2024-03-24

هل أصبح الترجي جاهزا لكسب التحدي القاري: صــلابـة دفـاعـيـة.. والـبــناء الـهـجـومي غير مستقر

انطلق العد التنازلي لمواجهة أسيك ميموزا ضمن منافسات الدور ربع النهائي لكأس رابطة الأبطال الافريقية والتي تعتبر الموعد الأهم للترجي الرياضي في المرحلة القادمة بما أنها ستفتح أبوابا جديدة على الصعيد الخارجي بحكم قيمة العبور الى المربع الذهبي وكذلك تأكيد النتائج الإيجابية المسجّلة في المباريات الفارطة والمتزامنة مع تولي البرتغالي ميغيل كاردوزو المقاليد الفنية.

ورغم الانتصارات المتتالية التي حقّقها فريق باب سويقة على المستويين المحلي والقاري منذ عودة النشاط، فإن الأداء عرف تراجعا كبيرا مقارنة بالبداية الواعدة للاطار الفني الجديد وجعلت منسوب التفاؤل يرتفع كثيرا مع البصمة السريعة التي فرضها كاردوزو غير أن الهاجس الأكبر في مباريات «البلاي أوف» كان تأمين الانتصارات بعيدا عن حجم اللعب وهو ما يبرز الصعوبات التي وجدها الفريق على المستوى الهجومي ولم تحل دون جني العلامة الكاملة في ظل الفوارق الكبيرة مع المنافسين وكذلك قيمة الرصيد البشري الذي لعب دورا هاما في حسم الانتصارات الأخيرة.

وأصبحت مهمة الترجي مضاعفة بحكم أنه الممثل الوحيد لكرة القدم التونسية التي شهدت تراجعا كبيرا انعكس على عدد ممثليها في كأسي افريقيا ليكون أمام فرصة لاستعادة الهيبة وتأكيد النقلة النوعية على مستوى النتائج في الشهر الحالي والذي يريد زملاء ياسين مرياح اختتامه من الباب الكبير.

دفاع ثابت

أصبح الخط الخلفي السمة البارزة للترجي في هذا الموسم وهو ما تأكد في المباريات الخمس التي قادها البرتغالي كاردوزو وتفادى فيها الحارس أمان الله مميش قبول أهداف ليحقّق الفريق سلسلة من الانتصارات المتتالية التي جعلته يظهر بوجه مغاير، وأجرى الاطار الفني تغييرا وحيدا مقارنة بالمرحلة السابقة تمثّل في منح الثقة للظهير الأيمن رائد بوشنيبة الذي شارك في أربع مباريات كأساسي ليعطي ضمانات دفاعية كبيرة في حين حافظ بقية ركائز الخط الخلفي على أماكنهم ليعطي ذلك ثماره على مستوى الانسجام والتناغم.

ودفع الترجي في النسخ الأخيرة من رابطة الأبطال ثمن الأخطاء «القاتلة» لتكون عودة الروح الى الخط الخلفي مؤشرا مطمئنا قبل اقحام الأدوار الإقصائية يوم السبت المقبل ضد أسيك ميموزا، ولعل الثوابت التي كسبها دفاع الترجي ستكون من العوامل الهامة من أجل الذهاب بعيدا في المسابقة القارية ذلك أن جاهزية الدفاع وتماسكه سيحدّدان الى حد كبير مدى القدرة على تفادي السيناريوهات الفارطة وآخرها في الدوري الافريقي عندما دفع فريق باب سويقة ثمن اهتزازه خارج القواعد وهو ما يفسر فشله في تحقيق أي فوز خارج تونس باستثناء الدور التمهيدي.

تعديل الأوتار

قطع المدرب كاردوزو مع التغييرات المستمرة في تركيبة الوسط من خلال مراهنته على الثلاثي روجي أهولو وحسام تقا وزكرياء العايب منذ بداية الرسميات لينعكس ذلك على أداء الفريق الذي أصبح أكثر توازنا ونجح في تحقيق المنشود محليا وقاريا غير أن اللقاءات الأخيرة عرفت تراجعا على مستوى التنشيط الهجومي وهو ما برز بالخصوص في لقاء النادي الافريقي الذي ترك فيه فريق باب سويقة زمام المبادرة لجاره الذي لا يملك مخالب هجومية ليكون تفادي هذا السيناريو ضروريا نظرا لاختلاف موازين القوى بين المنافسين.

وسيكون كاردوزو مجبرا على تعديل الأوتار من أجل قطع خطوة هامة نحو بلوغ الدور نصف النهائي خاصة وأن المهمة ستكون صعبة في لقاء العودة ضد منافس يريد لعب دور «الحصان الأسود» حيث أصبحت إعادة التوازن الى وسط الميدان ضرورية لكبح جماح أسيك ميموزا وفرض أسلوب هجومي يكفل للترجي الوصول الى المرمى في أكثر من مناسبة وهو ما قد يفرض تحويرا على مستوى الأسماء لإيجاد الفاعلية المطلوبة وتكرار سيناريو مباراتي النجم الساحلي والهلال السوداني عندما جمع ممثل كرة القدم التونسية بين النتيجة والأداء لكن التأكيد لم يحصل رغم الانتصارات المتتالية.

رودريغاز «السلاح الفتاك»

باستثناء تحقيق انتصارين متتاليين في رابطة الابطال، فإن مسيرة الترجي مع كاردوزو كانت مشابهة على الصعيد المحلي لطارق ثابت الذي هيمن على الساحة المحلية بفضل الترسانة الهجومية التي يملكها لكن تألق البرازيلي رودريغو رودريغاز يعتبر السمة البارزة للمرحلة الحالية بإضفائه النجاعة المطلوبة في المباريات الاخيرة في انتظار البصم على أولى أهدافه في المسابقة القارية والتي قد تعبّد الطريق نحو المربع الذهبي وتفتح أبواب كأس العالم للأندية أمام الترجي.

وسيكون هامش الاختيار أوسع للاطار الفني في المباراة القادمة باعتبار أنه قادر على التعويل على عدد أكبر من الأجانب لتكون الكرة في مرماه للتعويل على التركيبة الهجومية القادرة على تحقيق نتيجة باهرة والتي ستتكوّن حتما من الثنائي البرازيلي في انتظار إكمال الضلع الثالث، ولعل سيناريو وفاق سطيف في النسخة قبل الفارطة يجعل دور «الماكينة» الهجومية مضاعفا من أجل تأكيد التحسن الكبير وقيادة الترجي الى الدور القادم حيث حالت إضاعة الفرص دون تأكيد الأفضلية المطلقة على الفريق الجزائري ليعيش الترجي نكسة ألقت بظلالها على الأجواء العامة.

خليل بلحاج علي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

غزة: 35386 شهيد والمعارك تحتدم وسط مخاوف من اجتياح رفح

الصحافة اليوم (وكالات الأنباء) بدأت أولى الشاحنات المحمّلة مساعدات تم نقلها إلى الميناء ال…