2024-01-18

الاستثمار في السياحة الاستشفائية في الجهات كسب رهان التشغيل وجلب العملة الصعبة

في إطار الترويج للاستشفاء بالمياه المعدنية الراجعة بالنظر للديوان الوطني للمياه المعدنية نظم الديوان على امتداد ثلاثة أيام جولة صحفية انطلقت اول امس بزيارة المحطة الاستشفائية جبل الشعانبي بالقرين ثم المحطة الاستشفائية كبسة ترمال بقفصة لتختتم هذه الجولة بزيارة ميدانية للمركب الاستشفائي شاشو الحامة بولاية قابس.

وكشفت هذه الزيارة الميدانية عن أهمية الاستثمار الداخلي في قطاع السياحة الاستشفائية التي تستقطب حرفاء و زوارا من خارج تونس وخاصة من المنطقة المغاربية وتحديدا الجزائر.
ووفق ما صرح به مدير المحطة الاستشفائية جبل الشعانبي ماهر يحياوي يستأثر الزوار الجزائريون بنصف عدد الوافدين على المحطة التي تستقطب 20 الف زائر في السنة وتبلغ ذروتها خلال شهري مارس وأوت الى جانب التحدي الكبير الذي راهن عليه هذا المشروع الاستثماري عبر موقعه في تخوم جبال الشعانبي و السلوم وسمامة ونجح في كسب الرهان بتغيير الأفكار المسبقة عن الخطر الإرهابي الذي يهدد هذه المنطقة.

وفي الزيارة الموالية ضمن برنامج اليوم الثاني للديوان الوطني للمياه المعدنية للمحطة الاستشفائية كبسة ترمال كشف باعث هذا المشروع الاستثماري توفيق خلق الله وهو استاذ جامعي في الطب خلال ندوة صحفية عقدها إثر جولة بمختلف أجنحة و هذا المنتجع الاستشفائي ان أشغال هذا المشروع انطلقت منذ 2008 في سنة شهدت منطقة قفصة أحداث الحوض المنجمي وقد كان الرهان تثمين الثروة المائية للمياه المعدنية لهذه المنطقة المعروفة بإنتاج الفسفاط مبينا انه رغم الصعوبات التي مر بها انجاز المشروع الا انه نجح في تأسيس هذا المنتجع الاستشفائي الذي بلغت تكلفته 17.5 مليون دينار ويقوم بتشغيل حوالي 85 شخص بين أطباء وأخصائيي التدليك والعلاج الطبيعي وعملة كم اذن شغل مباشرة إلى جانب توفير أكثر من 600 موطن شغل غير مباشر.

وأثبت باعث هذا المشروع الاستثماري في قطاع السياحة الاستشفائية أو السياحة الطبية ان الاستثمار بالجهات رهان يمكن كسبه عبر تثمين الثروات الطبيعية التي تزخر بها المناطق التونسية ومنها ولاية قفصة التي تتميز بموروث تاريخي ضارب في عمق التاريخ القديم والمتمثل في الحضارة الكبسية المصنفة الحضارة الأقدم في التاريخ والتي تعود إلى ما قبل التاريخ الي جانب الموقع الطبيعي المتميز المتاخم لجبل سيدي زروق الذي يعكس بدوره موروثا شعبيا للجهة. وأبرز الدكتور توفيق خلف الله في السياق ذاته أهمية الجانب الترويجي للسياحة الاستشفائية أو الطبية باعتبارها جزءا مكملا لعلاج عديد الأمراض وبالتالي مثل هذه المنتجعات التي تعتمد على المياه المعدنية الغنية بمادة الكبريت المفيدة للصحة تساهم في علاج أمراض التهاب المفاصل والأمراض الجلدية والأمراض التنفسية الي جانب أمراض الشيخوخة.وتوفر هذه المحطة الاستشفائية تقنية التشخيص الذكي عبر التواصل عن بعد مع المرضى الذين يقومون بارسال التقارير الطبية لتحديد نوعية العلاجات التي سينتفعون بها لتكون ناجعة.

ويستقطب المنتجع الاستشفائي كبسة ترمال فئة متنوعة من الزوار والمرضى من الشباب والرياضيين والمسنين من بلدان شقيقة مجاورة على غرار ليبيا وأفاد الدكتور خلف الله ان هذا المشروع شهد في بداية دخوله حيز الاستغلال في شهر ماي 2023 بعض تعثر نظرا لعدم توافد عدد كبير من الزوار مبرزا ان هذا الاستثمار الضخم هو الى حد ما مغامرة خاصة على المستوى المالي لكن بدأت هذه المحطة تشهد شيئا فشيئا تحسنا على مستوى استقطاب الزوار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

استغلال الطاقات التقليدية في تراجع متواصل: الطاقات المتجددة سبيل تونس لتعديل الميزان الطاقي

سجل عجز الميزان التجاري الطاقي ارتفاعا بنسبة ٪9 الى موفى شهر مارس 2024 بالمقارنة بنفس الفت…