2024-03-20

مهاجمون‭ ‬دون‭ ‬أهداف‭ ‬يقودون‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني: أزمة‭ ‬حقيقية‭ ‬والـوحيشي‭ ‬دون‭ ‬خيارات

يعاني‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬خلال‭ ‬المقابلات‭ ‬الماضية‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬أرقامه‭ ‬التهديفية،‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬سجل‭ ‬هدفا‭ ‬وحيدا‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬أمم‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬الكوت‭ ‬ديفوار‭ ‬حمل‭ ‬توقيع‭ ‬حمزة‭ ‬رفيع‭ ‬وكان‭ ‬التمهيد‭ ‬من‭ ‬علي‭ ‬العابدي،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬أرقامه‭ ‬في‭ ‬المقابلات‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬البطولات‭ ‬كانت‭ ‬ضعيفة‭ ‬حيث‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يسجل‭ ‬إلا‭ ‬هدفا‭ ‬وحيدا‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬أيضا،‭ ‬ولذن‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬عليه‭ ‬التهديف‭ ‬في‭ ‬المونديال‭ ‬بحكم‭ ‬قوة‭ ‬المنافسين‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المعطيات‭ ‬الأخيرة‭ ‬تثبت‭ ‬أن‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الهجوم‭ ‬تهدد‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬خاصة‭ ‬وأنه‭ ‬سيواجه‭ ‬في‭ ‬اللقاء‭ ‬الأول‭ ‬منتخب‭ ‬كرواتيا،‭ ‬ثالث‭ ‬مونديال‭ ‬قطر‭ ‬والذي‭ ‬يملك‭ ‬ترسانة‭ ‬من‭ ‬النجوم‭ ‬وبالتالي‭ ‬لن‭ ‬يمون‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المقابلة‭ ‬بهجوم‭ ‬مبتور‭.‬

وخلال‭ ‬هذه‭ ‬البطولة،‭ ‬فإن‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬خسر‭ ‬خدمات‭ ‬أفضل‭ ‬هدّاف‭ ‬في‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي‭ ‬وهو‭ ‬يوسف‭ ‬المساكني،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬خسر‭ ‬خدمات‭ ‬لاعبين‭ ‬مؤثرين‭ ‬آخرين‭ ‬مثل‭ ‬ياسين‭ ‬الخنيسي‭ ‬المصاب‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الساعات‭ ‬الماضية‭ ‬حملت‭ ‬أخبارا‭ ‬غير‭ ‬سارة‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬التربص‭ ‬غابت‭ ‬مثل‭ ‬بسام‭ ‬الصرارفي‭ ‬وإلياس‭ ‬سعيد،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المدرب‭ ‬منتصر‭ ‬الوحيشي‭ ‬كان‭ ‬يخطط‭ ‬لدعوة‭ ‬علي‭ ‬يوسف‭ ‬الذي‭ ‬أصيب‭ ‬قبل‭ ‬انطلاق‭ ‬التربص‭ ‬وكشف‭ ‬القائمة‭ ‬وكذلك‭ ‬عصام‭ ‬الجبالي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يلعب‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استأنف‭ ‬التحضيرات‭ ‬مع‭ ‬فريقه‭ ‬منذ‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭.‬

هذه‭ ‬الوضعية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬توصف‭ ‬إلا‭ ‬بالكارثية‭ ‬لأن‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬خيارات‭ ‬حقيقية‭ ‬ولا‭ ‬يملك‭ ‬هدّافا‭ ‬يلعب‭ ‬خارج‭ ‬تونس‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬البطولة‭ ‬الوطنية‭ ‬لأن‭ ‬أفضل‭ ‬الهدافين‭ ‬أجانب‭ ‬مثل‭ ‬لاعب‭ ‬الترجي،‭ ‬البرازيلي‭ ‬روديغيز‭ ‬أو‭ ‬المالي‭ ‬تراوري‭ ‬الذي‭ ‬غادر‭ ‬الاتحاد‭ ‬المنستيري،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬دعوة‭ ‬الطيب‭ ‬بن‭ ‬زيتون‭ ‬لاعب‭ ‬النادي‭ ‬البنزرتي‭ ‬لا‭ ‬تبدو‭ ‬منطقية‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬أهدافه‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬أنه‭ ‬اللاعب‭ ‬الذي‭ ‬ينقص‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني،‭ ‬ولو‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الساعات‭ ‬الماضية‭ ‬وبعد‭ ‬الإصابات‭ ‬الكثيرة‭ ‬كان‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬دعوته‭.‬

مهاجمون‭ ‬دون‭ ‬أهداف

تؤكد‭ ‬أرقام‭ ‬العناصر‭ ‬التي‭ ‬وجه‭ ‬لها‭ ‬المدرب‭ ‬الوطني‭ ‬الدعوة‭ ‬في‭ ‬التربص‭ ‬الحالي،‭ ‬أن‭ ‬أزمة‭ ‬الهداف‭ ‬تطرح‭ ‬نفسها‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬على‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬وكرة‭ ‬القدم‭ ‬التونسية،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬جل‭ ‬المهاجمين‭ ‬الذين‭ ‬اختارهم‭ ‬منتصر‭ ‬الوحيشي‭ ‬يعانون‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬وغابت‭ ‬أهدافهم‭ ‬وبصمتهم‭ ‬مع‭ ‬أنديتهم‭ ‬المختلفة،‭ ‬وفي‭ ‬وضع‭ ‬آخر‭ ‬فإن‭ ‬معظم‭ ‬الأسماء‭ ‬التي‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬القائمة‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬شبه‭ ‬المستحيل‭ ‬دعوتها‭ ‬إلى‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬لأن‭ ‬جميعها‭ ‬يعاني‭ ‬ولا‭ ‬يسجل‭ ‬بانتظام‭ ‬وطبعا‭ ‬فإن‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يهم‭ ‬إلياس‭ ‬العاشوري‭ ‬الذي‭ ‬خاض‭ ‬مباريات‭ ‬في‭ ‬دوري‭ ‬أبطال‭ ‬أوروبا‭ ‬وحضوره‭ ‬يعتبر‭ ‬أمرا‭ ‬محسوما‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬حجز‭ ‬مكانا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬التشكيلة‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬ولن‭ ‬يكون‭ ‬أي‭ ‬مدرب‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬الحلول‭.‬

الوحيشي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬أخطر‭ ‬أزمة

بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المدرب‭ ‬منتصر‭ ‬الوحيشي،‭ ‬فيجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تفكيره‭ ‬موجها‭ ‬أساسا‭ ‬إلى‭ ‬تفادي‭ ‬قبول‭ ‬الأهداف،‭ ‬لأن‭ ‬الهجوم‭ ‬الذي‭ ‬يملكه‭ ‬لا‭ ‬يضمن‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬مرمى‭ ‬منتخب‭ ‬كرواتيا‭ ‬إلا‭ ‬خلال‭ ‬حالات‭ ‬قليلة‭ ‬حيث‭ ‬تؤكد‭ ‬كل‭ ‬التوقعات‭ ‬أن‭ ‬المهمة‭ ‬ستكون‭ ‬صعبة‭ ‬للغاية‭ ‬على‭ ‬المنتخب‭ ‬ومن‭ ‬شبه‭ ‬المستحيل‭ ‬توقع‭ ‬تسجيل‭ ‬الأهداف‭ ‬في‭ ‬مرمى‭ ‬منتخب‭ ‬قوي،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬مخاوف‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬ينجح‭ ‬المنتخب‭ ‬في‭ ‬تهديد‭ ‬مرمى‭ ‬منافسه‭ ‬طوال‭ ‬المواجهة‭ ‬المرتقبة‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬هجوم‭ ‬فعال‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬ضرب‭ ‬المنافس‭ ‬والتركيز‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬الهجوم‭ ‬المعاكس‭ ‬بوجود‭ ‬عناصر‭ ‬قوية‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬وخاصة‭ ‬إلياس‭ ‬العاشوري‭ ‬وكذلك‭ ‬سيف‭ ‬الدين‭ ‬اللطيف‭ ‬وكذلك‭ ‬الكرات‭ ‬الثابتة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬سلاح‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموعد،‭ ‬ودون‭ ‬ذلك‭ ‬فمن‭ ‬الصعب‭ ‬توقع‭ ‬نجاح‭ ‬المنتخب‭ ‬في‭ ‬هز‭ ‬الشباك‭ ‬والأزمة‭ ‬التي‭ ‬تأكدت‭ ‬خلال‭ ‬كأس‭ ‬أفريقيا‭ ‬الأخيرة،‭ ‬ستكون‭ ‬أكثر‭ ‬حدة‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬العناصر‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تساعد‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬المنافس‭ ‬تغيب‭ ‬عن‭ ‬البطولة‭ ‬الودية‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المهمة‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬أكثر‭ ‬تعقيدا‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬سيلعب‭ ‬أمام‭ ‬منافس‭ ‬قوي‭ ‬للغاية،‭ ‬والجميع‭ ‬يذكر‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬أهدر‭ ‬التأهل‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬أو‭ ‬كأس‭ ‬أفريقيا‭ ‬بسبب‭ ‬فشله‭ ‬في‭ ‬استغلال‭ ‬فرصة‭ ‬كانت‭ ‬تبدو‭ ‬سهلة‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬الكوت‭ ‬ديفوار‭ ‬عندما‭ ‬أهدر‭ ‬هيثم‭ ‬الجويني‭ ‬كرة‭ ‬سهلة‭ ‬ضاعت‭ ‬معها‭ ‬آمال‭ ‬الجماهير‭ ‬التونسية‭ ‬في‭ ‬مشاهدة‭ ‬منتخبها‭ ‬في‭ ‬الدور‭ ‬الثاني‭.‬

زهيّر‭ ‬ورد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

في عدوان الاحتلال على خان يونس : أكثر من 40 شهيداً خلال الساعات الماضية

الصحافة اليوم (وكالات الانباء) في اليوم الـ293 للعدوان الصهيوني على قطاع غزة ومن جرّاء است…