2024-03-13

مع الأحداث : بين نتانياهو وبايدن.. لا خطوط حمراء

تطالعنا منذ أكثر من 5 أشهر التقارير التي تتحدث في كل مرة عن خلافات بين بايدن ونتانياهو بسبب الحرب في غزة ذهب البعض منها للترويج لوجود حالة تصادم بين الرجلين.

وفي اخر ما نشر في هذا السياق  نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤولين أمريكيين قولهم إنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو  حدّدا “خطوطاً حمراء” مختلفة في ما يخص هجوم الكيان المحتمل على مدينة رفح بجنوب غزة، الأمر الذي من شأنه أن يدفع بالولايات المتحدة والكيان إلى تصادم في الأسابيع المقبلة.

 ونقل الموقع عن مسؤولين أميريكيين، حديثهم عن ان من شأن شن الكيان لعملية عسكرية في رفح أن يؤدي إلى تغير في سياسة الإدارة الأمريكية قد تصل حد تمرير أمر بوقف اطلاق النار في مجلس الامن وذكّر التقرير برد نتانياهو الذي اكد ان دخول الكيان إلى مدينة رفح هو “خط أحمر”. وبعد يوم واحد، عدّل موقفه في مقابلة. وقال: “سنذهب إلى هناك (إلى رفح). لدي خط أحمر… هل تعرف ما هو الخط الأحمر؟ إن السابع من أكتوبر لن يتكرر مرة أخرى. لن يحدث مرة أخرى أبدا”.

 في الحقيقة إن مثل هذه التقارير وخصوصا هذه التصريحات التي يسارع مسؤولون أميركيون للإدلاء بها كلما اشتد الضغط على ادارة البيت الأبيض وهو ما يحدث حاليا بسبب المجاعة التي يعاني منها سكان غزة والمخاوف من حدوث اكبر مجزرة في التاريخ في صورة الهجوم على رفح ليست الا ضربا من ضروب الاستهلاك المحلي الذي تسعى من خلاله ادارة البيت الأبيض للتأكيد على أنها لم تفقد بعد إنسانيتها وإيمانها بالمنظومة الكونية لحقوق الإنسان.

لقد فوتت أمريكا أكثر من مناسبة للوقوف مع الحق وإنصاف الشعب الفلسطيني حين استعملت حقا بغيضا يسمى زورا وبهتانا بحق النقض يعطي الحق لدول قوية للتحكم في مصير الدول الضعيفة والمستضعفة ووقفت إلى جانب نتانياهو ودعمته بلا هوادة واليوم لا يتصور عاقل ان بايدن الذي يراهن على أصوات اليهود ودعمهم في انتخابات البيت الأبيض سيتخلى عن الاحتلال لأجل عيون مئات آلاف الفلسطينيين.

لقد أثبتت أميركا منذ بداية الحرب في غزة أكثر من مرة أنها لن تتراجع في دعم الاحتلال وما الحديث اليوم عن صدام محتمل معها إلا ذر رماد على العيون فبين نتانياهو وبايدن لا خطوط حمراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

ماذا تعني عودة ترامب بالنسبة للشرق الأوسط؟

هل نتوقع ان تحمل رياح ترامب تغييرا في السياسة الأمريكية الخارجية؟ يبدو هذا السؤال انكاريا …