2024-02-04

كل‭ ‬عوامل‭ ‬النجاح‭ ‬متوفرة : هل‭ ‬يتمكن‭ ‬الفريق‭ ‬من‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬رواسب‭ ‬العقود‭ ‬السابقة؟

ارتفع‭ ‬منسوب‭ ‬الثقة‭ ‬داخل‭ ‬الملعب‭ ‬التونسي‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬للغاية،‭ ‬فالجميع‭ ‬بات‭ ‬اليوم‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬الرئيسي‭ ‬للفريق‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬هو‭ ‬المنافسة‭ ‬على‭ ‬الألقاب‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬منصة‭ ‬التتويج‭ ‬التي‭ ‬غاب‭ ‬عنها‭ ‬منذ‭ ‬عشرين‭ ‬عاما،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬آخر‭ ‬لقب‭ ‬حققه‭ ‬فريق‭ ‬باردو‭ ‬هو‭ ‬كأس‭ ‬تونس‭ ‬سنة‭ ‬2003،‭ ‬كما‭ ‬آخر‭ ‬تتويج‭ ‬له‭ ‬ببطولة‭ ‬تونس‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬منتصف‭ ‬ستينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭.‬

لكن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الثقة‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬الفريق‭ ‬على‭ ‬لعب‭ ‬الأدوار‭ ‬الأولى‭ ‬تعود‭ ‬بالأساس‭ ‬إلى‭ ‬توفر‭ ‬كل‭ ‬حظوظ‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬الظرف‭ ‬الراهن،‭ ‬فالملعب‭ ‬التونسي‭ ‬انطلق‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭ ‬واستطاع‭ ‬عكس‭ ‬المواسم‭ ‬الماضية‭ ‬أن‭ ‬يضمن‭ ‬له‭ ‬مكانا‭ ‬ضمن‭ ‬الفرق‭ ‬المتأهلة‭ ‬إلى‭ ‬المرحلة‭ ‬الحاسمة‭ ‬من‭ ‬البطولة‭.‬

فضلا‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬الفريق‭ ‬وعكس‭ ‬أغلب‭ ‬الفرق‭ ‬الأخرى‭ ‬لا‭ ‬يعاني‭ ‬البتّة‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬المالية،‭ ‬وكل‭ ‬اللاعبين‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬رواتبهم‭ ‬وامتيازاتهم‭ ‬في‭ ‬الإبان،‭ ‬والفضل‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬نجاح‭ ‬الإدارة‭ ‬الحالية‭ ‬بقيادة‭ ‬رئيس‭ ‬النادي‭ ‬محمد‭ ‬محجوب‭ ‬في‭ ‬التخلص‭ ‬كليا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الصعوبات‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬كبّلت‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬الفريق‭.‬

أما‭ ‬المعطى‭ ‬الأكثر‭ ‬أهمية‭ ‬والذي‭ ‬جعل‭ ‬أحباء‭ ‬االبقلاوةب‭ ‬مستبشرين‭ ‬خيرا‭ ‬بمستقبل‭ ‬فريقهم،‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬النادي‭ ‬استمرت‭ ‬بكل‭ ‬ثبات‭ ‬في‭ ‬رحلتها‭ ‬لتعزيز‭ ‬صفوف‭ ‬الفريق‭ ‬الأول‭ ‬بلاعبين‭ ‬مؤهلين‭ ‬بقوة‭ ‬لتقديم‭ ‬الإضافة‭ ‬وجعله‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬النواحي،‭ ‬والدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الملعب‭ ‬التونسي‭ ‬شهد‭ ‬خلال‭ ‬الميركاتو‭ ‬الأخير‭ ‬قدوم‭ ‬أربعة‭ ‬لاعبين‭ ‬مميزين‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬ثلاثة‭ ‬عناصر‭ ‬أجنبية‭ ‬أبرزهم‭ ‬يوسوفا‭ ‬أومارو‭ ‬الذي‭ ‬حقق‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬نجاحا‭ ‬منقطع‭ ‬النظير‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬المنستيري‭ ‬وساهم‭ ‬في‭ ‬حصول‭ ‬هذا‭ ‬الفريق‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الثاني‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬الموسم‭ ‬قبل‭ ‬الماضي‭.‬

وبخلاف‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬الجديدة‭ ‬من‭ ‬اللاعبين‭ ‬فإن‭ ‬الفريق‭ ‬يتوفر‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬الممتازة‭ ‬التي‭ ‬قدّمت‭ ‬عروضا‭ ‬مقنعة‭ ‬للغاية‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬السابقة‭ ‬ويتقدمهم‭ ‬المهاجم‭ ‬الدولي‭ ‬هيثم‭ ‬الجويني،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬لاعبين‭ ‬آخرين‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ثنائي‭ ‬محور‭ ‬الدفاع‭ ‬هيثم‭ ‬بن‭ ‬عبدة‭ ‬وعثمان‭ ‬وتارا‭ ‬وغازي‭ ‬العيادي‭ ‬وحمزة‭ ‬الخضراوي‭ ‬وبلال‭ ‬الماجري‭ ‬وأسامة‭ ‬السعفي‭..‬

تحضيرات‭ ‬منتظمة

والثابت‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬أن‭ ‬الفريق‭ ‬يعيش‭ ‬منذ‭ ‬الصائفة‭ ‬الماضية‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬تنظيم‭ ‬محكم‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بسير‭ ‬التحضيرات،‭ ‬والدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الملعب‭ ‬التونسي‭ ‬أجرى‭ ‬تربصا‭ ‬ناجحا‭ ‬أقيم‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬قبل‭ ‬بداية‭ ‬الموسم،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬التدريبات‭ ‬والاستعدادات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرحلة‭ ‬توقف‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬مشاكل‭ ‬أو‭ ‬تعقيدات،‭ ‬وهذا‭ ‬المعطى‭ ‬الهام‭ ‬ساعد‭ ‬الإطار‭ ‬الفني‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬برامجه‭ ‬وقيادة‭ ‬الفريق‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬قدراته‭.‬

لكن‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬الإيجابية‭ ‬المجتمعة‭ ‬يظل‭ ‬التساؤل‭ ‬قائما‭ ‬بشأن‭ ‬مدى‭ ‬قدرة‭ ‬الفريق‭ ‬على‭ ‬التألق‭ ‬وتحقيق‭ ‬نتائج‭ ‬تاريخية‭ ‬مع‭ ‬نهاية‭ ‬هذا‭ ‬الموسم؟؟

المعطى‭ ‬الذهني‭ ‬مهم‭ ‬للغاية

الثابت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬أن‭ ‬النجاح‭ ‬المنشود‭ ‬يتطلب‭ ‬بالضرورة‭ ‬توفر‭ ‬كل‭ ‬أسباب‭ ‬الراحة،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬بالجانب‭ ‬الفني‭ ‬والمالي‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬للفريق‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬كل‭ ‬الصعوبات‭ ‬الذهنية‭ ‬والنفسية،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬يجب‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الملعب‭ ‬التونسي‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬مواسم‭ ‬عديدة‭ ‬يصارع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تثبيت‭ ‬أقدامه‭ ‬في‭ ‬الرابطة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬غادرها‭ ‬في‭ ‬مناسبتين،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬تغيير‭ ‬الأهداف‭ ‬يتطلب‭ ‬أساسا‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬االعقليةب‭ ‬وجعل‭ ‬اللاعبين‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬تامة‭ ‬بأن‭ ‬فريقهم‭ ‬مؤهل‭ ‬حقا‭ ‬للعب‭ ‬الأدوار‭ ‬الأولى‭ ‬والتحول‭ ‬من‭ ‬طور‭ ‬المنافسة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مركز‭ ‬مشرّف‭ ‬إلى‭ ‬المنافسة‭ ‬على‭ ‬الألقاب‭.‬

ولئن‭ ‬يتحمل‭ ‬المدرب‭ ‬الأول‭ ‬حمادي‭ ‬الدّو‭ ‬بمساعدة‭ ‬بقية‭ ‬معاونيه‭ ‬جانبا‭ ‬هاما‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المسألة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬وخاصة‭ ‬أحباء‭ ‬النادي‭ ‬على‭ ‬لعب‭ ‬دور‭ ‬مؤثر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دفع‭ ‬اللاعبين‭ ‬وتحفيزهم‭ ‬دون‭ ‬السقوط‭ ‬في‭ ‬فخ‭ ‬الضغوطات‭ ‬المجانية‭. ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬المعرفة‭ ‬الجيدة‭ ‬للمدرب‭ ‬الدّو‭ ‬بكل‭ ‬عناصر‭ ‬فريقه‭ ‬بما‭ ‬أنه‭ ‬يقود‭ ‬الملعب‭ ‬التونسي‭ ‬للموسم‭ ‬الثاني‭ ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬فإن‭ ‬توفر‭ ‬عوامل‭ ‬النجاح‭ ‬سيجعله‭ ‬أمام‭ ‬حتمية‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬التألق‭ ‬وقيادة‭ ‬الفريق‭ ‬بشكل‭ ‬فعلي‭ ‬للمنافسة‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬منصات‭ ‬التتويج‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

قنبلة مدوية يطلقها الجويني وبقية أعضاء الإدارة الوطنية للتحكيم : استقالة جماعية كشفت العيوب.. والجامعة في موقف لا يحسد عليه

بعد البداية الصعبة التي عاش على وقعها قطاع التحكيم في بلادنا وخاصة في ما يتعلق بمنافسات ال…