ارتفاع منسوب التوتر في المنطقة : باكستان تقصف إيران
الصحافة اليوم (وكالات الانباء) شنت باكستان هجمات ضد «ملاذات إرهابيّة» في إيران أوقعت قتلى ردا على ما يبدو على ضربات جوية إيرانية داخل أراضيها، في تصعيد للتوتر ما دفع طهران لاستدعاء المبعوث الباكستاني لديها.
وقتل تسعة أشخاص بينهم ثلاث نساء وأربعة أطفال في الضربات الباكستانية على محافظة سيستان بلوشستان المضطربة، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إرنا.
وجاء الهجوم بعد يومين على شن إيران ضربات على أهداف لجماعات «إرهابية» في باكستان المجاورة أودت بطفلين على الأقل.
وفيما تتبادل إيران وباكستان المسلحة نوويا، الاتهامات مرارا بالسماح لعناصر مسلحة تنشط من أراضي كل منهما بإطلاق هجمات، لكن نادرا ما تتدخل القوات الحكومية من أي الجانبين.
وقالت وزارة الخارجيّة الباكستانيّة في بيان إنّ «باكستان نفّذت هذا الصباح سلسلة ضربات عسكريّة منسّقة جدا ودقيقة ضدّ ملاذات إرهابيّة في محافظة سيستان بلوشستان الإيرانيّة».
واستُخدمت مسيرات وصواريخ في الضربات التي استهدفت حركات للانفصاليين البلوش، بحسب الجيش. ويشن الجيش الباكستاني منذ عقود عمليات ضد مجموعات انفصالية في منطقته الحدودية ذات الكثافة السكانية الضئيلة.
أدانت إيران الضربات واستدعت القائم بالأعمال الباكستاني «لتقديم احتجاج وطلب تفسير من الحكومة الباكستانية»، حسبما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني.
وذكرت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء من دون الإفصاح عن مصادرها بأنه يعتقد أن القتلى من «المواطنين الباكستانيين».
تصاعد التوتر
قالت باكستان إنها شنت الضربات «في ضوء معلومات استخباراتية موثوقة عن أنشطة إرهابية وشيكة واسعة النطاق» مضيفة أن «عددا من الإرهابيّين قُتِلوا».
وأكدت أنها «تحترم بشكل كامل سيادة وسلامة أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية» وأن «الهدف الوحيد» للضربات «كان السعي للمحافظة على أمن باكستان ومصلحتها الوطنية التي تعد بالغة الأهمية ولا يمكن المساس بها».
وأفادت وسائل إعلام إيرانية أن الضربات استهدفت قرية قرب مدينة سراوان.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قد أعلن الأربعاء أن الضربات في باكستان جاءت ردا على هجمات تنظيم «جيش العدل» الأخيرة التي أوقعت قتلى داخل إيران.
برز تنظيم «جيش العدل» في 2012 وتصنفه إيران على قوائم الإرهاب. ونفذ العديد من الهجمات على الأراضي الإيرانية في السنوات القليلة الماضية.
ونددت باكستان بالضربة الإيرانية قرب حدودهما المشتركة واستدعت سفيرها في إيران ومنعت السفير الإيراني من العودة إلى إسلام أباد.
دعوات إلى ضبط النفس
حضت روسيا أمس الخميس إسلام أباد وطهران على خفض التصعيد. وقالت الخارجية الروسية في بيان «نراقب بقلق التصعيد في الوضع في المنطقة الحدودية الإيرانية الباكستانية والذي يتزايد في الأيام الأخيرة. ندعو الطرفين إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وحل المسائل المستجدة بالسبل السياسية والدبلوماسية حصرا».
وأعربت بكين أمس الخميس عن استعدادها للتوسط بين باكستان وإيران بعد تبادل القصف عند الحدود بين البلدين.
أما الولايات المتحدة، فأدانت الضربات الإيرانية في باكستان وسوريا والعراق فيما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر «رأينا إيران تنتهك الحدود السيادية لثلاث من جاراتها خلال الأيام القليلة الماضية».
وأبدى الاتحاد الأوروبي قلقه العميق إزاء «دوامة العنف في الشرق الأوسط وخارجه». وقال المتحدث بيتر ستانو إن «هذه الهجمات، بما فيها داخل باكستان والعراق وإيران، تشكل الآن مصدر قلق بالغ للاتحاد الأوروبي لأنها تنتهك سيادة الدول ووحدة أراضيها، ولها أيضا تأثير مزعزع للاستقرار في المنطقة».
وسيختصر رئيس الحكومة الباكستانية المؤقتة أنور الحق كاكار زيارته إلى دافوس للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي «نظرا إلى التطورات المستمرة»، بحسب وزارة الخارجية.
وقبل ساعات من ضربة الاربعاء، التقى كاكار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان على هامش منتدى دافوس والتقطا الصور.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع أفادت وكالة إرنا بأن البحريتين الإيرانية والباكستانية نفذتا تدريبات مشتركة في مضيق هرمز والخليج.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ممتاز زهرة بلوش إنه لم يتم تشارك معلومات مع بلادها بشأن ضربات إيرانية في وقت سابق على باكستان.
وسيستان بلوشستان من أفقر محافظات إيران وينتمي غالبية سكانها إلى إتنية البلوش السنية فيما غالبية سكان البلاد من الشيعة. وتشهد المحافظة المترامية الأطراف مواجهات متكررة بين القوى الأمنية من جهة ومهربي مخدرات ومتمردين من أقلية البلوش وجماعات سنية متطرفة.
في 10 جانفي أعلن تنظيم «جيش العدل» مسؤوليته عن هجوم على مقر شرطة راسك (جنوب شرق) أسفر عن مقتل شرطي. وكان التنظيم قد نفذت هجوما مشابها في ديسمبر أسفر عن مقتل 11 عنصرا من الشرطة الإيرانية.
والأربعاء أعلن التنظيم عن قتل عنصر في الحرس الثوري الإيراني في سيستان بلوشستان، بحسب وكالة إرنا.
ويشن الجيش الباكستاني منذ عقود حملة ضد الانفصاليين البلوش في الإقليم الأكبر مساحة لكنه الأكثر فقرا. ويحارب أيضا تصاعدا في عمليات التمرد في مناطق حدودية مع أفغانستان.
وتفصل باكستان التي تقودها حاليا حكومة موقتة ثلاثة أسابيع عن انتخابات عامة يغيب عنها عمران خان الذي يقبع في السجن فيما عملت السلطات على إسكات مؤيديه.
لبنان : ضربات جديدة للاحتلال على الضاحية الجنوبية وجهود أمريكية لوقف إطلاق النار
الصحافة اليوم (وكالات الانباء) اتّهم رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي أمس الج…