2024-02-28

التونسيون يكتفون بالفرجة وهياكل القطاع تدعو وزارة التجارة إلى تنقيح قانون 1998 : عزوف كبير على موسم التخفيضات الشتوية «الصولد»

يكفي أن تقوم بجولة بين شوارع العاصمة ومحلاتها التجارية التي تعرض الملابس الجاهزة والأحذية في موسم التخفيضات الشتوية حتى تلاحظ الركود الكبير الذي يعاني منه التجار بسبب عزوف المواطنين عن التبضع واستغلال موسم «الصولد» كما جرت العادة.
فقد يكتفي الأغلبية الساحقة من المواطنين بالفرجة والتجول فالمواطن لم يعد قادر على مجاراة موجة الغلاء التي طالت كل المواد الأساسية فما بالك باللباس والهدايا التي باتت حلما صعب المنال للعديدين.
وتجلى هذا الحال في موسم التنزيلات الشتوية الذي شهد عزوف التونسيين عن الشراء، حيث لم تغر إعلانات التنزيلات الشتوية التي وصلت إلى حدود 70 بالمائة والتي يتم اعلانها من خلال ملصقات على واجهات المحلات التجارية بالعاصمة الزبائن بالشراء، وخذل الكثير من التجار الذين كانوا يعقدون آمالا عريضة على موسم «الصولد الشتوي» في إحداث حالة من الحركية في البيع والشراء.
وفي هذا السياق أقر رئيس الغرفة الوطنية للملابس الجاهزة والاقمشة بمنظمة الأعراف، محسن بن ساسي في تصريح لـ«الصحافة اليوم» بفشل موسم التخفيضات الشتوية وعزوف التونسيين مرجعا الأمر إلى وضع البلاد الاقتصادي والاجتماعي الصعب والذي تأثر بالوضع الاقتصادي العالمي والحرب الروسية الأوكرانية معتبرا أن تونس ليست استثناء.
وتابع بن ساسي أن المواطن التونسي نفسانيا يفكر في الاستعداد لشهر رمضان الكريم وهو الأولوية القصوى بالنسبة إليه أضف إليه المصاريف اليومية التي فاقت مقدرته الشرائية.
وأضاف بن ساسي، ان الوضعية الاقتصادية والمالية الصعبة للتونسيين جعلتهم يخيّرون اقتناء المواد الأساسية والغذائية بدل الاقبال على الصولد، مشيرا الى ان عددا كبيرا من المواطنين توجهوا هذه الفترة الى المواد الاساسية التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير لتأمين حاجياتهم الغذائية.
كما أشار رئيس الغرفة الوطنية للملابس الجاهزة والاقمشة بمنظمة الأعراف إلى المنافسة الشرسة وغير النزيهة التي يلاقيها العديد من تجار الملابس الجاهزة والاحذية المشاركين في تظاهرة الصولد من خلال استفحال ظاهرة البيع عن بعد عبر صفحات الفايسبوك التي انتشرت بشكل لافت في السنوات الأخيرة وبات التونسي يتجه إليها دون التفكير في تداعياتها خاصة وأنها تجارة غير مقننة وفق قوله.
وأوضح محسن بن ساسي أن الركود الحاصل في الصولد لا يقتصر على تونس الكبرى، بل يشمل كامل انحاء البلاد.
ودعا رئيس الغرفة الوطنية للملابس الجاهزة وزارة التجارة إلى النظر في مشروع تنقيح القانون عدد 40 لسنة 1998 المنظم لطريقة البيع والاشهار التجاري ، وقال إن من أبرز التعديلات التي يطالب بها المهنيون التقليص من مدة الصولد لإعطاء الفرصة للتجار وسط السنة لتنظيم عمليات ترويجية مماثلة إلى جانب إدماج المجموعات الجديدة ضمن المنتوجات المعنية بالصولد.
كما لفت بن ساسي إلى ضرورة تقنين أكثر للبيع عبر الانترنات وتنظيمه من أجل القضاء على ما اسماه بالصولد الموازي عبر اعتماد جملة من المعايير والشروط لممارسة نشاط البيع على الخط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

لوضع حدّ لنقص وفقدان بعض  المواد الغذائية : تكثيف الرقابة  و تجديد آلياتها.

مازالت السوق التونسية تسجل ندرة في عدد من المواد الغذائية الأساسية خلال هذه الفترة يرافقها…