«طنجرة ضغط» : استمرار المجازر في غزة ومؤشرات إلى إمكان التوصل لهدنة جديدة
الصحافة اليوم(وكالات الانباء) تواصلت المعارك بين جيش الاحتلال وحركة «حماس» الفلسطينية، أمس الجمعة، في قطاع غزة رغم وجود مؤشرات «أولى» إلى إمكان التوصل لهدنة جديدة وإطلاق سراح رهائن بعد نحو أربعة أشهر من الحرب.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة في بيان أمس أن ما لا يقل عن 27131 فلسطيني قتلوا وأصيب 66287 في الهجمات الصهيونية على القطاع منذ السابع من أكتوبر.
وأضافت الوزارة أن نحو 112 فلسطيني قتلوا وأصيب 148 خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأفاد شهود فلسطينيون بحصول غارات صهيونية في وسط قطاع غزة وجنوبه، خصوصاً في خان يونس ثاني مدن القطاع حيث تتركز العمليات الصهيونية في الأسابيع الأخيرة.
وأعلنت الوزارة العثور على عشرات الجثامين في المنازل المقصوفة، وبين الأزقة بالمناطق التي أخلاها جيش الحتلال في خان يونس.
وأضافت أنه عُثر على 12 جثماناً بعضها محترقة، ومتحللة من عائلة واحدة داخل منزلهم الذي تعرض لقصف جوي، قبل حوالي أسبوعين، في منطقة السكة بخان يونس، كما عُثر على عشرات الجثامين من بينها أطفال ونساء وشيوخ ومعاقين، بالمناطق التي أخلاها جيش الاحتلال في شمال غرب مدينة غزة.
وعاد آلاف المواطنين، إلى بيوتهم المدمرة كلياً أو جزئياً في أحياء شمال غرب غزة، وسط دمار هائل بالبنية التحتية والمزارع والمنشآت الصناعية والتجارية.
وتوجه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت للقاء الجنود في الميدان في وقت تحدث مسؤولون محليون عن معارك قرب مستشفيي ناصر والأمل.
هدنة
وتوازيا مع المعارك البرية تنشط الدبلوماسية خلف الكواليس لمحاولة التوصل إلى هدنة ثانية، أطول من الهدنة التي استمرت أسبوعا في نوفمبر وأتاحت إطلاق نحو مائة رهينة كانوا محتجزين في غزة ونحو 300 معتقل فلسطيني في سجون الاحتلال.
عقب اجتماع عقد خلال الأيام الأخيرة في باريس بين رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز ومسؤولين مصريين وصهاينة وقطريين، قُدّم مقترح هدنة جديد إلى قيادة حماس التي يُتوقع وصول رئيس مكتبها السياسي المقيم في قطر اسماعيل هنية إلى القاهرة.
استنادا إلى مسؤولين في حماس، تدرس الحركة مقترحا من ثلاثة مراحل، تنص الأولى على هدنة مدتها ستة أسابيع يتعين على الاحتلال خلالها إطلاق سراح 200 إلى 300 أسير فلسطيني في مقابل الإفراج عن 35 إلى 40 رهينة، فضلا عن إدخال 200 إلى 300 شاحنة مساعدات إنسانية يوميا إلى غزة.
وأكد المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أمس الخميس أن «الجانب الإسرائيلي وافق على هذا الاقتراح والآن لدينا تأكيد إيجابي أولي من جانب حماس». وأضاف «ما يزال أمامنا طريق شاق للغاية. نأمل أن نتمكن خلال الأسبوعين المقبلين من إعلان أخبار جيدة حول هذا الموضوع».
إلا أن مصدرا مطلعا على المحادثات في غزة أكد لوكالة فرانس براس أنه «لا يوجد اتفاق على إطار الاتفاق بعد والفصائل لديها ملاحظات مهمة والتصريح القطري فيه استعجال وليس صحيحا».
وبعدما وجد نفسه تحت ضغوط من عائلات الرهائن لتحرير ذويهم المحتجزين في غزة ومن أعضاء حكومته الرافضين تقديم تنازلات كبرى برأيهم للفلسطينيين، صرح رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو مساء الثلاثاء «نعمل للتوصل إلى تفاهم آخر لتحرير رهائننا لكن ليس بأي ثمن».
توتر بين الاحتلال والغرب؟
كما أدت الحرب في غزة إلى تفاقم التوترات في الضفة الغربية المحتلة، وكذلك على المستوى الإقليمي بين دولة الاحتلال وحلفائها من جهة، وإيران و«محور المقاومة» التابع لها من جهة أخرى.
وفرضت الولايات المتحدة الخميس عقوبات على عدد من المستوطنين الصهاينة المتهمين بارتكاب أعمال عنف ضد فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة بات مستواها «لا يُحتمل» على ما أكد الرئيس جو بايدن.
وهذه العقوبات على مواطنين صهاينة نادرة جدا من جانب الإدارة الأميركية وأصدر بايدن مرسوما يتضمن إجراءات أميركية ردا على هجمات و»أعمال إرهابية» في الضفة الغربية المحتلة حيث صعد المستوطنون هجماتهم على الفلسطينيين منذ بدء الحرب الأخيرة.
وقال الرئيس الأميركي في المرسوم «الوضع في الضفة الغربية المحتلة ولا سيما مستويات العنف المرتفعة للمستوطنين المتطرفين والتهجير القسري لأفراد وبلدات وتدمير الممتلكات بلغ مستويات لا تحتمل ويشكل تهديدا خطرا للسلام والأمن والاستقرار في الضفة الغربية وغزة وإسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط».
وتعليقا على القرار الأميركي، قال مكتب رئيس الصهيوني بنيامين نتانياهو في بيان إنّ «الغالبية العظمى من المستوطنين في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) مواطنون ملتزمون بالقانون، ويقاتل الكثير منهم حاليا دفاعا عن الكيان. دولة الاحتلال تتخذ إجراءات ضدّ كلّ من ينتهك القانون في كلّ مكان».
وفي مؤشر آخر إلى التوتر بين الاحتلال والدول الغربية، أعلنت وزيرة الخارجيّة البلجيكيّة حجة لحبيب ليل الخميس الجمعة أنّها استدعت سفيرة الكيان لدى بلجيكا بعد غارات «دمّرت» مكاتب وكالة التنمية البلجيكيّة في قطاع غزّة.
الى ذلك، عبر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس عن قلقه إزاء تصاعد القتال في خان يونس والذي أجبر المزيد من الفلسطينيين على الفرار إلى رفح بجنوب قطاع غزة، ووصف المدينة الحدودية بأنها «طنجرة ضغط مملوءة باليأس».
وقال ينس لايركه المتحدث باسم المكتب: «أريد أن أشدد على قلقنا البالغ إزاء تصعيد الأعمال القتالية في خان يونس، والذي أدى إلى زيادة في عدد النازحين داخليا الذين سعوا إلى ملاذ في رفح خلال الأيام القليلة الماضية».
وتابع: «واصل آلاف الفلسطينيين الفرار إلى الجنوب، الذي يستضيف بالفعل أكثر من نصف السكان البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون نسمة… رفح بمثابة طنجرة ضغط مملوءة باليأس، ونخشى مما سيحدث لاحقا».
العدوان على غزة : قصف مكثف على الشمال يحول دون وصول المساعدات
الصحافة اليوم (وكالات الانباء) استهدف جيش الاحتلال الصهيوني شمال قطاع غزة بقصف مكثف وأغلق …