عديد العائلات التونسية مصنّفة تحت خطّ الفقر المدقع : العمل الخيري يتحسّس طريقه نحو الفاعلية والجدوى..!
من العادات الحسنة والسنن الحميدة و التي تطبع أداء الحكومات ،جلّ الحكومات في تونس ومنذ عهود طويلة تلك اللفتة الرّمزية المتعلّقة بتقديم يد العون والمساعدة للفقراء والمحتاجين في بعض المناسبات وخاصّة خلال شهر الصيام في شكل موائد إفطار أو تقديم «قفة رمضان» …طبعا مع اختلاف التقييمات للعمل الخيري من حكومة إلى أخرى فقد حاد عن مساره و مهامه النبيلة لدى العديد منها وكانت المآرب بعيدة كل البعد عن تأصيل المد التضامني… ومعلوم أن أركان المد التضامني تشمل المتطوعين من المواطنين وبعض الهياكل كالاتحاد الوطني للمرأة التونسية والاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي والهلال الأحمر ومنظمة الدفاع عن المستهلك وعديد الجمعيات الخيرية وغيرها من الهياكل الحكومية وغير الحكومية.
وباعتبار أن شهر رمضان خلال هذه السّنة تزامن مع الوضع الصعب التي تمرّ به معظم العائلات ببلادنا نتيجة تهرؤ المقدرة الشرائية وعديد العائلات التونسية مصنّفة تحت خطّ الفقر المدقع ورقعة المفقرين اتسعت ما يعني بالضرورة اشتداد قساوة ظروفهم المعيشية علاوة على اهتراء المقدرة الشرائية المنهكة أصلا منذ أمد بعيد وخاصّة بعد الثورة لتتضاعف الأزمة من سنة إلى أخرى، لذلك دعت عديد الأطراف إلى ضرورة تكثيف العمل الخيري خلال شهر رمضان و تقديم يد العون والمساعدة لهؤلاء.
حيث بيّن في هذا السياق رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك لطفي الرياحي أن مجهودات المنظمة تنصبّ هذه الأيام على تقديم يد العون والمساعدة للمحتاجين وذلك بالتعاون مع المجتمع المدني وتسعى مختلف مكونات المجتمع المدني لتكثيف العمل الخيري والإحاطة بأكثر عدد ممكن من المفقرين والمهمشين ويعتبر الرياحي أن العمل الخيري غاية مُثلى وأنّ الإحاطة بالمعوزين والفقراء تُعدّ أنبل الأهداف و أسماها هذه الأيام وبين أن المجهودات متواصلة لتقديم المساعدات بعدة جهات…مبيّنا أنّ العمل الخيري وتقديم يد المساعدة تعكس روح التضامن والتآزر بين أفراد الشعب خاصة في ظل ظرف اقتصادي واجتماعي صعب اضمحلّت فيه الطبقة الوسطى التي كانت تمثّل صمام الأمان وكانا قادرة بدورها على المساهمة في المد التضامني ولكن الموازين تغيرت وتهالكت هذه الأخيرة والتحق شق كبير منها بطبقة المفقرين ويؤكد محدثنا انه رغم ضعف الإمكانيات وضيق الحال إلا أن النقطة المضيئة والمفرحة أن روح التضامن لم تنقطع ويتجسد ذلك في قفة رمضان التي توجه للمفقرين في كل حي وكل جهة وكل التجمّعات السكنية .
في السياق ذاته أشار الرياحي الى أن العمل الخيري استعاد نسقه الطبيعي ويعرف كثافة رغم كل الصعوبات في محاولة للإحاطة بأكثر عدد ممكن من العائلات المفقرة من جهة أخرى أكّد عدد من النّاشطين في المجتمع المدني بمختلف ولايات الجمهورية على تكثيف المساعدات حتى تتم الإحاطة بكل المفقّرين وعلى هذا المنوال ينسج العديد من النّاشطين في المجتمع المدني وغيرهم من الهياكل الأخرى التّي تعمل جاهدة على الإحاطة بالمحتاجين خلال شهر رمضان وتوجيه المساعدات لأكبر عدد ممكن من العائلات المعوزة التي تفتقد لسند والمفقرّة والفقيرة …وتقدم المساعدات في شكل قفة رمضان أو مبالغ مالية يختلف حجمها من جهة إلى أخرى إضافة إلى قفة العيد وموائد الإفطار والمبادرات الفردية .ناهيك عن المساعدات في عيد الفطر هي من العادات المحمودة التي دأبت عليها بلادنا على مر عقود وتسعى دائما إلى ترسيخها من جيل إلى آخر حتى لا تنقطع وتختفي مثلما اختفت العديد من العادات الأخرى في مجتمعنا اليوم ….
معلوم أن الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي شرع في تخصيص إعانات لفائدة مالا يقل عن 45 ألف عائلة معوزة إضافة إلى تنظيم 48 مائدة إفطار باعتمادات جملية تناهز 7 مليون دينار وذلك في إطار تنفيذ برنامج تدخلات شهر رمضان.
كما أقرت الحكومة جملة من المساعدات المالية بمناسبة شهر رمضان لفائدة العائلات المعوزة في حدود 60 دينارا لفائدة 340 ألف عائلة، بمبلغ جملي يساوي 20.4 مليون دينار مع إقرار منح نفس قيمة المساعدة بمناسبة عيد الفطر الترفيع في قيمة تكلفة قفة رمضان لفائدة العائلات محدودة الدخل غير المنتفعين بمنحة إلى حدود 100 دينار بمبلغ إجمالي قدره 4.5 مليون دينار، بالإضافة إلى الترفيع في عدد المنتفعين ببرنامج تدخلات الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي.
لبناء منظومة تربويّة عالية الأداء : الإصلاح التربوي على أسس ثابتة ضرورة ملحّة
الدّعوات إلى استعجال إصلاح المنظومة التربوية مازالت تطرح بشدة وأكثر إلحاحا من كل مكونات …