برنامج رائدات : نقلة نوعية على مستوى تمويل المشاريع

تطمح وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ وغيرها من المؤسسات البنكية الداعمة للمبادرة النسائية الخاصة إلى تحقيق نقلة نوعية على مستوى تمويل المشاريع النسائيّة التي من شأنها أن تكون قاطرة لتحقيق العدالة الاجتماعية المنشودة عند الفئات النسوية الهشة.

وتنفيذا لتوصيات لجنة قيادة البرنامج الوطني لريادة الأعمال النسائيّة والاستثمار «رائدات»، تم مؤخرا إمضاء ملحقين تعديليين لاتفاقيتي الشراكة الخاصة ببرنامج «رائدات» ما بين وزارة  الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ والبنك التونسي للتضامن والبنك الوطني الفلاحي  تم بمقتضاهما إقرار تشجيعات جديدة لفائدة طالبات التمويل خاصّة في ما يتعلّق بتمويل المشاريع ذات العلاقة بالفلاحة المستدامة والطاقات المتجدّدة والتكنولوجيات الحديثة ومنها الترفيع النسبي في مبلغ الاعتماد الذي توفره وزارة الأسرة كتمويل ذاتي لفائدة الباعثة من 20 % إلى 30 % من كلفة المشروع من موارد خطّ التمويل دون توظيف أيّ فوائض ويسند البنكان بقيّة التمويل المقدّر بـ 70 % من كلفة المشروع في شكل قرض متوسّط وطويل المدى.

وإضافة إلى هذا الامتياز التفاضلي المشترك، كشفت وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ آمال بلحاج موسى عن أن الملحق التعديلي بين الوزارة والبنك التونسي للتضامن ينصّ على التّرفيع من سقف التّمويل من 150 ألف دينار إلى 200 ألف دينار، إلى جانب الاتّفاق على تمويل المجامع التنمويّة الفلاحيّة النّسائيّة المحدثة أو التّي تم دعمها من قبل وزارة الأسرة والمرأة والطّفولة وكبار السّن في نطاق تنفيذ مبادئ الاقتصاد الاجتماعي والتّضامني.

ومكن برنامج «رائدات» وفق ما أفادت به وزيرة الأسرة خلال موكب توقيع الملحقين التعديليين  منذ ديسمبر 2022 من تمويل 3679 مشروع نسائيّ باعتمادات تفوق 35.5 مليون دينار ساهمت في إحداث 5605 موطن شغل مباشر، مبيّنة أن 55 % من باعثات المشاريع من خريجات التعليم العالي وأنّ 78 % من المنتفعات ببرنامج «رائدات» تتراوح أعمارهن بين 18 و45 سنة.

وتصدّرت ولاية باجة المرتبة الأولى من حيث عدد المشاريع المحدثة بـ 353 مشروع تليها ولايات بن عروس بـ 290 مشروع وتونس بـ 282 مشروع وجندوبة بـ 261 مشروع وسيدي بوزيد 254 مشروع، مع تميّز ولايات سيدي بوزيد والقصرين وقفصة وسوسة بإحداث مشاريع صغرى ومتوسّطة وصل سقف تمويلها إلى 300 ألف دينار ممّا أحدث فارقا هامّا في كلفة الاستثمار.

وثمّن السيّد خليفة السّبوعي المدير العام للبنك التونسي للتضامن  الديناميكيّة الكبرى التي شهدها تنفيذ برنامج «رائدات» خلال سنة 2023 تأكيدا لمراهنة تونس على خلق جيل جديد من المشاريع النسائيّة، ملاحظا أن إمضاء الملحق التعديلي  سيمكّن من تحقيق نقلة نوعيّة هامة على مستوى تمويل المشاريع النسائية في المجالات التنمويّة ذات الأولويّة فضلا عن إحداث خط تمويل جديد لفائدة المجامع التنمويّة النسائيّة المحدثة والممولة من قبل وزارة الأسرة.

وأكّد السيّد أحمد بن مولاهم المدير العام للبنك الوطني الفلاحي، من جانبه أن سنة 2023 كانت تجربة أولى للبنك مع برنامج «رائدات» ستتعزّز سنة 2024 بتمويل مشاريع نسائيّة مجدّدة وذات القيمة المضافة والقدرة التشغيلية العالية في المجالات ذات الصلة بالأنشطة الانتاجيّة التصديريّة والطاقات المتجدّدة والتكنولوجيا وغيرها من القطاعات الواعدة.

تجدر الإشارة الى انه تم إطلاق البرنامج الوطني الجديد لريادة الأعمال النسائية والاستثمار المراعي للنوع الاجتماعي «رائدات» الذي تنجزه وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ في الثامن من مارس 2022 بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة. ويهدف هذا البرنامج الوطني إلى دعم المبادرة النسائية الخاصة ولا سيّما النساء والفتيات المبتكرات في القطاعات الواعدة في جميع ولايات الجمهورية وفي المناطق ذات الأولوية وفي الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية، إلى جانب دعم مشاريع ذات خصوصية تستهدف فئات محددة من النساء ذات الوضعيات الهشّة. ويمتد تنفيذ هذا البرنامج الخماسيّ إلى سنة 2025 بهدف إحداث 3000 مشروع نسائي بمعدل 600 مشروع كل سنة.

وتولت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن في الإطار  إمضاء اتفاقيات شراكة مع البنك التونسي للتضامن والبنك الوطني الفلاحي وبنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة وصندوق الودائع والأمانات وذلك للتنويع في خطوط التمويل الخاصة بتمويل المشاريع ويتوجه برنامج «رائدات» إلى النساء التونسيات بين 18 و59 سنة بجميع فئاتهن وبمختلف مستوياتهن التعليميّة (من المرأة الأمية إلى صاحبة شهادة الدكتوراه)، كما يشمل النساء والفتيات في المناطق الريفية والحضرية على حدّ سواء.