بـــعــــد غـــلــــــــــــــــــــــــق «مــــــيــركــاتــو» الـشــتــاء : انـتــدابــات فــي «الـوقــت الـضـائـع» للــمـتـراهـنـين عـلـى اللقب

نزل الستار في نهاية الشهر الفارط على سوق الانتقالات الشتوية التي لم تعرف الحيوية المطلوبة حيث اكتفت أغلب الفرق بتعزيزات محدودة بسبب الصعوبات المالية التي تعرفها وكذلك استيفاؤها للنصاب القانوني ما جعل التركيز منصبا على تعويض المغادرين بدل تقوية الصفوف كما زادت المشاكل المالية في تضييق الخناق على الفرق وخاصة التي ستصارع للبقاء في الرابطة الأولى لتحاول الاستفادة من الأسماء الشابة تفاديا لإثقال كاهلها، ومثلما كان متوقعا ارتفع نسق التعاقدات في الايام الأخيرة من فترة الانتقالات الشتوية التي عرفت الحسم في عديد الصفقات والتي كان نصيبها الأوفر في مستقبل سليمان بضمّ 11 لاعبا بالتمام والكمال مثلما أعلنته الصفحة الرسمية إضافة إلى ضمّ أسماء شابة لا تتجاوز 20 سنة ليتغيّر «لوك» الفريق كليّا.

ورافق الترقب والغموض «ميركاتو» الفرق المراهنة على اللقب والتي توصّلت الى رفع عقوبة المنع من الانتداب في الساعات الأخيرة لتنجح في القيام بتعاقدات من شأنها رفع درجة الجاهزية وتقوية حظوظها في التتويج وهو ما ينطبق بالأساس على الترجي الرياضي، في حين سيكمل النادي الافريقي والنجم الساحلي الموسم بنفس الرصيد البشري وهو أمر كان متوقعا في ظل استحالة التخلص من عقوبات «الفيفا»، كما كان الأولمبي الباجي الذي يلعب في مجموعة تفادي النزول الفريق الثالث الذي لم يقم بتعاقدات شتوية للسبب ذاته في الوقت الذي خسر فيه متوسط ميدانه وأحد نجومه عصمان كومباسا الذي شدّ الرحال الى البطولة العراقية.

«مقصلة» الاتحاد الدولي

تواصلت معاناة الفرق التونسية من عقوبات الاتحاد الدولي حيث لم تنجح أغلبها في رفعها بسبب قلة ذات اليد لتكون مجبرة على التعامل بالموجود مثلما هو الحال لحامل اللقب النجم الساحلي الذي تبدو مهمته صعبة في المرحلة الحاسمة طالما أن النقائص واضحة للعيان، في حين استعد النادي الافريقي لهذا السيناريو من خلال القيام بتعاقدات مهمة منذ الفترة الصيفية ليحقق الاكتفاء الذاتي.

وانتظر الترجي الرياضي والنادي الصفاقسي والاتحاد المنستيري الساعات الأخيرة لعقد الصفقات الشتوية والتي كانت متباينة من حيث «الكمّ» و»الكيف» اذ اكتفى فريق عاصمة الجنوب بالتعاقد مع مدافعين مقابل عدم تدارك الضعف الكبير في الوسط والهجوم وبالتالي فإن الاستفادة من «الميركاتو» قد لا تكون كبيرة عكس فريق باب سويقة الذي حاول تعزيز الخيارات في بعض المراكز بوجود رصيد بشري ثري.

وكان الملعب التونسي المراهن ضمن مجموعة اللقب من الفرق النشيطة في سوق الانتقالات الشتوية، فرغم خسارته عنصرين مهمين في وسط الميدان وهما سند الخميسي ودومينيك ميندي فإنه أبرم الصفقة الأبرز في آخر الساعات من خلال ضمّ متوسط الميدان النيجري يوسف أومارو القادر على إعطاء الدفع المطلوب وتوفير التفوق العددي ليساند الوافد الجديد من اتحاد تطاوين محمود ديالو الذي يعتبر من أبرز لاعبي البطولة كما عزّز فريق باردو صفوفه بلاعبين شابين من السينغال في اطار رؤية بعيدة المدى ويكون حضور «أسود التيرنغا» طاغيا على «البقلاوة» التي نسج على منوالها الاتحاد المنستيري بضمّ المهاجم عمر فال ومتوسط الميدان مصطفى صامبا وكلاهما من السينغال لينضافا الى مجموعة من العناصر الشابة القادمة من أوروبا أو تونس والتي ستكون مهمتها تعويض الركائز المغادرة وخاصة في الخط الامامي الذي سيفتقد هداف البطولة بوبكر تراوري الذي تحوّل الى أهلي بنغازي في صفقة قياسية درّت أموالا طائلة لكنها قد تعيق فريق الرباط عن تحقيق أهدافه.

سدّ النقائص

كان مستقبل سليمان وبدرجة أقل اتحاد تطاوين ونجم المتلوي الأكثر نشاطا في فرق تفادي النزول حيث كان الميركاتو أشبه ببداية موسم وهو ما يؤكد الصعوبات التي عاشتها الفرق الثلاثة جراء ضعف الرصيد البشري، وواصل مستقبل سليمان واتحاد تطاوين المراهنة على المعارين واللاعبين الشبان الباحثين عن البروز في حين سعى نجم المتلوي الى الاستفادة من أسماء الخبرة شأنه شأن مستقبل المرسى الذي كان سباقا الى التعاقدات الوازنة من خلال ضمّ أسماء تملك خبرة كبيرة وقادرة على تغيير واقع الفريق الذي كان»الحلقة الأضعف» في المرحلة الأولى لكن «اللوك» قد يتغيّر كليا في «البلاي آوت».

وسعى اتحاد بن قردان الى سدّ النقائص الكبيرة والعائدة الى خروج عناصر مهمة من خلال القيام بانتدابات مركزّة والبحث عن خيارات بديلة لتفادي الصعوبات بينما اكتفت قوافل قفصة بثلاثة تعاقدات جمعت بين الخبرة والطموح وهو ما فعله النادي البنزرتي الذي انتدب في اليوم الاخير من فترة الانتقالات الشتوية الحارس المخضرم أشرف كرير الذي سينافس بقوة قيس العمدوني كما ضمّ مهاجم الشبيبة القيروانية فايد بن حسين الذي سيحمل أعباء الخط الأمامي الذي يؤرق المدرب ماهر الكنزاري.