استبق قرار الإقالة بالاستقالة : القادري ينهي مرحلــــــــــــة «الصدفة»
أعلن المدرب جلال القادري مباشرة بعد مباراة المنتخب التونسي ضد نظيره الجنوب إفريقي في ختام منافسات الدور الأول من كأس إفريقيا استقالته من تدريب منتخب «نسور قرطاج»، معللا قراره بأنه لم ينجح في تحقيق الهدف المنشود وهو بلوغ الدور نصف النهائي مثلما ينص على ذلك عقده مع الجامعة، ويبدو أن القادري استشعر أن القرار النهائي بخصوص رحيله عن المنتخب الوطني قد وقع اتخاذه في انتظار الإعلان الرسمي، لكنه استبق الأحداث وأعلن مغادرته لمنصبه وهو قرار يثبت أن هذا المدرب كان مقتنعا تماما بأنه فشل في مهمته ولم يعد لديه ما يقدمه للمنتخب.
وفي واقع الأمر فإن رحيل القادري كان متوقعا منذ فترة طويلة، حيث تراجع أداء المنتخب الوطني بشكل واضح منذ المشاركة في كأس العالم التي غادر خلالها المنتخب المنافسات منذ الدور الأول، ولولا ذلك الفوز غير المنتظر على المنتخب الفرنسي لكان القادري خارج دائرة الاهتمامات منذ أكثر من عام، لكنه أسعف بالبقاء في منصبه على أمل تحسين واقع المنتخب وتطوير أدائه و»ضخ دماء جديدة»، بيد أن كل المؤشرات التي ارتبطت بأداء المنتخب في أغلب المباريات الأخيرة سواء الرسمية منها أو الودية كان توحي بأن هذا التطور المنشود من الصعب أن يحدث، وبالتالي فإن كل المؤشرات كانت موجودة قبل هذه المشاركة «الكارثية» في منافسات كأس إفريقيا، وكان من الطبيعي تبعا لذلك أن تنتهي تجربة جلال القادري على رأس المنتخب مباشرة بعد الخروج من الدور الأول لـ»الكان»، أي بعد عامين بالضبط من توليه هذه المهمة التي انطلقت أيضا خلال منافسات «الكان» وتحديدا في دورة 2021.
مدرب الصدفة
لم يكن جلال القادري معنيا بالمرة بتحمل مسؤولية المدرب الأول للمنتخب الوطني، حيث كان ضمن الإطار الفني المشرف على «نسور قرطاج» وشغل خطة مساعد للمدرب الوطني السابق المنذر الكبير، وما حصل في الدورة الماضية جعله يحصل على فرصة لم يكن يحلم بها، ذلك أن فشل المنتخب في تقديم أداء مقنع خلال الدور الأول واكتفائه بفوز يتيم تحقق عندما عوّض القادري الكبير في المباراة الثانية دفع المكتب الجامعي إلى إقالة الكبير قبل انطلاق الأدوار الإقصائية، وكان الهدف الذي سجله يوسف المساكني في مرمى المنتخب النيجيري ضمن منافسات الدور ثمن النهائي بمثابة «الهدية» من السماء التي ساهمت في ترسيم القادري على رأس المنتخب، قبل أن يلعب الحظ دوره خلال آخر مراحل تصفيات كأس العالم 2022، فالفوز بهدف عكسي خارج الديار على حساب المنتخب المالي فتح الباب أمام ترشح جديد للمنتخب التونسي إلى المونديال، ورغم أن منتخبنا لم يقدم عرضا قويا في مباراة الإياب التي اكتفى خلالها بالتعادل في ملعب رادس إلا أن الفوز في الذهاب منح «النسور» بطاقة العبور ليواصل القادري المهمة ويكون حاضرا ضمن النهائيات المونديالية التي قدّم خلالها منتخبنا بعض المؤشرات الإيجابية لكن الهدف الأول وهو التأهل إلى الدور الثاني لم يتحقق، ورغم ذلك استمر هذا المدرب الذي لعبت الصدفة دورها ليكون القائد الأول للمنتخب في أداء مهامه على امتداد سنة 2023، وخلالها نافس منتخبنا من أجل التأهل إلى نهائيات كأس افريقيا وهو ما تحقق ليس بسبب قوة أداء المنتخب وتطور أدائه ولكن بسبب ضعف أغلب المنافسين، وقبل التحول إلى الكوت ديفوار للمشاركة في «الكان» الحالي، لعب المنتخب مقابلتين ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 ليتمكن بصعوبة بالغة من تحقيق الفوز ضد منافسين ضعفين للغاية.
تألقه قد يقوده للخروج من الفريق : احتجاب محيّر لأومــــــــارو.. وفرضية المـغـادرة فـي الـمـيركـاتـو الـشـتوي واردة
كان اللاعب الدولي النيجري يوسوفا أومارو واحدا من أهم صنّاع نجاح الملعب التونسي خلال بداية …