2024-01-19

مع الأحداث : الغرب وملف الهجرة.. وسياسة الكيل بمكيالين

في آخر أخبار الهجرة صوت النواب في بريطانيا الأربعاء الماضي لصالح مشروع قانون مثير للجدل بشأن ترحيل المهاجرين إلى رواندا، مما يشكل انتصارا سياسيا لرئيس الوزراء ريشي سوناك.
وأيد 320 نائب القانون بينما صوت ضده 276 نائب، ثم رُفع إلى مجلس اللوردات حيث يمكن أن يخضع لتعديل.

وبعد استقالات داخل حزب المحافظين ومناقشات محتدمة في اللجنة البرلمانية لمحاولة تشديد نص القانون، دعم المعارضون ريشي سوناك الذي وعد بمنع قوارب المهاجرين من العبور بشكل غير قانوني.
ويذكر أن هذا المشروع الرئيسي لبوريس جونسون أُعلن عنه في 2022. وتهدف النسخة الجديدة منه إلى الرد على اعتراضات المحكمة العليا البريطانية التي اعتبرت المشروع غير قانوني خوفا على سلامة المهاجرين في حال رُحّلوا إلى رواندا.
ويأتي هذا التصويت الجديد في بريطانيا لصالح التيار المتشدد في ما يتعلق بالهجرة غير النظامية بعد أيام من العثور على 4 مهاجرين قتلى بسبب برودة المياه كانوا يحاولون بلوغ بريطانيا عبر بحر المانش.

وطبعا قانون الهجرة البريطاني الجديد يأتي ليضاف لسلسلة القوانين التي بدأت تظهر تباعا في الدول الغربية من أجل مكافحة الهجرة ومن ابرزها قانون الهجرة الفرنسي الذي أثار قبل أيام بعد أن نجح ماكرون في تمريره ضجة واسعة لم تتعد ارتداداتها بضعة شوارع شهدت تظاهرات مناهضة له.
ان الدول الغربية التي تحاول اليوم تحصين حدودها وإقفال أبوابها أمام المهاجرين هي التي أصدرت قبل أشهر بياناتها منددة بالمواقف التونسية التي رفضت أن تكون دولة مقر لجحافل المهاجرين القادمين من دول جنوب افريقيا والحالمين ببلوغ أوروبا وليس العيش فيها.
تؤكد قوانين الهجرة الغربية المتشددة أن الغرب بمختلف مستوياته الرسمية وحتى الحقوق يبني منطقه في التعامل مع جميع الملفات أيا كانت ظواهرها واسبابها وانعكاساتها على سياسة التعامل بالمكيالين فما يسمح به لنفسه يحرمه على غيره وكل ماهو في خدمته حتى وان كان على حساب المعايير الدولية لحقوق الانسان فهو مشروع مادام في خدمة مصالحه لكن هذا الغرب نفسه قد ينقلب فجأة وقد يقود الحملات ويفرض العقوبات على دول تتجرأ أن تخطو خطوات ترى أنها ضرورية للدفاع عن نفسها وخدمة مصالحها.
يعيد اليوم الغرب تذكيرنا وهو يتعاطى مع ملف الهجرة بأن المنطق الغالب هو منطق القوة وأن منظومة الحقوق الكونية ليست سوى بضاعة للاستهلاك وللابتزاز ان لزم الامر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مع الأحداث | عودة العلاقات السورية التركية: هل اقترب اللقاء الكبير؟

في موقف جديد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول أمس استعداده لاستئناف العلاقات مع سوري…