الدورة السادسة عشرة لمعرض البناء الايكولوجي فوزي العيادي : الانتقال الايكولوجي فرصة لتونس للتحكم في الاستهلاك الطاقي..
اختتمت أمس فعاليات الدورة السادسة عشرة لمعرض البناء الايكولوجي الذي تواصل على مدى يومين بمقر اتحاد التجارة والصناعة والصناعات التقليدية تحت عنوان الانتقال الايكولوجي فرص لقطاع البناء فرص لتونس. وتميزت هذه التظاهرة التي نظمتها مؤسسة الاستشارة والاعمال تحت إشراف وزارة التجهيز والإسكان ووزارة البيئة بمزيد السعي إلى التحسيس بمزايا البناء الايكولوجي والتأكيد على نجاعته وأهميته وضرورة انخراط الجميع في هذا التوجه الذي يعتمد على الحلول المتطورة للبناء الايكولوجي في المباني الجديدة سواء لدى القطاع الخاص أو لدى القطاع العام. وضمن هذا الاطار أوضح فوزي العيادي منظم التظاهرة أن الجهود التي قامت على اعتماد هذا التوجه بدأت تعطي أكلها لدى المتعاملين الاقتصاديين والباعثين العقاريين والمهندسين المعماريين الذين حضروا بكثافة في هذه التظاهرة قناعة منهم بجدوى هذا النوع من البناء المستدام والصديق للبيئة والمقتصد للطاقة والمياه ومنخفض التكلفة، خاصة في ظل ارتفاع أسعار المواد الطاقية في العالم ومواد البناء، ولاسيما أيضا بسبب التغيرات المناخية التي أصبحت تستدعي الاعتماد على البناءات غير الملوثة للبيئة وغير المستهلكة للطاقة.
بالتوازي مع ذلك تضمنت الدورة معرضا شاركت فيه عديد الشركات الناشطة في المجالات المرتبطة بالبناء الايكولوجي في مستوى ابتكار منتجات جديدة للبناء ذات جودة من مواد طبيعية وايكولوجية مثل القوالب الايكولوجية المصنوعة من الجص المقوى وبقايا الخشب من المواد الطبيعية المتوفرة في بلادنا.اضافة الى مشاركة عديد المهنيين الذين ينشطون في مجال انجاز المساكن الجاهزة والمساكن الايكولوجية باستعمال وسائل بناء حديثة ومتطورة. وقد تم تقديم مشروع عقاري لأول مرة يمثل خطوة كبيرة في مستوى اعتماد مواصفات البناء الايكولوجي وبصفر كربون وتم انجازه بجهة المنزه التاسع بالعاصمة. وفي تقديمه لهذه التظاهرة قال فوزي العيادي أن التوجه نحو اعتماد هذا النوع من البناء الايكولوجي بدأ يتسع وذلك نتيجة لعمل دؤوب يشجع على البناء الايكولوجي الصديق للبيئة والذي يستهلك اقل طاقة ويعتمد مواد بناء طبيعية محلية الصنع مستفيدا في ذلك من تطور التكنولوجيا الموجهة نحو البناء الايكولوجي الذي علاوة على كل مزاياه فهو ايضا يحسّن نوعية الحياة وجودتها وفق قوله.
ودعا العيادي الدولة للانخراط أكثر في هذا التمشي وفي اعتماد المنظومات التكنولوجية في البناء الايكولوجي التي تمكن من متابعة كل تفاصيل المشاريع وعدم تجاوز الآجال ومعالجة مختلف الاشكاليات التي عادة ما تشهدها مشاريع البناء العادية،مضيفا أن تجربة الايكولوجي مازالت في بدايتها في تونس وشهدت انخراط الخواص لكنها تتطلب أيضا في نظره ضرورة انخراط الدولة واعتمادها هذا التوجه في المشاريع الكبرى المستقبلية ولم لا تكون القاطرة التي تدفع القطاع وأيضا من خلال وضع القوانين والتشريعات التي تجعل الايكولوجي شرطا في المباني المستقبلية. وعن مدى تأثير التوجه الايكولوجي على قطاع السكن عموما قال العيادي أن الانتقال الايكولوجي يمثل فرصا جديدة للاستثمار في قطاع البناء والأشغال العامة وفرصا لتونس من أجل ديناميكية اقتصادية أفضل تؤكد مقولة أنه اذا تحرك قطاع البناء كل القطاعات تتحرك. وشدد على أن قطاع البناء عموما في تونس يشكو من عديد الصعوبات والاشكاليات، لذلك فإن اعتماد الانتقال الايكولوجي من شأنه إحداث انتعاشة في القطاع وخلق حركية فيه تشمل كل القطاعات المرتبطة به بما فيها المواد والهندسة وطريقة التصرف في المباني. وقال أن عديد الدول الغربية مثل المانيا انخرطت في هذا التوجه نظرا لفوائده الجمة على جودة الحياة بالخصوص في بناء المؤسسات الاستشفائية والتعليمية التي تتوفر على حد معين من البناء الايكولوجي.
وتشجع عمادة المهندسين المعماريين بدورها على اعتماد هذا التوجه وعلى مزيد الدفع والتحسيس بأهمية البناء الايكولوجي آخذة بعين الاعتبار التغيرات المناخية وارتفاع أسعار الطاقة من خلال تدخل أحد المهندسين المعماريين في التظاهرة التي مثلت فرصة هامة لجمع الصناعيين والباحثين والمهندسين وتبادل الخبرات في هذا المجال.
بالنسبة لموقف الدولة من هذا التوجه فقد عبرت عنه ممثلة وزارة التجهيز لدى تدخلها في افتتاح هذه الدورة حيث أكدت أن الوزارة ساعية إلى إعادة ديناميكية قطاع التشييد والبناء باعتباره أحد القطاعات الحيوية التي تدعم مخططات الدولة التنموية.وهي حريصة بالخصوص على دفع البناء الايكولوجي الذي يعتبر الحل الامثل لمواجهة الإشكالية التي تعيشها تونس وهي الاستهلاك الطاقي المتزايد والتخفيف من انبعثات الغاز.
وأضافت المتحدثة أنه أمام دقة الوضع والخطوات التي يمثلها استهلاك قطاع البناء للطاقة وضعت الدولة استراتيجية وطنية ترتكز أساسا على التقنين الحراري والطاقي للبناءات الجديدة ووجوب مطابقة مشاريع البناءات المعدة للمكاتب والسكن الاجتماعي الجديدة لخاصيات فنية تهدف إلى التحكم في الطاقة وتعزيز البناء المستدام وغيرها من الإجراءات والخطط والمشاريع الهادفة التي تكرس البعد المستدام والبيئة والصحة.
وفي لقاء لـ«الصحافة اليوم» بأحد العارضين في هذه الدورة صاحب شركة ناشطة في مجال العزل والمباني الجاهزة والمباني الايكولوجية قال أن الشركة استعملت خبراتها في مجال المباني الجاهزة في انجاز عديد المشاريع الايكولوجية بداية من خيمات ايواء العمال في الصحراء إلى المدارس والمعاهد بتقنية الالواح العازلة جاهزة الصنع المستعملة في التبريد وهي تقنية ناجعة واقتصادية أيضا خصوصا مع ارتفاع اسعار مواد البناء العادية مثل الأسمنت وغيرها. وأضاف أن الشركة طورت أيضا نشاطها عبر إدخال تكنولوجيا جديدة وهي التحكم الرقمي التي بواسطتها وباستعمال الهياكل المعدنية العازلة ذات قوة احتمال قصوى تمكنت من انجاز عديد المشاريع في أقصر الآجال وبأقل تكلفة.
من أجل تحقيق الأمن الغذائي..
لا شك أن ارتفاع الصادرات الفلاحية التونسية وتحسّن عائداتها وهو ما أكدته الارقام الاخيرة …