2024-01-24

مع الأحداث : دماء غزة لن تعبّد الطريق نحو البيت الأبيض

انطلق في أمريكا السباق نحو البيت الأبيض منذ أيام مع بداية الانتخابات التمهيدية التي لا يختلف اثنان في أن نتائجها محسومة مسبقا وأنها لن تكون سوى من باب الاستعراض الديمقراطي لعرس انتخابي تعوده البلد منذ عقود.
لا ريب أن ترامب رغم كل الملاحقات القضائية، «الا اذا طرأ طارئ» سيكون المنافس القادم للرئيس الحالي جو بايدن على كرسي البيت الأبيض في الـ5 من نوفمبر القادم فمنافسا الرجل داخل الحزبين الديمقراطي والجمهوري لا يملكان حظوظا وافرة وفق ما تؤكده كل المؤشرات واستطلاعات الرأي للفوز عليهما.
يتنافس بايدن وترامب إذا في جولة جديدة شبيهة بجولة 2020 لكن مع فارق كبير هذه المرة فالأوضاع الداخلية للأمريكيين لن تكون وحدها العامل المحدد لخيارات الناخب الذي بات على وعي اليوم بان سياسة بلده الخارجية ومواقفه من ملفات وصراعات ونزاعات دولية تنعكس على واقعه اليومي المعيش.
لا يخفي المرشحان الرئاسيان الأميركيان المحتملان انحيازهما التام لدولة الاحتلال على حساب الشعب الفلسطيني فمواقف الرجلين في هذا الاطار معروفة سواء بالنسبة لترامب حين كان رئيسا والذي في عهده تم الموافقة على نقل سفارة بلده للقدس وهندسة صفقة القرن أو بالنسبة لبايدن الذي يأمل اليوم أن يجني ثمار الصك على بياض الذي قدمه لحليفه المدلل ناتنياهو منذ السابع من أكتوبر الماضي.

من المؤكد ان الحرب في غزة لن تغيب عن الحملة الانتخابية الأميركية فكلا المرشحان يتسابقان لإبداء المزيد من الدعم لدولة الاحتلال دون خجل أو خوف من رد فعل الشارع الأمريكي معولان في هذا الشأن على دعم اللوبي الصهيوني لكنهما يتناسيان أن الحرب الأخيرة عرتهما أمام الناخب الأمريكي أو على الأقل أمام جزء من الأمريكيين الذين لن يفوتوا هذه الفرصة لمعاقبة من يرون انه كان سببا في مأساة شعب بأكمله.
تقول استطلاعات رأي كثيرة إن بايدن قد يخسر تصويت المسلمين في هذه الانتخابات لكن هذه الاستطلاعات تؤكد أيضا أن ترامب لن يحظى بدعمها لان هذه الشريحة الواسعة من الناخبين سترفض أن يكون الطريق نحو البيت الأبيض معبدا بدماء أبرياء غزة وفي ذلك أعظم رسالة لذوي الألباب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مع الأحداث | عودة العلاقات السورية التركية: هل اقترب اللقاء الكبير؟

في موقف جديد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول أمس استعداده لاستئناف العلاقات مع سوري…