قرار إعادة الحرس القديم إلى المنتخب قبل الكان : خـيـار صــائـب أم إضـاعـة للــوقـــت؟
انتهت مغامرة المنتخب التونسي في كأس أمم إفريقيا ولم تختلف الحصيلة كثيرا عن النسخة الأخيرة بعد أن فشلت العناصر الوطنية مرة أخرى في ضمان اقتلاع ورقة الترشح إلى الدور النهائي، ولئن تحدثنا عن فشل جديد لكرة اليد التونسية فإن المجموعة الحالية قادرة مستقبلا على رفع التحدي وتكوين جيل جديد قادر على اعادة اللعبة الشعبية الثانية في البلاد إلى سالف اشعاعها ومكانتها الطبيعية. ومن بين أبرز القرارات التي سبقت «الكان» خيار الاستعانة بالحرس القديم واعادة المغضوب عليهم إلى حضيرة المنتخب بهدف تأطير المجموعة والاستفادة من خبرتها وخصوصا تقديم الإضافة في نسخة كان الهدف فيها التتويج باللقب وهو ما يجعل غير ذلك يعّد فشلا بكل المقاييس. وبكل تجرد يمكن القول أن خيار الاستعانة بالحرس القديم فشل فشلا ذريعا بما أنه لم يحقق أهدافه فضلا عن كون الأسماء التي عادت بعد طويل غياب لم تقدم إضافة تستحق الذكر ولو بدرجات متفاوتة بما أن الصانعي تم اختياره أفضل لاعب في مواجهة الدور ربع النهائي ضد المنتخب الغيني لكن الثنائي أسامة حسني ومروان الشويرف كان بعيدا عن مستوى الانتظارات ولم ينجح في تحقيق الأهداف التي جاء من أجلها خصوصا فيما يتعلق بالشويرف على مستوى مركز لاعب الدائرة حيث كان بالامكان التعويل على أحد الأسماء من البطولة التونسية أو خارجها على غرار رامي حمام أو بلال بلال أفضل من الشويرف الذي كان بعيدا عن مستواه وأصاب الجماهير التونسية بخيبة أمل كبيرة.
أسماء مظلومة
خلال «كان» مصر الأخيرة فضّل الاطار الفني بقيادة المدرب الفرنسي باتريك كازال الاستعانة بالحرس القديم وهو خيار في ظاهره يبدو محمودا وصائبا قياسا بالخبرة الكبيرة لهذا الثالوث غير أن حقيقة الميدان أثبتت العكس وأكدت أن هذا الثالوث لم يعد في جرابه أي قدرة على تقديم الاضافة إلى المنتخب بعد سنوات طويلة قضاها في حضيرة النسور. ويبدو أن الفرنسي كازال قد ظلم أسماء أخرى في المقابل خلال هذا الحدث القاري سواء ممن لم تقع دعوتها أو كذلك ضمن المجموعة التي سافرت إلى الأراضي المصرية ويمكن الحديث عن مثلا عن الحارس أصيل النملي الذي لم يتمتع بفرصة كاملة لتقديم أوراق اعتماده وكأن الخيار محسوم بالتعويل على الثنائي الناشط في البطولة الأوروبية في ما بقي النملي عجلة ثالثة رغم أنه يفوق الحرباوي وبلقايد حضورا وامكانات فنية وجاهزية. أما الإسم الثاني الذي لم يقع استغلال امكاناته بالشكل المطلوب فهو الظهير الأيمن أنور بن عبد الله الذي كلما شارك إلا وقدّم الإضافة بشكل ملحوظ لكنه ظل حبيس دكة البدلاء لوقت طويل واقتصر ظهور على دقائق معدودة.
الاستقرار ضروري
من الضروري المحافظة على المكاسب المحققة من «الكان» المصرية وتطعيم المجموعة الحالية ببعض العناصر الأخرى بهدف تكوين نواة جيل جديد قادر على رفع التحدي في قادم السنوات لأن عديد الأسماء قد خاضت منطقيا كأس أمم إفريقيا للمرة الأخيرة في مشوارها وهنا الحديث عن عبد الحق بن صالح والشويرف وحسني والصانعي. وبعودة منسق اللعب محمد أمين درمول وضخ دماء جديدة في بعض المراكز فإن المنتخب تحت قيادة الاطار الفني الحالي قادر على العودة سريعا إلى مصاف الكبار لأن الهدوء والاستقرار من أهم مفاتيح النجاح ولا يمكن هدم ما بني خلال الفترة الماضية. ولا يمكن بأي حال من الأحوار مقارنة وضع كرة اليد التونسية بنظيرتها المصرية التي وضعت لها كل الامكانات المادية واللوجيستية للنهوض والعودة بقوة. ويملك المنتخب المصري منتخبا بمواصفات عالمية لكن مع ذلك فإن المنتخب التونسي واجهه الند للند وكان قادرا في عديد الردهات على اقتناص ورقة الترشح لولا بعض الجزئيات والتفاصيل التي حكمت على تونس بلعب المباراة الترتيبية والغياب عن الدور النهائي للنسخة الثانية على التوالي.
في مواجهة مستقبل سليمان : بـيــن الــصــغــيـّر والـزمـزمي .. مـن سـيـكـوّن الـضـلـع الـثـالث لـوسـط الـميدان؟
يفترض أن تعرف تشكيلة النادي الإفريقي في مواجهة عشية اليوم ضد مستقبل سليمان بعض التغييرات م…