شريط الدور الأول : «كابوس» جديد رافـق الـمـنـتـخــب الـوطـنــي
انتهت المشاركة في «كان» الكوت ديفوار من أصغر الأبواب حيث فشل للمرة الأولى منذ نسخة 2013 في بلوغ الدور الثاني رغم كونه المرشح الاول على الورق للعبور، وكان الخروج انعكاسا واضحا للمصاعب التي يعانيها «نسور قرطاج» في الدور الأول خلال النسخ الأخيرة حيث عجز عن الفوز في دورة مصر 2019 لكنه حقق ثلاثة تعادلات شفعت له التأهل كما مكّنه الانتصار على موريتانيا في الدورة الماضية في الكامرون من حفظ ماء الوجه قبل أن تتلقى الكرة التونسية صفعة مدوية على الأراضي الايفوارية بالخروج مبكرا وبرصيد مخجل جعل المنتخب الوطني يحتل المركز الأخير في مجموعة سهلة كان الخروج من مطباتها في المتناول لو ظهرت المجموعة بالحدّ الأدنى من مستوياتها لكن تبيّن أن «فاقد الشيء لا يعطيه» في ظل العيوب الكبيرة التي ظهرت في المباريات الثلاث على المستوى الفني والبدني والذهني.
ولئن أفلت المنتخب الوطني من سيناريو الإقصاء رغم بداياته السلبية في «الكان» منذ نسخة غينيا الاستوائية 2015، فإن ما عاشه في مدينة كورهوغو الايفوارية كان كارثيا بكل المقاييس حيث انقاد الى هزيمة ضد «ضعيف» المجموعة المنتخب الناميبي ما عكّر الأجواء وجعل المهمة تزداد تعقيدا في ظل المشاكل الفنية والبدنية الكبيرة والتي جعلت ردّ الفعل شبه غائبا رغم بعض المؤشرات الجيدة ضد «النسور» المالية والتي لم ترتق الى درجة التميّز الذي مازال حلما بعيد المنال رغم تغيّر المدربين والزجّ بلاعبين قيل في شأنهم الكثير لكن حقيقة الميدان خالفت التوقعات وأظهرت التقارب في مستوى المجموعة التي تستمد قوتها بالأساس من روحها الجماعية وليس إمكاناتها الفردية.
تونس – ناميبيا: الصفعة المدوية
كان المنتخب الوطني وفيّا لأدائه المخيّب في المباريات الافتتاحية حيث عجز عن الفوز للدورة الخامسة تواليا في الجولة الأولى كما تواصلت المشاكل الفنية ضد المنافسين الأسهل على الورق، ولم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن ينهار المنتخب الوطني بتلك الطريقة المخجلة ضد المنتخب الناميبي الذي لعب دون مركبات واستحق الفوز قياسا بما قدّمه وهو الأول في تاريخ مشاركاته في «الكان» وساوى التأهل الى الدور الثاني.
وكانت الصفعة الناميبية مدوية بكل المقاييس ولم ينجح المنتخب الوطني في الخروج منها رغم التعديلات التي أجراها المدرب جلال القادري في تأكيد على عدم الجاهزية للحدث القاري ومرور «نسور قرطاج» بجانب الحدث في تظاهرة تعوّد على خباياها ومفاجآتها لكنه لم يتعظ من دروسها ليتكبّد هزيمة أعادت الى البال نكسات هزّت الكرة التونسية التي تراجعت خطوات الى الوراء لأسباب متعددة أبرزها ضعف جودة اللاعب التونسي وكذلك الفشل في «الكاستينغ» قبل البطولة وأثناءها.
تونس – مالي: نقطة أفضل من لا شيء
تحسّن أداء المنتخب الوطني في ظهوره الثاني ضد منافسه الأول على الورق للتأهل في الريادة المنتخب المالي غير أنه لم يصل الى الدرجة التي تمكّنه من تحقيق الفوز وتبديد الغيمة التي رافقت المباراة الافتتاحية حيث غاب الانتظام في العطاء وغابت الفاعلية الهجومية المطلوبة لتجاوز عقبة منافس سبّب مشاكل كبيرة لعناصرنا الوطنية لكنه لم يقف حائلا أمام تحقيق أهدافه اذ كان بوابة العبور الى «المونديال» للمرة السادسة في تاريخ الكرة التونسية.
وفي المحصّلة، كانت النقطة ضد مالي مفيدة رغم أن المنتخب الوطني كان بحاجة الى الفوز لإعادة توزيع الأوراق في المجموعة الخامسة حيث جعلت في النهاية مصير أبناء جلال القادري بأيديهم رغم القناعة الراسخة بكون الأداء المقدّم لا يرتقي الى الحدّ الأدنى من الدرجة المأمولة حيث كان اللاعبون بعيدين تماما عن امكاناتهم الحقيقية وهو ما برز في المباريات الثلاث كما أن التنشيط الهجومي كان «الحلقة» المفقودة من جديد ليكون التعادل أفضل ما يمكن تحقيقه ضد المنتخب المالي القوي.
تونس – جنوب افريقيا: الصدمة
عاش الجمهور الرياضي على وقع صدمة مدوية مساء الاربعاء، فبعد ارتفاع حجم الآمال والتطلعات في أعقاب نتائج الجولة الختامية في باقي المجموعات خيّب المنتخب الوطني الظن في مباراته الختامية ضد جنوب افريقيا حيث غابت الروح والعزيمة وظهرت العيوب في جميع الخطوط وكان الأداء الفردي والجماعي ضعيفا ولا يليق بقيمة الرهان الذي كان قريب المنال لو آمنت المجموعة بقدراتها وتخلّصت من الضغوطات التي كبّلتها وجعلتها تقبع في المركز الأخير.
وكانت مباراة جنوب افريقيا امتدادا لمسيرة الدور الأول الذي فشل فيه المنتخب الوطني في إيجاد ثوابته المعتادة وكان صيدا سهلا لمنافسيه من الناحية الدفاعية كما تأكد فيه الفقر الهجومي الذي تعانيه الكرة التونسية، فخلق فرصة وحيدة محقّقة في موعد مصيري يؤكد الفشل الرهيب الذي رافق عناصرنا الوطنية التي فقدت آلياتها ولاحت بعيدة تماما عن مستواها الحقيقي وهو ما ينطبق أساسا على اللاعبين «المفاتيح» الذين كانوا خارج «الخدمة» ليمرّ الوقت سريعا ويفشل المنتخب في تسجيل الهدف الذي كان كفيلا بتغيير الواقع وحفظ ماء الوجه على أقل تقدير.
مستواه فارق في الهجوم: غابـت نجـاعة البلايلي.. فتوقفت الانتصارات
تزامن تراجع نتائج الترجي في الجولتين الفارطتين من البطولة واللتين سبقهما فوز صعب على مستقب…