2024-02-21

قضية الباي محمد الأمين باي : مراسلة للبنك المركزي والخزينة العامة و استدعاء الأمين العام للبلاد التونسية

شرعت ظهر الإثنين 19 فيفري 2024 هيئة الدائرة الجنائية المختصة في النظر في قضايا العدالة الانتقالية بالمحكمة الابتدائية بتونس ،النظر في ملف  القضية عدد 17 المتعلقة ببايات تونس من بينهم  محمد الامين باي وحضرت حفيدته ،كما حضرت محامية تنوب عائلة الباي وبينت للمحكمة انها وجهت مراسلة للبنك المركزي  وللمكلف العام بنزاعات الدولة في حق الخزينة  العامة للبلاد وزارة المالية  التونسية مع موضوع الدعوى  حول معرفة مصير المجوهرات الثمينة …

وحضرت محامية وقدمت  اعلام نيابة عن البنك المركزي وطلبت التاخير للإطلاع والجواب ولم يحضر المكلف العام في حق الخزينة  العامة للبلاد التونسية كما تبين للدائرة انها وجهت استدعاء الى  الامين العام  للبلاد التونسية ولم يحضر هذا الأخير باعتبار ان من يمثله هو المكلف العام بنزاعات الدولة والذي تم توجيه استدعاء له لحضور جلسة اول أمس  الا انه تخلف  في حق كل من الخزينة  العامة ووزارة المالية,وتبين للمحكمة ان  المكلف العام كان  قد حضر سابقا في في حق وزارة املاك الدولة والشؤون العقارية وطلب التاخير لتقديم الجواب  ألا انه لم يقدم الجواب.

وبالمناداة على المنسوب لهم الانتهاك لم يحضر ادريس قيقة وتبين للدائرة انه  وبلغه الاستدعاء عن طريق ابنه منصف قيقة الذي تسلم في حقه الاستدعاء…

وقررت المحكمة تأجيل القضية لجلسة 6 ماي استجابة لطلب محامي ولاكتمال التركيبة القانونية للهيئة…….

وكانت سلوى باي حفيدة اخر بايات تونس الأمين باي كشفت  خلال سماعها من قبل القضاء  انه تم  منحهم مهلة أسبوع لمغادرة منزلهم التابع للقصر وعند المغادرة جردت العائلة من كل ما تملكه، مضيفة ان جدها محمد الأمين باي كان سيعلن النظام الجمهوري في تونس قبل إعلان بورقيبة القرار نفسه بثلاثة أشهر، ولكن هذا الأخير هدده بالقتل، مشيرة إلى أن عائلتها تبحث اليوم عن رد الاعتبار كما حصل لعائلة الملك إدريس السنوسي في ليبيا،

وأوضحت أن عمرها أنذاك كان 16 سنة حين أمر الحبيب بورقيبة بإخراج العائلة من القصر.. ففي 25 جويلية1957، قدم إليهم وزيرا ومعتمدا لم تعد تذكر اسميهما وطلبا منهم مغادرة القصر بأمر مباشر من بورقيبة.. وتذكر انها كانت تنتعل حذاء جديدا حين خرجت من القصر، فما كان من الوزير إلا أن طلب منها خلع الحذاء لأنه من الأملاك المصادرة، فامتثلت للأمر وخرجت حافية القدمين.

ولكن عسكريا رق لحالها وجلب لها حذاء بلاستيكيا.. وفي نفس ساعة خروجهم من القصر، رأت بأم عينها (وفق تصريحها) وسيلة بورقيبة زوجة الرئيس الأسبق ومعها شقيقتها نائلة بن عمار وامرأة ثالثة وقد هجمن على مجوهرات وحلي العائلة واستولين عليه.

تقول سلوى باي “لم يسمح لنا بحمل أي شيء.. والأكثر حظا منا كان من خرج ومعه بعض الأغراض البسيطة.. وتوجهنا إلى حي بوشوشة القريب من منطقة باردو.. وأحجم التونسيون عن تأجير بيوت لنا، إلا أن مواطنا مالطيا اسمه «كاملاري» مكننا من مسكن متواضع كان عبارة عن «سقف وقاعة» .. ولقضاء تلك الليلة اضطر أحد أفراد العائلة للتوجه إلى أحد المتاجر لجلب الورق المقوى للنوم عليه”.

وتضيف “محمد الأمين باي سجنه بورقيبة في سجن النساء بمنوبة، وتركه مرتديا جبة ومن دون ملابس من جويلية إلى نوفمبر وكان الباي ينفق على نفسه من مبلغ قدره 500 دينار كان قد احتفظ به لنفسه.. فلما انتهى المبلغ بقي ثلاثة أيام من دون طعام.. وبعد مرور فترة قليلة، توفي عن عمر يناهز 82 سنة وكان ذلك عام 1962”.

“كما سجن بورقيبة والدي صلاح الدين باي من 1957الى 1959 وتركه في سجن انفرادي بالعاصمة .. وأذكر أنه لما سجنه بورقيبة كان بيده ساعة غالية السعر وخاتم زواج، لكن إدارة السجن لم ترجعهما له بعد الإفراج عنه”.

تقول سلوى باي “بورقيبة كان يعيش بيننا في القصر الملكي.. وكنت أناديه عمي وكان يداعب الأمين باي ويقول له في لهجة أخوية «يا وجه النور لولاك لما نلنا الاستقلال».. كما أن رموز الاستقلال في تونس كانوا كلهم يترددون على القصر، وهذا الأمر يشمل الزعيم النقابي فرحات حشاد والمنجي سليم.. وأذكر أنهم كانوا يأتون متنكرين حتى لا ينكشف أمرهم وأمر الباي أمام السلطات الفرنسية”..

شهادة حفيدة محمد الأمين باي..

في جلسة سابقة كانت حضرت سالمة بن سالم حفيدة محمد الأمين باي ابنة محمد بن الشاذلي بن سالم “شهر” حمادي بن سالم،  وذكرت الشاهدة امام المحكمة بأن والدها كان طبيبا مختصا في الامراض الصدرية حتى قبل زواجه بوالدتها المرحومة زكية ابنة محمد الأمين باي وكان والدها طبيبا ذا شهرة كبيرة ومحبوبا من متساكني منطقة باردو اين كانت له عيادة يباشر فيها عمله كما انه كان من أسرة ميسورة وله أرزاق عقارية ومنقولة بالمكان وبعد زواجه من والدتها اقاما بمنزل بجهة باردو وكانوا يتحولون خلال فصل الصيف للاقامة بمنزل مخصص لهم متفرع عن قصر قرطاج اين كان يقيم الباي محمد الامين باي  واضافت بان والدها شغل وظيفة وزير  للصحة خلال فترة حكم المرحوم محمد الامين باي وكان من مؤسسي جمعية الملعب التونسي كما أن والدتها اسست بدورها جمعية تعرف باسم “قطرة الحليب” وكانت متخصصة في مساعدة النساء المعوزات غير القادرات على توفير الحليب والقوت لأولادهن وكانت والدتها محبوبة من الاهالي وكانوا يطلقون عليها صفة الشعبية وأكدت بان والديها كانا لهما حس وطني كبير وقد ربيا ابناءهما على حب تونس والولاء لها.

ماذا حدث؟..

وأضافت الشاهدة انه حوالي سنة 1950عمد “الجندرمة” الفرنسيون الى اعتقال والدها وجميع وزراء محمد امين باي ونقلوهم الى جزيرة جربة بدعوة عدم تعاونهم وامتثالهم لطلبات ورغبات المقيم العام الفرنسي واخضعوهم للاقامة الجبرية وبعد حوالي 40 يوما سمحوا للعائلة بزيارتهم ودامت فترة الاقامة الجبرية حوالي شهرين.

واضافت الشاهدة بانه بتاريخ اعلان الجمهورية بتاريخ 25جويلية1957 كانوا بقصر قرطاج حين عاينوا تحركات غير عادية ومحاصرة للقصر من طرف أعوان الامن التونسيين علما وانه قبل اسبوع من ذلك صدرت لهم وللباي محمد الامين وكافة العائلة  المصغرة اوامر بعدم مغادرة القصر وعدم تلقي الزيارات من اي كان وعند منتصف نهار ذلك اليوم او بعده بقليل تم ايقاف والدها المرحوم محمد بن الشاذلي بن سالم ومحمد الأمين باي وأبنائه محمد الشاذلي وصلاح ومحمد وكذلك زوجته المرحومة جنينة بوعزيز دون إعلامهم عن موجب ذلك ولا المكان الذي سينقلون اليه وقد مكثت هي ووالدتها وأشقاؤها لمدة ثلاثة او أربعة أيام لا يعرفون مكان وجود والدها واضافت بان أشقاءها هم روضة ومراد وهيكل وسليم وثريا.

وبعد الفترة المذكورة  طلبت منهم والدتها المرحومة زكية الاستعداد لمغادرة مقر إقامتهم بقصر قرطاج لكنهم فوجئوا بأعوان الامن وعلمت بالسماع انه كان على رأسهم المنسوب له الاتهام إدريس قيقة يمنعونهم من المغادرة عبر الباب الرئيسي لمقر إقامتهم والمغادرة عن طريق الباب الخلفي في محاولة منهم لإهانتهم اذ ذكروا لهم بأنهم ليسوا أهلا للمغادرة عبر الباب الرئيسي كما أن احدهم عمد الى نزع خاتم من الذهب مرصع بالأحجار الكريمة من أحد أصابع والدتها وغادروا اثر ذلك المنزل محملين بكمية قليلة من الملابس لا غير واستقبلهم عمها مصطفى بن سالم بمنزله بباردو لمدة خمسة ايام ثم اعتذر لهم عن ذلك بخوفه من ردة فعل الحبيب بورقيبة فاستقبلهم احد اصدقاء والدها المدعو بن عاشور بمنزله بباردو  واضافت بأن عائلتها كانت حينها في حالة خصاصة علاوة عن خوف الناس من التحدث اليهم فكانوا يعيشون في عزلة.

التعذيب..

 وأكدت انه في بادئ الأمر نقل والدها ومحمد الامين باي وابناؤه الى مقر الباي بسكرة ثم علمت انه تم نقل والدها المرحوم محمد بن الشاذلي بن سالم الى سجن الهوارب بالقيروان اين حاول الفرار وكان ذلك سببا ليعمد عمر شاشية والي القيروان الى اخضاعه لعمليات تعذيب وتهديد بالقتل وقد مكث بسجن الهوارب لفترة لا تحددها تتراوح بين الشهرين والثلاثة اشهر لم يتمكن خلالها اي من افراد العائله من زيارته ثم نقل الى سجن 9 افريل بالعاصمة اين تمكنت واشقاؤها بمعية والدتها من زيارته حيث بدا لهم هزيلا وتظهر عليه علامات التعذيب علاوة على كونه اعلمهم بانه اودع بغرفة مع المحكوم عليهم بالاعدام وكان يتلقى بين الفترة والاخرى اعلاما بانه سيتم اعدامه اضافة الى منعه من مخالطة بقية المسجونين.

وبالإضافة الى المعاناة التي كان يعيشها والدها فان ذلك شمل كذلك افراد العائله حيث كانت وشقيقتها روضة يدرسان بمعهد كارنو وكان هناك استاذ تربية اسلامية يسيء معاملتهما حيث نعتهما ب”بنات الكلاب” وكان يجبرهما دون بقية التلاميذ على الوقوف وترديد النشيد الوطني بصوت مرتفع كما انه كان يذكرهما باجراء تم اتخاذه فعلا ضد عائلة الباي جعلهم ممنوعين من التمتع بامتياز المواطنة لمدة خمس سنوات.

علاقة بورقيبة بالبايات..

صرحت الشاهدة أن البعض عرضوا على والدتها التماس العفو لزوجها لدى الحبيب بورقيبة فوافقت والدتها على ذلك وجاءهم الرد من بورقيبة بأنه مستعد لاستقبال الابناء الستة فقط دون والدتهم وأضافت بان بورقيبة كان يكره البايات ولا يطيق لقاءهم وبالفعل تم استقبالها رفقة أشقائها الخمسة بقصر قرطاج لكنهم فوجئوا بالرئيس بورقيبة يخاطب شقيقتها باللغة الفرنسية بقوله الاباء ياكلون الثمار والابناء يتحملون نتيجة ذلك ثم امر من كان برفقته باخراجهم قائلا “خرجوهم عليا اولاد الكلاب”.

وبعد حوالي سنة من ايداعه سجن 9 أفريل أطلق سراح والدها دون محاكمة او صدور حكم ضده ولكن تم اثر اطلاق سراحه و منعه من الاقامة وعائلته بالعاصمة واجبروا على الانتقال الى مدينة بنزرت اين عمل والدها بمستشفى المكان ولكن كانت تتم مراقبته من السلطة السياسية والامنية بصفة دورية بمقر عمله بالمستشفى. وبعد سنتين ونصف طلب والي بنزرت من والدها مغادرة المدينة في ظرف 24 ساعة الى مدينة القيروان وقد رافقت والدتها المرحومة زكية باي زوجها رفقة ابنائها هيكل وسليم وثريا في حين توجهت الشاهدة وشقيقتها روضة ومراد للدراسة بمعهد كارنو واقاموا بالمبيت بالمعهد وبداية من تلك الفترة بدات الامراض العضوية والعصبية تصيب افراد العائله الواحد تلو الآخر وقد التحقت شقيقتها روضة بعد مرضها  ببقية افراد العائله للاقامة بالقيروان.

خاتم العرش..

قالت حفيدة الباي بأنه اثناء إقامتهم بمدينة بنزرت توفي جدها محمد الامين باي بعد نقله من اقامة الباي بسكرة الى لافيات وهي تذكر انه قبل اخراج جنازته التي لم يحضرها كثيرون بسبب الخوف حضر سائق وسيلة بورقيبة وعمد الى نزع خاتم العرش من اصبع المرحوم محمد الامين باي واضافت انه في سنة 1961 سمح لوالدها وبقية العائلة  بالعودة الى بالعاصمة فتسوغوا شقة بعمارة اين فتح والدها عيادة مارس فيها عمله كطبيب وعادت الحياة الى العائلة تدريجيا على طبيعتها وقد توفي والدها خلال شهر اكتوبر2000 بمرض السرطان.

اللقاء مع وسيلة بورقيبة..

واضافت بانها اتمت دراستها للطب بفرنسا ثم عادت الى البلاد التونسية اين تحصلت على شهادة التبريز في الطب وكان ذلك سببا لدعوتها مع طبيبتين اخريين لاستقبالهن بقصر قرطاج من طرف وسيلة بن عمار زوجة الحبيب بورقيبة لتكريمهن ولكنها فوجئت بهذه الاخيرة تقف امامها وتشير الى عقد كانت تلبسه وسألتها عما اذا كانت تعلم عنه شيئا فنفت ذلك فردت عليها وسيلة بورقيبة بان ذلك العقد كان تابعا لجدتها جنينة بوعزيز زوجة محمد الامين باي وهو ما حز كثيرا في نفسها باعتبار انه لم يكن باستطاعتها رد الفعل.

مصادرة..

وذكرت بأنه تمت مصادرة جميع ممتلكات البايات من عقارات ومنقولات وكان يتم استدعاء بعض الأفراد من عائلة الباي ومن ضمنهم والدتها لاستفسارهم عن أماكن العقارات والمقاولات التي كان يملكها البايات وحصل ذلك في أكثر من مناسبة وفي إحداها تم الاحتفاظ بوالدتها لمدة أربعة أيام وعند عودتها كانت تحمل اثار تعنيف وبسؤالها عما اذا كانت والدتها تعرضت حينها الى نزيف على مستوى نصفها السفلي اكدت انها لا تعرف ولا تذكر ذلك واكدت بان والدتها توفيت خلال شهر فيفري 1998 بعد صراعها مع مرض السرطان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مستشار مقرر عام سابق بنزاعات الدولة امام الدائرة الجنائية

مثل امام انظار هيئة الدائرة الجنائية المختصة في النظر في قضايا الفساد المالي ،مستشار مقرر …