2024-03-20

المواطن التونسي خلال شهر رمضان: بين سندان الغلاء ومطرقة الغش..!

تعرض أكثر من 50 مواطنا من معتمديتي بن قردان وجرجيس بولاية مدنين  نهاية الأسبوع الماضي إلى تسمم غذائي ناتج وفق تصريحات اولية عن استهلاكهم لمنتجات غذائية مشتقة من مادة الحليب.

وكشف مصدر طبي أن المستشفى الجهوي ببن قردان استقبل 16 مصابا استهلكوا منتوجا مشتقا من مادة الحليب كما عالج نحو 40 شخصا من متساكني مدينة جرجيس بالمستشفى الجهوي بالجهة للسبب ذاته، وذلك إثر استهلاكهم منتجات غذائية مشتقة من مادة الحليب، تم استيرادها من بلد مجاور، ولم تخضع للتصريح الصحي في تونس، وفق تصريحات أولية لبعض المصابين..

الحادثة تعكس انتشار حالات الغش والتحيّل على المستهلك وخاصة خلال شهر رمضان، أين يستغل التجار لهفة التونسي وإقباله الكبير على الاستهلاك حيث تفشت ظاهرة الغش التجاري في الأسواق التونسية من بعض ضعاف النفوس‏‏ وذلك عقب الارتفاع الكبير في الأسعار ولكثير من السلع وخاصة التي لايستغني عنها المواطن يوميا كمنتجات الألبان‏,‏ واللحوم,‏ والتوابل‏,‏ ولم يقتصر الغش على السلع الغذائية فقط‏، فقد امتد للأجهزة الكهربائية والمستحضرات الطبية‏,‏وغيرها مما جعل المواطن يكتوي بنار الأسعار وتوابع شرائه سلعا مغشوشة تترتب عنها إصابته وأسرته بأضرار مالية وصحية في ظل غياب الرقابة على الأسواق التي جعلت من المواطن ضحية جشع واستغلال التجار.

يعد الغش التجاري في المواد الغذائية من أخطر أنواع الغش، بالنظر لكونه قد يتسبب في حدوث وفيات أو تسمم يجعل الضحية يعيش بقية سنوات عمرها تعاني من تبعاته المدمرة. فقد يكون الغش متعمدا إما بإضافة مواد غيرمسموح بها للمنتج أو نقص أحد المتطلبات الغذائية الأساسية فيه، أو قد يكون نتيجة تقصير وخطإ بشري خلال مراحل إنتاج أو تصنيع أو تخزين المنتج الغذائي.

والغش في المواد الغذائية لا يرتبط فقط بالغش التجاري، بل أيضا بطريقة الحفظ ونقل المنتجات تحت ضوابط ونظم صحية من حيث درجات الحرارة ووجود تاريخ صلوحية على أي منتج مرتبط بطريقة الحفظ والنقل والبيئة الموجود فيها. كما أن تضرر المستهلك من الغش التجاري لايقتصر على الضرر المادي من حيث إنه قد يضطر لدفع مبلغ أكبر لمنتج لا يستحقه، ولكنه يكون، أيضا، ماديا وصحيا عندما تتسبب المواد الغذائية المغشوشة في أضرار صحية فورية أو على المدى البعيد. ولئن تسجل حالات الغش والتجاوزات على كامل السنة إلاأنها ترتفع بشكل ملحوظ خلال شهر رمضان وفي جل المناسبات الاستهلاكية.

«إلي يسرق يغلب إلي يحاحي» هذا المثل الشعبي الذي ينطبق على واقع الغش في تونس.. فرغم المجهودات الكبيرة التي تقوم بها فرق المراقبة للتصدي إلى ظاهرة الغش والمخالفات الصحية التي تهدد صحة المواطن والعدد المهول للمخالفات فإن ما خفي كان أعظم.

استفحال ظاهرة الغش خلال شهر رمضان نتيجة ضعف الرقابة وغياب الردع هذا ما صرح به لطفي الرياحي رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك معتبرا أن التاجر أصبح يتعمد عمليات الغش بحثا عن الربح الأوفر والأسرع لأن حجم الخطية ضئيل مقارنة بحجم المخالفة. وقال الرياحي أنه من الضروري مراجعة القوانين والتشريعات التي تضمن الحد من عمليات الغش وتحمي المستهلك، وأكد محدثنا في السياق ذاته أن المستهلك اليوم يعيش دوامة بين انهيار قدرته الشرائية وغلاء الأسعار إضافة إلى الغش في كل المنتوجات الاستهلاكية التي تعرض له. واعتبر أن المضاربة هي السبب الرئيسي في غلاء الأسعار وانتشار الغش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

لوضع حدّ لنقص وفقدان بعض  المواد الغذائية : تكثيف الرقابة  و تجديد آلياتها.

مازالت السوق التونسية تسجل ندرة في عدد من المواد الغذائية الأساسية خلال هذه الفترة يرافقها…