في ظل تزايد التغيرات المناخية : معاناة لصغار الفلاحين وحلول مقترحة لتطوير الإنتاج
يطالب عدد من صغار الفلاحين في قطاعات الزياتين والحبوب والأشجار المثمرة ممن لا تتجاوز مساحة مستغلاتهم الفلاحية الخمسة هكتارات بضرورة تمتعهم بتعويضات صندوق الجوائح الطبيعية وإيجاد صيغ عملية وناجعة لانتفاعهم بعمل الصندوق سيما مع حجم النفقات التي يتحملونها وغياب توفير الأدوية اللازمة لحماية انتاجهم من الآفات الطبيعية كحجر البرد والأمراض التي تهدده .
واستعرض أحد ممثلي النقابة الوطنية للفلاحين في حديث لـ«الصحافة اليوم» ، حجم التخبط والخسائر التي يتكبدها صغار الفلاحين خاصة من الشبان في ظل غياب شبه كلي لآليات الإرشاد الفلاحي وندرة الأدوية وغلاء أسعارها التي تخضع للمضاربة في أغلب الولايات . محدثنا اعتبر أنه بات من المؤكد اليوم أن تتولى المندوبيات الجهوية للفلاحة إخضاع هذه التعويضات حسب الشروط والمقاييس ولا يمكن أن تظل حكرا على إحدى مؤسسات التأمين في تعاملاتها مع القطاع الفلاحي باعتبار أن كل فلاح ومهما كان حجم إنتاجه يعتبر حلقة أساسية من حلقات الإنتاج وتوفير الأمن الغذائي في تونس .
مصدرنا بيّن أن حجر البرد الذي أضر كثيرا بالمحاصيل الزراعية والفلاحية في عدة ولايات على غرار القصرين والقيروان وسيدي بوزيد ، لا تشمله التعويضات مطالبا بأهمية إدراجه ضمن التأمينات الفلاحية ولو بنسبة مائوية لا تتعدى 3 % ، مع ضرورة العناية بصغار فلاحي الحبوب والخضروات والشعير والقصيبة وغيرها من المساحات المروية والعمل على نشر الوعي بالتأمينات الفلاحية باعتبارها ذات أهمية كبيرة للمزارعين ، حيث تقدم حماية مالية ضد خسائر الإنتاج الزراعي نتيجة للظروف الجوية والأمراض وتساعد في تعزيز استقرار دخل الفلاح وتقليل المخاطر المالية التي قد تواجهه سيما في ظل تزايد حجم نفقات الإنتاج وغلاء الأسعار .
ودعا ممثل النقابة الوطنية للفلاحين إلى إيجاد أرضية تنموية هادفة تشمل المناطق المروية التي تلعب دورًا حيويًا في تحسين الزراعة وتعزيز الاستدامة البيئية حيث يمكن تحقيق ذلك من خلال توفير المياه إثر إنشاء بنية تحتية فعالة لتوفير المياه اللازمة للزراعة ، سواء من خلال ري الحقول أو التشجيع المالي في استخدام تقنيات الري الحديثة وتحسين التقنيات الزراعية لزيادة إنتاجية المحاصيل في المناطق التي لم تواكب بعد تطورات الفلاحة العصرية ، علاوة على تبني ممارسات إدارة الأراضي المستدامة للحفاظ على جودة التربة وتحسين الإنتاج الزراعي على المدى الطويل كخطوات هامة لتأمين الأمن الغذائي في تونس وتحسين مستوى معيشة المجتمعات المعتمدة على الفلاحة في أغلب الجهات .
وتأتي هذه الانتظارات في ظل ما تواجهه الفلاحة التونسية من تحديات كبيرة لعل أبرزها تغيرات المناخ وزيادة التقلبات والأحوال الجوية غير المتوقعة التي تؤثر على الإنتاج الزراعي وتعرض المزارعين للمخاطر فضلا عن ندرة المياه خاصة في المناطق الجافة ، مما يتطلب تقنيات ري فعالة وحلولا عملية للتحكم في استهلاك المياه.
انتظارات الشعب بعد إعادة انتخاب قيس سعيد : أمل متجدّد في الاستقرار وخدمة تونس اجتماعياً واقتصادياً
بعد الإعلان الرسمي عن فوز الرئيس قيس سعيد بعهدة رئاسية ثانية بفارق كبير عن منافسيه، عاد نب…