2024-03-20

أسباب‭ ‬عديدة‭ ‬ومختلفة‭ ‬تقف‭ ‬وراء‭ ‬تعطّل‭ ‬أشغالها: المشاريع‭ ‬العمومية‭ ‬المعطّلة‭ ‬محلّ‭ ‬متابعة‭ ‬لتذليل‭ ‬الصعوبات‭ ‬وتسريع‭ ‬إنجازها‭..‬

يحظى‭ ‬ملف‭ ‬المشاريع‭ ‬المعطلة‭ ‬بمتابعة‭ ‬متزايدة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السلطة‭ ‬والدولة‭ ‬والمواطن‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬وتتعلق‭ ‬إشكاليات‭ ‬التعطيل‭ ‬بمستويات‭ ‬عديدة‭ ‬منها‭ ‬الإشكاليات‭ ‬اللوجستية‭ ‬والعقارية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬سوء‭ ‬حوكمة‭ ‬وتصرف‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يتحملوا‭ ‬مسؤولياتهم‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬تجاه‭ ‬إدارة‭ ‬شؤون‭ ‬الدولة‭.‬

‭ ‬ويواصل‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬متابعة‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬وإسناد‭ ‬تعليماته‭ ‬لحسن‭ ‬سيرها‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬لقائه‭ ‬الأخير‭ ‬برئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬أحمد‭ ‬الحشاني‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬التعرض‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاجتماع‭ ‬للمشاريع‭ ‬المجمدة‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬بدأ‭ ‬إنجازها‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬ثم‭ ‬توقفت‭ ‬بحجج‭ ‬واهية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬مستشفى‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬بمدينة‭ ‬القيروان‭ ‬الذي‭ ‬رُصدت‭ ‬اعتماداته‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2017‭ ‬ولم‭ ‬تفتح‭ ‬طلبات‭ ‬العروض‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬أي‭ ‬بعد‭ ‬7‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭. ‬والأمر‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المستشفى‭ ‬بل‭ ‬عديد‭ ‬المشاريع‭ ‬الأخرى‭ ‬إما‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تنطلق‭ ‬وإما‭ ‬أنها‭ ‬انطلقت‭ ‬ثم‭ ‬توقفت،‭ ‬بل‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬إنجازه‭ ‬صار‭ ‬ركاما‭ ‬أو‭ ‬مصبّا‭ ‬للفضلات‭. 

وأكد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المسؤولين‭ ‬الذين‭ ‬يُلخّصون‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬إجراءات‭ ‬وفي‭ ‬ملفات‭ ‬ثم‭ ‬يضعون‭ ‬القوانين‭ ‬التي‭ ‬سنّوها‭ ‬في‭ ‬حقائبهم‭ ‬ويحوّلونها‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬جيوبهم‭ ‬ويهرّبونها‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ ‬ليس‭ ‬لهم‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬بل‭ ‬هم‭ ‬غير‭ ‬جديرين‭ ‬بأن‭ ‬يتحملوا‭ ‬أي‭ ‬مسؤولية‭ ‬فيها‭.‬

ويبقى‭ ‬مشروع‭ ‬مستشفى‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬الذكر‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المشاريع‭ ‬المعطلة‭ ‬التي‭ ‬تكتسي‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬مساعي‭ ‬حلحلة‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬وتنفيذه‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬ير‭ ‬النور‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭.‬

‭ ‬وقد‭ ‬رصدت‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2017‭ ‬تمويلا‭ ‬لإنجاز‭ ‬مستشفى‭ ‬بولاية‭ ‬القيروان‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ ‬الملك‭ ‬سلمان،‭ ‬ورغم‭ ‬مرور‭ ‬نحو‭ ‬8‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬اعتماد‭ ‬المشروع‭ ‬فإن‭ ‬تنفيذه‭ ‬الفعلي‭ ‬لم‭ ‬يبدأ‭ ‬بعد،‭ ‬رغم‭ ‬إعلان‭ ‬السلطات‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مناسبة‭ ‬عن‭ ‬تواريخ‭ ‬محددة‭ ‬للدخول‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬الإنجاز‭.‬

ومستشفى‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬ليس‭ ‬المشروع‭ ‬الوحيد‭ ‬المعطل‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬رغم‭ ‬رصد‭ ‬تمويلات‭ ‬داخلية‭ ‬أو‭ ‬خارجية‭ ‬للإنجاز،‭ ‬ما‭ ‬يطرح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬تساؤل‭ ‬حول‭ ‬الأسباب‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬حائلا‭ ‬دون‭ ‬إنجاز‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭.‬

ومن‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬مايزال‭ ‬التونسيون‭ ‬ينتظرون‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬تجسيمها‭ ‬ميناء‭ ‬المياه‭ ‬العميقة،‭ ‬في‭ ‬النفيضة‭ ‬بولاية‭ ‬سوسة‭ ‬إذ‭ ‬بدأت‭ ‬السلطات‭ ‬بالتفكير‭ ‬فيه‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2006،‭ ‬وكان‭ ‬مقررا‭ ‬أن‭ ‬يمتد‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬3000‭ ‬هكتار‭ ‬تشمل‭ ‬الميناء‭ ‬والمنطقة‭ ‬اللوجستية‭.‬

وكان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يوفر‭ ‬الميناء‭ ‬الذي‭ ‬ستتحمل‭ ‬الدولة‭ ‬75‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬تكلفة‭ ‬إنجازه‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬موطن‭ ‬شغل،‭ ‬وهو‭ ‬مشروع‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يحد‭ ‬من‭ ‬ظاهرة‭ ‬البطالة‭.‬

كما‭ ‬يترقب‭ ‬التونسيون‭ ‬مصير‭ ‬أشغال‭ ‬ملعب‭ ‬المنزه‭ ‬التي‭ ‬واجهت‭ ‬انتقادات‭ ‬حادة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السلطات‭.‬

‭ ‬ويرى‭ ‬بعض‭ ‬المتابعين‭ ‬أن‭ ‬أسباب‭ ‬عديدة‭ ‬تقف‭ ‬وراء‭ ‬تعطل‭ ‬إنجاز‭ ‬المشاريع‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬غياب‭ ‬الاستقرار‭ ‬الحكومي‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬وانعدام‭ ‬الاستمرارية‭ ‬في‭ ‬الوزارات‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬التجاذبات‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬الإدارات‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2011‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬البيروقراطية‭ ‬الإدارية‭ ‬ومخاوف‭ ‬الموظفين‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬تجعلهم‭ ‬محل‭ ‬متابعة‭ ‬قضائية‭.‬

كما‭ ‬يذهب‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬تفسير‭ ‬هذا‭ ‬التعطيل‭ ‬بأن‭ ‬التكلفة‭ ‬المالية‭ ‬للمشاريع‭ ‬قد‭ ‬ارتفعت‭ ‬سواء‭ ‬تم‭ ‬اعتماد‭ ‬الميزانيات‭ ‬بالدينار‭ ‬التونسي‭ ‬أو‭ ‬بالدولار‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬التضخم‭ ‬الذي‭ ‬يشهده‭ ‬العالم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يهدد‭ ‬بعدم‭ ‬استكمال‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬ويجبر‭ ‬السلطات‭ ‬على‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬مصادر‭ ‬تمويل‭ ‬تكميلية‭.‬

في‭ ‬محاولة‭ ‬منها‭ ‬لحلحلة‭ ‬هذا‭ ‬الملف،‭ ‬تم‭ ‬إنشاء‭ ‬الجنة‭ ‬عليا‭ ‬لتسريع‭ ‬إنجاز‭ ‬المشاريع‭ ‬العموميةب‭ ‬يقودها‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬وتم‭ ‬تكليفها‭ ‬بإيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬الملائمة‭ ‬لتسريع‭ ‬إنجاز‭ ‬المشاريع‭ ‬العمومية‭ ‬وإقرار‭ ‬التدابير‭ ‬الكفيلة‭ ‬بتجاوز‭ ‬الإشكاليات‭ ‬التي‭ ‬تعترضها‭.‬

وحتى‭ ‬الآن‭ ‬عقدت‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة‭ ‬4‭ ‬اجتماعات‭ ‬تم‭ ‬خلالها‭ ‬تدارس‭ ‬وضعيات‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬المعطلة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالبنى‭ ‬التحتية‭ ‬والصحة‭ ‬وغيرها‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

دعوة لبعث مجلس السيادة الغذائية : ضمانة ديمومة المنظومات الإنتاجية والحدّ من التبعية الغذائية

كشفت أزمة جائحة كورونا والحرب الروسية -الأوكرانية عن هشاشة منظومات الإنتاج المحلية في تونس…