ظاهرة اجتماعية ملفتة للانتباه : اللاّمبالاة وفقدان الرغبة في العمل..!
لاشك أن عدم الرغبة في العمل- فقدان شغف العمل – تعدّ ظاهرة اجتماعية ملفتة للانتباه باتت تطبع مزاج بعض الأجراء والموظفين والعاملين بمؤسسات مختلفة ومتعددة..ظاهرة تدعو إلى التوقّف عندها والحفر في أسبابها والتعمّق في خفاياها والتعامل معها بجدية تشخيصا وتدقيقا ، في إشارة إلى كونها ظاهرة مرضية ضربت اغلب القطاعات…ولها انعكاساتها وتداعياتها الخطيرة التي تستدعي التنبيه وإطلاق تحذيرات في شانها باعتبار أن من النتائج الحتمية لفقدان شغف العمل تراجع الاداء والجودة …وكل مقومات النجاح.
هذه الظاهرة يرى بعض علماء الاجتماع انها تعود إلى عدة عوامل أهمها تلك المتعلقة بغياب العنصر المحفّز للعمل وانعدامه كليا في بعض المؤسسات زائد العديد من العوامل الأخرى الخارجية والداخلية المؤثرة ومن بينها الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب والذي كانت له تداعيات مباشرة على المدخول الشهري للموظف من حيث كلفة المعيشة الباهظة التي يقابلها مدخول شهري لا يتماشى وشطط الأسعار ناهيك أن اغلب الموظفين يعملون دون انتظار مرتب ويعيشون في دوامة السلفة المسبقة على الدخل أي «الروج» بالإضافة إلى عنصر يعد من أول الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة وهو عنصر تغييب الكفاءات وعدم إعطائها الحظوة وغياب عنصر التشجيع وفق مبدإ الجدارة والذكاء في العمل …كلها عوامل لها انعكاسات سلبية على عديد الأجراء والموظفين الذين يجدون أنفسهم أمام وضعية صعبة جدا.
يقول في هذا السياق الدكتور سامي نصر باحث في علم الاجتماع ان ظاهرة فقدان الرغبة في العمل تعود لتراكمات سنوات صعبة من المشاكل والضغوطات مقابل غياب الحلول وأنتجت نوعا من اللامبالاة بمختلف أشكالها والتي كانت تمثل سابقا مجرّد سلوك فردي منعزل، أو مجرّد سلوك ظرفي… بل تحوّلت في الفترة الأخيرة إلى ظاهرة اجتماعية هذا إن لم نقل عقلية وثقافة، ظاهرة خطيرة يستوجب التوقف عندها والبحث في أسبابها والتي تعود بدرجة أولى إلى الظرف الاقتصادي والاجتماعي الصعب التي عرفته البلاد لسنوات وكانت ضريبته باهظة على المستوى النفسي زائد حالة الانتظار القاتلة التي عصفت بكل رغبة في العمل والإنتاج و التي كانت لها مغذيات متواصلة.
فظاهرة فقدان الرغبة في العمل خلقت نوعا من النقمة على كل شيء والرغبة في التمرّد على كل شيء، ونوعا من اللامبالاة ، إضافة طبعا الى حزمة الأزمات التي تمرّ بها البلاد مثل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والقيمية والاتصالية.
ويضيف محدثنا أنّ للأزمة الاقتصادية والاجتماعية كلفة باهظة بل لعلّ أفدحها ما خلفته من كدمات في النفوس ومن توسع لحلقة الضغط النفسي التي تعد من مغذيات فقدان الرغبة في العمل وطغيان شعور اللامبالاة وحالة الوهن والكسل وهي من بالظواهر الاجتماعية المرضية التي تكون عادة نتيجة التغيرات الفجئية والجذرية التي تعرفها المجتمعات وإحداث تغييرات أو تعديلات في نمط الحياة ، مما يحدث «اختلالا في التوازن الاجتماعي للمجتمع»… وكل هذا تعيشه تونس اليوم …
لتطوير منظومة الصناديق الاجتماعية وضمان ديمومتها : انطلاق العمل على ثلاثة محاور
إصلاح الصناديق الاجتماعية والانخراط في مسار البناء يعد من ضروريات المرحلة ومتطلباتها ،اذ ت…