كل عوامل النجاح متوفرة : هل يتمكن الفريق من التخلص من رواسب العقود السابقة؟
ارتفع منسوب الثقة داخل الملعب التونسي بشكل كبير للغاية، فالجميع بات اليوم يتحدث عن أن الهدف الرئيسي للفريق هذا الموسم هو المنافسة على الألقاب والعودة إلى منصة التتويج التي غاب عنها منذ عشرين عاما، حيث كان آخر لقب حققه فريق باردو هو كأس تونس سنة 2003، كما آخر تتويج له ببطولة تونس يعود إلى منتصف ستينات القرن الماضي.
لكن يبدو أن هذه الثقة الكبيرة في قدرة الفريق على لعب الأدوار الأولى تعود بالأساس إلى توفر كل حظوظ النجاح في الظرف الراهن، فالملعب التونسي انطلق هذا الموسم بشكل إيجابي واستطاع عكس المواسم الماضية أن يضمن له مكانا ضمن الفرق المتأهلة إلى المرحلة الحاسمة من البطولة.
فضلا عن ذلك فإن الفريق وعكس أغلب الفرق الأخرى لا يعاني البتّة من المشاكل المالية، وكل اللاعبين يحصلون على رواتبهم وامتيازاتهم في الإبان، والفضل في ذلك يعود إلى نجاح الإدارة الحالية بقيادة رئيس النادي محمد محجوب في التخلص كليا من كل الصعوبات المالية التي كبّلت في السابق الفريق.
أما المعطى الأكثر أهمية والذي جعل أحباء االبقلاوةب مستبشرين خيرا بمستقبل فريقهم، أن إدارة النادي استمرت بكل ثبات في رحلتها لتعزيز صفوف الفريق الأول بلاعبين مؤهلين بقوة لتقديم الإضافة وجعله أكثر قوة من جميع النواحي، والدليل على ذلك أن الملعب التونسي شهد خلال الميركاتو الأخير قدوم أربعة لاعبين مميزين من بينهم ثلاثة عناصر أجنبية أبرزهم يوسوفا أومارو الذي حقق في السابق نجاحا منقطع النظير مع الاتحاد المنستيري وساهم في حصول هذا الفريق على المركز الثاني في بطولة الموسم قبل الماضي.
وبخلاف هذه المجموعة الجديدة من اللاعبين فإن الفريق يتوفر على مجموعة من العناصر الممتازة التي قدّمت عروضا مقنعة للغاية في المرحلة السابقة ويتقدمهم المهاجم الدولي هيثم الجويني، إضافة إلى لاعبين آخرين على غرار ثنائي محور الدفاع هيثم بن عبدة وعثمان وتارا وغازي العيادي وحمزة الخضراوي وبلال الماجري وأسامة السعفي..
تحضيرات منتظمة
والثابت أيضا في هذا السياق أن الفريق يعيش منذ الصائفة الماضية على وقع تنظيم محكم في ما يتعلق بسير التحضيرات، والدليل على ذلك أن الملعب التونسي أجرى تربصا ناجحا أقيم في تركيا قبل بداية الموسم، قبل أن تستمر التدريبات والاستعدادات في كل مرحلة توقف دون أي مشاكل أو تعقيدات، وهذا المعطى الهام ساعد الإطار الفني على تنفيذ برامجه وقيادة الفريق إلى تطوير قدراته.
لكن رغم كل هذه العوامل الإيجابية المجتمعة يظل التساؤل قائما بشأن مدى قدرة الفريق على التألق وتحقيق نتائج تاريخية مع نهاية هذا الموسم؟؟
المعطى الذهني مهم للغاية
الثابت في هذا السياق أن النجاح المنشود يتطلب بالضرورة توفر كل أسباب الراحة، وهذا الأمر لا يتعلق بالجانب الفني والمالي فحسب، بل من الضروري أن تكون للفريق القدرة على تجاوز كل الصعوبات الذهنية والنفسية، وفي هذا الصدد يجب التأكيد على أن الملعب التونسي كان على امتداد مواسم عديدة يصارع من أجل تثبيت أقدامه في الرابطة الأولى التي غادرها في مناسبتين، وبالتالي فإن تغيير الأهداف يتطلب أساسا العمل على تغيير االعقليةب وجعل اللاعبين على قناعة تامة بأن فريقهم مؤهل حقا للعب الأدوار الأولى والتحول من طور المنافسة من أجل مركز مشرّف إلى المنافسة على الألقاب.
ولئن يتحمل المدرب الأول حمادي الدّو بمساعدة بقية معاونيه جانبا هاما في هذه المسألة، إلا أنه من المهم أن تعمل كل الأطراف وخاصة أحباء النادي على لعب دور مؤثر من أجل دفع اللاعبين وتحفيزهم دون السقوط في فخ الضغوطات المجانية. وفي ظل المعرفة الجيدة للمدرب الدّو بكل عناصر فريقه بما أنه يقود الملعب التونسي للموسم الثاني على التوالي، فإن توفر عوامل النجاح سيجعله أمام حتمية الاستمرار في التألق وقيادة الفريق بشكل فعلي للمنافسة بكل قوة على العودة إلى منصات التتويج.
قنبلة مدوية يطلقها الجويني وبقية أعضاء الإدارة الوطنية للتحكيم : استقالة جماعية كشفت العيوب.. والجامعة في موقف لا يحسد عليه
بعد البداية الصعبة التي عاش على وقعها قطاع التحكيم في بلادنا وخاصة في ما يتعلق بمنافسات ال…