيد 114 ميدالية موزعة إلى 29 ذهبية و38 فضية و40 برنزية.

وأنهت تونس الدورة في المركز الخامس بحصولها على 87 ميدالية موزعة إلى 22 ميدالية ذهبية و27 فضية و38 برنزية من بين 45 دولة سجلت أسمها على لائحة الميداليات بالحصول على الأقل على ميدالية برنزية واحدة. وتقدمت تونس في الترتيب على غانا التي حققت أفضل إنجازاتها بالحصول على 68 ميدالية منها 19 ذهبية لكن 41 ميدالية منها في رياضة لي الذراع التي أدرجت في برنامج الدورة للمرة الأولى في تاريخ الدورات القارية منذ إحداثها سنة 1965 ولم نسمع بها إلا عندما اطلعنا على البرنامج وقد كنا أشرنا إلى سوء اختيار برنامج المنافسات عند تقديمنا لهذه الدورة بسبب عجز جمعية اللجان الوطنية الأولمبية في إفريقيا عن السيطرة على هذه التظاهرة وغياب خبراء وفنيين لديها لمعالجة الملفات الكبرى علاوة  على على عدم وجود هيكل فني تعهد له مهمة دراسة ملفات المترشحين وتحديد أنواع الرياضــــات التــــي يجب أن يتـــضمنها البرنامج. فلا يعقل برمجة رياضات لا تمارس في معظم البلدان وتعتبر ألعابا محلية وليست لها قاعدة جماهيرية  مقابل عدم جدول رياضات أولمبية تقليدية ومعروفة لأول مرة في تاريخ هذه التظاهرة مثل المبارزة والجمباز والرياضات البحرية والكرة الحديدية التي تتنافس فيها إفريقيا  على الألقاب العالمية في بطولات العالم المختلفة وغيرها من الرياضات الأولمبية الأخرى التي شكل عدم إدراجها نقطة سوداء جعلت قيمة هذه النسخة تنزل من حيث الأهمية والمنزلة والإهتمام الجماهيري والإعلامي إلى درجة ثانية… ودورة لا تحظى بالحضور الجماهيري ولابالتغطية الإعلامية هي دورة فاشلة وكان لدينا مثال حي هو دورة الألعاب الإفريقية الشاطئية التي نظمتها اللجنة الأولمبية بالحمامات في الصائفة الماضية وشهدت فشلا إعلاميا كبيرا رغم كل ما يزعمه المنظمون وكل ما يسعون لإيهامنا به….

وبالرغم من المجهودات التي بذلتها غانا لإنجاح دورة تعتبر استثنائية بإقامتها لأول مرة في مثل هذه الفترة من السنة وكادت أن تلغى نهائيا بعد أن شملها التأجيل في أكثر من مناسبة فإن التنظيم لم يكن على النحو المنشود وتعددت تشكيات الوفود من ذلك انسحاب جنوب إفريقيا المترشحة للألعاب الأولمبية بفريقي الرجال والسيدات من مسابقة الهوكي بسبب سوء التنظيم والإخلالات المتنوعة الناتجة أساسا عن غياب الخبرة في التنظيم وعدم الإستعانة ببلدان أخرى لإخراج هذه التظاهرة على نحو أفضل. ثم أن غياب عدد كبير من النجوم الأفارقة والأبطال المصنفين على الصعيد العالمي واختيار بعض الدول المشاركة ببعض الرياضيين أو بفرق ثانوية كانت له انعكاسات جلية على المستوى الفني في الكثير من الألعاب والمسابقات وأيضا على توزيع الميداليات. فقد تفاوت عدد المشــــاركين وخــــاصـــة في الفتيات بين مسـابقة وأخرى وفـــي بعـض الأحيان هناك من وجد نفسه آليا في الأدوار النهائية ولعب مباراة واحدة خسرها فنال ميدالية فضية ولا نتحدث عن كيفية الحصول على الميداليات النحاسية التي تعتبر لا قيمة لها في هذه الدورة. فعندما تلعب مباراة واحدة وتنهزم فيها وتنال ميدالية فضية فلا معنى للميداليات البرنزية ولاقيمة لها بل أنها تعتبر ميداليات حضور وليست مقابل مجهود حقيقي بما يحتم مراجعة الكثير من الأشياء في خصوص هذه الدورة من الآن وقبل الدورة القادمة التي أسندت مهمة تنظيمها لمصر سنة 2027.

وقبل الدورة القادمة يتعين على القائمين على الرياضة التونسية مراجعة الكثير من أوراقهم وإصلاح الأخطاء التي ارتكبوها والتي أدت إلى تدهور الرياضة التونسية ونزولها إلى هذه الدرجة من الوضاعة حتى أن رياضات كانت تتبوأ المكانة الريادية على الصعيد القاري باتت غير قادرة على المنافسة بعد أكثر من نصف قرن من الإستقلال. وانظروا قائمة الرياضات التي شاركت في هذه الدورة وتوزيع الميداليات التونسية فيها بينها.

فمن بين 13 رياضة لم يتمكن إلا أبطال الجيدو والتايكوندو والتنس ورفع الأثقال من فرض الذات وتثبيت الوجود وبدرجة أقل الكاراتي… أما البقية فهم في وادي آخر وسنعود إلى كل ذلك بأكثر تفاصيل…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

الجولة الثالثة للإياب : الدالية الرياضية تقترب من «البلايوف»

خرجت الدالية الرياضية بقرمبالية أبرز المستفيدين من عودة نشاط البطولة يومي السبت والأحد بفو…