جنوب إفريقيا أظهرت تواضع أداء ناميبيا وورّطت القادري أكثر : سيناريو 96 في البــــــال .. لكـن تـغـيير الـواقـع يتطلب إرادة قوية
اتضحت الصورة أكثر فيما يخص حظوظ منتخبات المجموعة الخامسة الذي تضم منتخبنا في التأهل إلى الدور ثمن النهائي من «كان» الكوت ديفوار، حيث يبدو المنتخب المالي على مشارف التأهل بما أنه يملك في رصيده أربع نقاط، ونجح المنتخب الجنوب إفريقي في حصد ثلاث نقاط ليلتحق بذلك بالمنتخب الناميبي في المركز الثاني، فيما بقي المنتخب التونسي في المركز الأخير برصيد نقطة واحدة.
وبالتالي فإن كل منتخبات هذه المجموعة مازالت معنية بقوة بحسابات التأهل لكن مع تفاوت نسبي في الحظوظ، ولئن يمكن للمنتخب المالي التأهل حتى في صورة هزيمته فإن منتخبي جنوب إفريقيا وناميبيا يمكن لهما الترشح في صورة التعادل، أما سبيل التأهل أمام منتخبنا فلن يكون إلا عبر الفوز دون سواه في الاختبار الأخير والحاسم الذي سيجرى غدا ضد منتخب جنوب إفريقي ظهر بمستوى مميز في مباراته الأخيرة ونجح في إنعاش أمله في التأهل إلى الدور المقبل، لكن الأهم من ذلك أنه عرّى عيوب المنتخب الناميبي المتواضع وورّط المنتخب التونسي ومدربه جلال القادري الذي بان بالكاشف أنه لم يحسن التعامل مع خصوصية المباراة الأولى ضد منتخب ناميبي مغمور حقق مفاجأة مدوية، لكنه لم يكن قادرا على تحقيق مفاجأة أخرى بعد سقوطه برباعية كاملة ضد منتخب «البافانا بافانا».
بخصائص ماميلودي
خلال مقابلته الأولى ضد نظيره المالي، قدّم المنتخب الجنوب إفريقي مستوى جيدا لكن خانه الحظ ودفع غاليا ثمن الأخطاء التي ارتكبها في تلك المقابلة، قبل أن يتبدل وضعه كليا ويكشر عن «أنيابه» ضد المنتخب الناميبي ويقدّم عرضا فرجويا ممتعا وخاصة من الناحية الهجومية، والثابت في هذا السياق أن هذا المنتخب يستمد «روحه» وأسلوب لعبه من فريق ماميلودي سان داونز الذي ما انفك يحقق نتائج جيدة خلال السنوات الأخيرة ضمن مسابقة رابطة الأبطال، وما قدّمه منتخب جنوب إفريقيا ضد نظيره الناميبي يجعل الاعتقاد السائد حاليا أنه يظل قادرا على إحراج منتخبنا في اللقاء الأخير، ومن هزم ناميبيا برباعية كاملة لن يكون من المستحيل عليه أن يفوز على منتخب سقط بشكل مخز ضد منتخب ناميبي ضعيف ومتواضع.
آخر امتحان
من الثابت أن المباراة الموعودة مساء غد لن تكون سهلة بالمرة على المنتخب التونسي، ولهذا السبب يتعين على المدرب جلال القادري أن يساهم في تغيير الواقع الصعب والبرهنة على أنi كان يستحق أن يقود المنتخب الوطني طيلة العامين الأخيرين، مباراة غد تبدو وكأنها بمثابة الامتحان الأخير والأكثر أهمية في مسيرة هذا المدرب الذي أضاع ضد ناميبيا كل ما حققه طيلة الفترة الماضية، ولذلك من الضروري والحتمي أن يتجاوز كل الأخطاء التي ارتكبها سواء في المباراة الأولى أو اللقاء الثاني ضد
مالي، هي مباراة «العمر» بلا شك والفوز سيكون خلالها الحل الوحيد للخروج من الورطة، والسبيل إلى تحقيق هذا الهدف يتطلب حسن التعامل مع الرصيد البشري واختيار التشكيلة الأنسب والأمثل، فضلا عن أهمية النجاح في تحفيز اللاعبين وتخليصهم من الضغوط التي سلطت عليهم بعد الأداء الباهت في المباراة الأولى.
بروح جوهانزبورغ
يمكن أن يعيش المنتخب التونسي على وقع إنجاز مشابه لما تحقق في جنوب إفريقيا خلال دورة 1996، ففي تلك البطولة انطلق «نسور قرطاج» بهزيمة ضد غانا ثم تعادل ضد الموزمبيق قبل أن ينتفض ويفوز على الكوت ديفوار بثلاثية كاملة ويضمن بالتالي التقدم في البطولة التي بلغ خلالها الدور النهائي، واستعادة ذكريات تلك الدورة لا تبدو أمرا مستحيلا رغم صعوبة المهمة، ورغم أن الإطار الفني سيتحمل بلا شك المسؤولية الأكبر سواء في حال الفوز أو التعثر، فإن اللاعبين لديهم أيضا مسؤولية كبيرة في هذا الاختبار الحاسم، فهم مطالبون بتقديم أفضل ما لديهم والظهور في أفضل صورة، سيتوجب عليهم «القتال» واللعب بإرادة قوية وعزيمة لا تلين، سيكون من واجبهم الإيمان بحظوظهم وقدراتهم وإرضاء الجماهير التونسية، حينها فقط يمكن أن تنسى صفعة ناميبيا ويستمر الحلم في بلوغ الأدوار المتقدمة من هذه البطولة.
قنبلة مدوية يطلقها الجويني وبقية أعضاء الإدارة الوطنية للتحكيم : استقالة جماعية كشفت العيوب.. والجامعة في موقف لا يحسد عليه
بعد البداية الصعبة التي عاش على وقعها قطاع التحكيم في بلادنا وخاصة في ما يتعلق بمنافسات ال…