مع الأحداث : غزة تضع السلطة الفلسطينية خارج السياق
بينما يموت الآلاف في غزة والضفة وكل المدن الفلسطينية المحتلة ويعتقل بشكل يكاد يكون يوميا العشرات من شباب فلسطين تقف السلطة الفلسطينية عاجزة عن اتخاذ أي خطوة أو لعب أي دور في ما يحدث منذ السابع من أكتوبر الماضي.
طيلة نحو 5 أشهر من الحرب التي ارتكب فيها الاحتلال أبشع الفظاعات كانت السلطة الفلسطينية التي يقودها الرئيس عباس غائبة واكتفت ببعض التصريحات من هنا وهناك وبعض بيانات الادانة التي لم يكن لها وزن أو تأثير فكانت مجرد كلمات حبرت بها الأوراق التي تنسى بمجرد تلاوتها في هذه المنصة أو تلك.
وفي الساعات الأخيرة وفي وقت تسارع فيه القوى الدولية وتعمل الدبلوماسية في الكواليس في القاهرة من اجل التوصل لاتفاق هدنة جديد قد يمهد هذه المرة لوقف أطول او دائم للحرب باعتبار أن المعطيات الأولية تتحدث عن هدنة بشهرين يتواصل غياب السلطة الفلسطينية التي مازالت تتابع ما يحدث دون أن تكون فاعلة أو ان يكون لها أي حضور يسمع أو يقرا له ألف حساب.
في حقيقة الأمر غياب السلطة الفلسطينية أو تغييبها عن المشهد في غزة هو ثمار لحالة الضعف والوهن التي عاشتها القيادة الفلسطينية طيلة السنوات الأخيرة ولنكون أكثر تدقيقا منذ اتفاق أوسلو.
لقد كبّلت اتفاقية أوسلو السلطة الفلسطينية التي لم يعد بإمكانها ان تتحرك خارج هذا الاتفاق واستغلت دولة الاحتلال هذا الوضع من اجل مزيد اضعافها إلى درجة فقدت معها كل وزنها او تأثيرها سواء على الساحة الداخلية او على الساحة الخارجية فتحولت لسلطة رمزية او شكلية تكافح من اجل مواصلة لعب دور الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين في وقت بات فيه الصراع أكثر تعقيدا بدخول لاعبين جدد وتغير الحسابات في المنطقة ثم جاءت الحرب في قطاع غزة لتكشف حجم الضعف الذي صارت عليه هذه السلطة المثقلة بانشقاقاتها وصراعاتها الداخلية.
لا ريب أن هذا العجز الذي اقترن بعدم القدرة على تقديم مبادرات مع اطلاق تصريحات خارج السياق والمقام أفقد السلطة الفلسطينية التي دفع الفلسطينيون الثمن غاليا حتى يعترف بها العالم ممثلا شرعيا لهم ترك المجال امام الجميع للتلاعب بالقضية الفلسطينية وبغزة وبمعاناة شعبيها في غياب ممثل قوي ووطني يدافع عنهم وعن وطنهم دون ولاءات لهذه الجهة او تلك.
عام من الحرب: غزة مقبرة الشهداء ومقبرة المبادئ الدولية
عام بالتمام والكمال على بداية الحرب في غزة كان الهجوم المباغت فجر ذلك اليوم الحدث الأبرز ا…