خلال شهر رمضان : مهن تنتعش وتعيش أزهى أيامها وأخرى تستسلم للركود
تبرز خلال شهر رمضان العديد من المهن التي تشهد رواجا وتنتعش حيث يختار العديد سواء من أصحاب المهن وحتى كذلك السيدات ممارسة بعض الأنشطة التجارية لمجابهة مصاريف رمضان خاصة لما يتميّز به هذا الشهر من كثرة المصاريف خاصة مع الارتفاع الجنوني للأسعار ومصاريف العيد فلا يجد البعض بدا لمجابهة هذه المصاريف إلا بممارسة بعض الأنشطة، ويذهب العديد من أصحاب المهن والمحلات الى تغيير أنشطتهم فتنتعش بالتالي الحركة التجارية بكل أنواعها.
فبحلول شهر رمضان المعظم يتحوّل مئات التونسيين من كل الفئات والأعمار إلى تجار صغار يملؤون أرصفة شوارع المدن التونسية وأزقتها، بعرباتهم الصغيرة في الأسواق وأمام حوانيت التجار، أو يجوبون بها الشوارع لبيع بضائعهم، لا سيما منها المواد الغذائية التي تشهد رواجا خلال شهر الصيام على غرار «الملسوقة» والأجبان والمملحات والفواكه الجافة والحلويات والمرطبات بشتى أنواعها.
فلا يكاد يخلو نهج من أنهج العاصمة أو في جل أحياء جهات البلاد من محل مخصص لبيع الزلابية والمخارق خلال هذا الشهر، وتصطف على جنبات الأحياء ، محلات كثيرة تكون تجارتها في الأيام العادية غير تجارة المخبوزات والحلويات، لكنها تتوقف كليا عن ممارسة تخصصها من اجل رواج رمضاني لا يضاهيه أي شهر آخر.
وهناك البعض من اختار ممارسة هذه الأنشطة قبل أيام قليلة من حلول هذا الشهر باعتبار أن المواطن التونسي يقبل بصفة مكثفة على اقتناء هذه المأكولات.
ورغم أن البطالة هي ما يدفع الكثير من هؤلاء إلى العمل، إلا أن العديد من المواطنين الآخرين يتركون مهنهم الأساسية إلى مهن بديلة تدر عليهم ربحا أكثر في شهر رمضان، عندما تتحول محلات الأكلة السريعة إلى واجهات لبيع أنواع الخبز والحلويات التي يقبل عليها الصائم في شهر الصوم، خاصة وأن مطاعم الوجبات الخفيفة تشهد ركودا تاما في تلك الفترة مما يضطر أصحابها إلى صنع الحلويات الرمضانية على غرار «الزلابية» و«المقروض» بحثا عن مصدر رزق يجابهون به غلاء الأسعار.
ومن أكثر المهن انتعاشا أيضا في شهر رمضان بيع الخضر والفواكه، حيث تشهد الخضر والفواكه رواجا كبيرا باعتبارها أهم الوجبات في المائدة الرمضانية والسلطات بمختلف أنواعها لذلك يقبل الناس على شراء الخضروات بصورة أكبر في شهر رمضان حتى في الفترة النهارية تكون الحركة منتظمة في الشراء. كمايزداد الطلب على الوجبات والمشروبات في وقت الإفطار والسحور. لذا فإن المطاعم والمقاهي قد تشهد زيادة في العمل والإقبال خاصة في سهرات ليالي رمضان.
وعلى صعيد آخر تعرف الأعمال الخيرية والتبرعات والمساعدة للفئات الهشة والمحتاجين حركية وانتعاشة، وتشهد المؤسسات الخيرية والمنظمات غير الربحية نشاطا إضافيا في تقديم الخدمات والمساعدة للمحتاجين كتقديم قفة رمضان أو تركيز موائد إفطار جماعية.
ومقابل المهن التي تنتعش في رمضان تعيش مهن وحرف أخرى ركودا كبيرا وتراجعا ملحوظا خلال شهر الصيام، بسبب نقص حركة الزبائن، خاصة المهن التي لها علاقة بالاستهلاك والأكل خلال ساعات اليوم في رمضان، من قبيل محلات الملابس الجاهزة والمقاهي والمطاعم ومحلات الوجبات السريعة والتي تعيش شللا تاما قبل الافطار ولكن بعضها يبدأ العمل مباشرة بعد موعد آذان المغرب لاستقبال الزبائن بعد الإفطار.
سدّ الشغورات في المؤسسات التربوية : حجر الأساس وخطوة مهمة نحو الإصلاح التربوي
لا شك أن تصريح وزير التربية نور الدين النوري خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لأشغال مجلس ا…