2024-02-17

الجيش التونسي شريك فاعل في المجهود التنموي : ..المراهنة على «الهندسة العسكرية» لترميم ما تداعى..

مرة أخرى يتفقد رئيس الجمهورية قيس سعيد أحد المرافق المهمة وكانت زيارته هذه إلى المسبح البلدي بساحة باستور. ومن المعلوم أن إحدى المؤسسات البنكية تعهدت بتمويل إعادة تهيئته. واللافت أن رئيس الجمهورية كان برفقته خلال هذه الزيارة السيد وزير الدفاع عماد مميش.وستتكفل الهندسة العسكرية لقواتنا المسلحة  بالإشراف على  المشروع وبمساهمة عدد من كفاءاتها.

والأكيد أن المراهنة على الكفاءات النوعية لأبناء المؤسسة  العسكرية في مجال الهندسة في موضوع ترميم المسبح البلدي وإعادة تأهيله تمهيدا لتشغيله وإعادة استخدامه مستقبلا  يحيلنا مباشرة على الدور التنموي المهم والمركزي للجيش الوطني والذي لعبه في كل مراحل تاريخ تونس المعاصرة.

فبعيدا عن فلسفته الدفاعية ودوره الأساسي في الذود عن أمن تونس وشعبها وحماية حدودها برّا وبحرا وجوّا، يضطلع الجيش التونسي بدور تنموي مهم والى جانب تصدرها   لمكافحة كل  أشكال التهديدات التي تمس سلامة التراب التونسي وفي مقدمتها الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للبلدان تقوم قواتنا المسلحة الباسلة بمعاضدة الجهود المدنية من أجل تطوير المرافق الحيوية في بلادنا.

وهنا علينا الإقرار بأن الإرث المؤسسي للجيش التونسي على امتداد تاريخه وتحديدا منذ تأسيس أول نواة لهذه المؤسسة يوم 30 جوان عام 1956 جعله ملتزما بضوابط عقيدته بمنأى عن كل الحسابات السياسية التي سقطت فيها جيوش أخرى.

والأكيد أن مهمة الجيش ظلت واضحة في أذهان أبناء هذه المؤسسة حتى في المراحل الأكثر ضبابية التي مرت بها تونس خاصة في الفترة التي تلت أحداث 14 جانفي 2011 فبقيت العقيدة المهنية راسخة مرفوقة بالعمل على تعزيز المصالح الوطنية الشاملة سواء في ميدان الدفاع وهو الدور الأساسي للقوات المسلحة أو المعاضدة في المجهود التنموي كرافد من روافد العمل العسكري كذلك.

ومن المعلوم أن قواتنا المسلحة واجهت الكثير من التحديات وكافحت كل التهديدات وأظهرت بسالة وجاهزية كبيرتين في أكثر من مناسبة ولا ننسى أيضا أنها دفعت ضريبة الدم فداء للوطن في معركتها مع طيور الظلام ونجحت بمعاضدة الأجهزة الأمنية في تقليم أظافر التطرف العنيف وتطهير مرتفعاتنا الغربية من هؤلاء « الخفافيش».

والواضح أن الدولة التونسية اليوم تعمل على الاستفادة من نقاط قوة المؤسسة العسكرية في المجال التنموي  وتعمل على توظيف الكفاءات النوعية من أبناء القوات المسلحة لخدمة تونس في أكثر من مجال ولا يتم الاقتصار على الدور العسكري فقط.

ولعلنا في هذا السياق نعود إلى التجربة الميدانية التي قام بها الجيش الوطني في محاربة كورونا وقد أبلى أبناء هذه المؤسسة البلاء الحسن. وكان لهم دور كبير في التلقيح ضد هذه الجائحة. فقامت وحدات عسكرية متنقلة إلى المساكن المتفرقة والقرى النائية في الجنوب في أعماق الصحراء وفي مرتفعات الشمال. واستفاد كل المواطنين خاصة كبار السن او المرضى الذين يتعذر التحاقهم بمراكز التلقيح من هذه المبادرة.

كما لا ننسى انه خلال استفحال جائحة كوفيد 19 قامت القوات المسلحة بتركيز مستشفيات ميدانية في عديد المناطق ليتسنى بذلك إنقاذ أرواح التونسيين.وكذلك الشأن بالنسبة إلى تركيز مخابر للتحليل الجيني.

ومظاهر تطور مستوى حضور الجيش في مجالات التنمية كبير وملحوظ فجميعنا يعلم المجهود الذي يبذل في مجال تشجير المناطق القاحلة والنهوض بالتنمية في المناطق الصحراوية ومقاومة التصحر والانجراف وغيرها من المهام  التي كان للجيش الوطني الضلع الأكبر فيها. إلى جانب مجابهة آثار الحرائق التي تنشب غالبا في غابات الشمال الغربي في كل صيف والتي تسارع وحدات الجيش الوطني بالتعاون مع مواطنين متطوعين إلى إعادة تشجير المناطق المحروقة بشكل سريع لضمان ديمومة خضرة هذه المناطق.

وقد كان دور الجيش دوما هو التدخل السريع في معاضدة جهود المؤسسات المدنية من خلال إشراكه في المشاريع التنموية ولم يقتصر أبدا على دوره الدفاعي ومجابهة الأخطار والتهديدات الخارجية.

والواضح ان المؤسسة العسكرية تمتلك رصيدا من رأس المال الرمزي يتمثل في الثقة الكبرى التي تحظى بها لدى عموم التونسيين من ناحية ولدى رئيس الجمهورية قيس سعيد القائد  الأعلى للقوات المسلحة وهو الذي يعمل على استثمار كفاءات أبناء هذه المؤسسة وكوادرها من اجل تطوير المجالات التنموية في تونس.

وهذا أفضل رد على بعض الأصوات الناعقة من المحسوبين على العمل السياسي والحقوقي  والتي ارتفع بعضها مؤخرا في إحدى العواصم الأوروبية بشكل مسيئ لقواتنا المسلحة وهو ما يؤكد مرة أخرى أن بعض الذين حكموا تونس كانوا عملاء متخفين في ثوب حقوقيين ليس إلا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

النداء الأخير : أيها التونسيون ..إلى صناديق الاقتراع..!

يتوجّه التونسيون كما كان منتظرا  اليوم الى مراكز الاقتراع ليختاروا من سيدير شؤون البلاد لم…