تحيي  تونس والجزائر  اليوم الذكرى الـ 66 لأحداث ساقية سيدي يوسف التي امتزجت فيها الدماء التونسية الجزائرية تجسيدا لقيم الوفاء لتضحيات الشهداء من الشعبين  وتنظم بالمناسبة  جملة من الفعاليات  لإحياء هذه الذكرى التي تمثل يوما يعيد إلى الأذهان تمازج الدمين التونسي والجزائري  في اعتداء غاشم وجبان للمستعمر في لحظة دعم ومساندة لأبناء الشعب التونسي لمناضلي الثورة الجزائرية.

ويأتي  هذه السنة إحياء ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف إبان لقاءات واتفاقيات بين مسؤولي البلدين لتطوير المناطق الحدودية وتنميتها و بحث إمكانيات تركيز منطقة  للتبادل الحر بين البلدين تنفيذا لتوصيات اللجنة العليا المشتركة التونسية الجزائرية.

وكانت  تونس والجزائر قد وقّعتا موفى جانفي الفارط  مذكرة تتضمن ورقة الطريق لترقية وتنمية المناطق الحدودية الجزائرية – التونسية، وسط تأكيد تونسي على ضرورة توسيع التعاون الأمني مع الجزائر، ارتباطا بقيمة الرهانات الحدودية والإقليمية وفي مقدمتها مخاطر الإرهاب والجريمة.

ووقّعت اللجنة الثنائية للتنمية بالمناطق الحدودية الجزائرية، عدة اتفاقات تخص إطلاق  مشاريع للبنية التحتية بالولايات  الحدودية من الجانبين التونسي والجزائري، في إطار سعيها لمواجهة عمليات التهريب، وإحلال نشاطات رسمية.

كما  يعتبر التنسيق الأمني بين البلدين ضمانة  لحماية تلك المناطق من أي تهديد إرهابي إضافة إلى البعد  التنموي الذي تكتسيه هذه الاتفاقيات وانعكاسها على أهالي الجهات الحدودية التي ما تزال تعاني من ظواهر الفقر والتهميش الاقتصادي والاجتماعي  ومن هذا المنطلق أصبحت ترجمة مساعي الدولتين في تنمية المناطق الحدودية المشتركة هدفا لدعم التصدي للتهديدات الإرهابية، وتوافد المهاجرين القادمين من دول الساحل والصحراء، فضلا عن نشاط شبكات الاتجار بالبشر والمخدرات.

وتكشف هذه المجهودات مدى  التوافق المشترك بين تونس والجزائر بأهمية الدور المحوري للمناطق الحدودية في معاضدة جهود المؤسستين العسكرية والأمنية للتصدي لتلك المخاطر.

ويعتبر ملاحظون أن لهذه الاتفاقيات التي وقّعت بين تونس والجزائر فوائد كبرى  في إطار تنمية المناطق الحدودية بين البلدين، وإطلاق مشاريع في مختلف الميادين التجارية والصناعية وغيرها كما يرمي الاتفاق إلى استحداث «منطقة مشتركة للتبادل الحر» بمحافظة الوادي الجزائرية، ومنطقة حزوة بمحافظة توزر التونسية.

وتجدر الإشارة إلى أن التنسيق الأمني والاستخباراتي بين تونس والجزائر بلغ  مستوى رفيعا في الآونة الأخيرة خاصة في مجال ملاحقة العناصر الإرهابية ومراقبة تحركاتها وتبادل المعلومات بشأنها بشكل آني، حيث وسّعت  سلطات البلدين  صلاحيات غرف العمليات العسكرية التي يشرف عليها قادة عسكريون على الحدود، وتم توفير قنوات تواصل عسكري مباشر للتحرك بسرعة عند رصد أيّ تحرك للمجموعات المسلحة على حدود البلدين.

ومن جهة أخرى تستعد ولاية الكاف هذه الأيام لإحياء الذكرى 66 لحوادث ساقية سيدي يوسف المجيدة وذلك من خلال إعداد برنامج متكامل يضم عدة فقرات كلها تجسم عمق الروابط التاريخية بين الشعبين الشقيقين التونسي والجزائري، والتضحيات التي قدمها الشعب التونسي لمساندة الجزائر في كفاحها التحريري من اجل تحقيق استقلالها من الاستعمار الفرنسي.

كما يذكر أنّ أحداث ساقية سيدي يوسف، هي عمليّة قام بها الجيش الفرنسي في إطار حرب الجزائر على قرية ساقية سيدي يوسف، الواقعة في الحدود الجزائرية التّونسية، كرد فعل للدّعم التّونسي للثّورة الجزائرية والتّي سقط فيها العديد من الشّهداء الجزائريين والتّونسيين.

وأسفرت هذه العمليّة عن سقوط 70 شهيدا و148 جريح من المدنيين، وتحيي تونس والجزائر ذكرى هذه العملية بشكل سنوي في اليوم نفسه، كإحياء لذكرى امتزجت فيها الدّماء التّونسية بالجزائرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

دعوة لبعث مجلس السيادة الغذائية : ضمانة ديمومة المنظومات الإنتاجية والحدّ من التبعية الغذائية

كشفت أزمة جائحة كورونا والحرب الروسية -الأوكرانية عن هشاشة منظومات الإنتاج المحلية في تونس…