في مواجهة التغيرات المناخية : الذكاء الاصطناعي في خدمة الفلاحة
مع مرور كل يوم يصبح من الصعب على الفلاحين اتخاذ قرارات لإعداد التربة وزرع البذور والحصاد حيث تلعب العوامل المناخية المختلفة مثل درجة الحرارة وهطول الأمطار والرطوبة دورًا حيويًا في الزراعة كما يؤدي تزايد التلوث وإزالة الغابات أيضًا إلى تغيرات مناخية مما يشكل تحديًا كبيرًا للمزارعين اذ يحتاج كل محصول إلى تغذية دقيقة في التربة من خلال الأنواع الثلاثة الرئيسية للمغذيات المطلوبة في التربة وهي الفوسفور والبوتاسيوم والنيتروجين ويمكن أن يؤدي نقص أي من هذه العناصر الغذائية إلى رداءة نوعية المحاصيل.
ومكن تطبيق الذكاء الاصطناعي في قطاع الزراعة من ادخال العديد من التطورات التكنولوجية مثل الخدمات الاستشارية للذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات وإنترنات الأشياء واستخدام الكاميرات وأجهزة الاستشعار الأخرى وما إلى ذلك من خلال فحص مصادر البيانات المختلفة مثل الطقس والتربة وأداء المحاصيل ودرجة الحرارة.
احتواء الشركات الناشئة
ومن هذا المنطلق وبعد ان اضحت التغيرات المناخية حقيقة نعيش على وقعها من ارتفاع لدرجات الحرارة خلال الصائفة الفارطة اين تجاوزت 50 درجة مائوية ما ادى الى تبخر نحو 900 ألف متر مكعب من السدود في يوم واحد والى نشوب حرائق اتت على الاخضر واليابس وهو ما يهدد المحاصيل الزراعية ويهدد الامن الغذائي الوطني اولت وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري اولوية مطلقة لاستعمال الذكاء الاصطناعي في القطاع الفلاحي وهو محور ورشة العمل حول «تطبيقات التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي في قطاع الأسمدة» اين أكّد السيد عبد المنعم بلعاتي وزير الفلاحة أن مستوى استعمال الأسمدة في تونس ما يزال عند مستويات مقبولة مبرزا أنّ التّحديات الجديدة التي تواجه العالم وخاصة الدول العربية في ظلّ التّغيّرات المناخيّة وتواتر الأزمات الإقليميّة تحتم على الأطراف المتداخلة ضرورة تعزيز التّعاون المشترك والتكامل الاقتصادي في جميع المجالات وخاصّة القطاع الزّراعي لتحقيق الأمن الغذائي للشعوب العربية واعتبر أن التحكم في التقنيات الزراعية والمحافظة على الموارد الطبيعية واستدامتها وتثمين التكنولوجيا الحديثة وتبادل الخبرات بين البلدان العربية يعد رافدا هاما في تحقيق الأمن الغذائي العربي.
ويلعب قطاع الاسمدة دورا محوريا في تونس من حيث مساهمته في التنمية الاقتصادية على مستوى تدفق العملة الصعبة وتحسين مردودية القطاع الفلاحي الى جانب التشغيل بمناطق الإنتاج والتصنيع وفي علاقة بالتطور التكنولوجي في هذا القطاع الفلاحي بصفة عامّة وفي الأسمدة بصفة خاصّة.
ويواجه المزارعون في تونس إشكاليات مستعصية لها علاقة بالفقدان المتكرر للأسمدة خاصة في موسم الزراعات الكبرى إلى جانب معضلة اندثار البذور المحلية الأصلية وشيخوخة الأشجار نتيجة ضعف التحكم في تقنيات الإنتاج على غرار الري.
وتوجد العديد من المحاولات لعدد من المهندسين التونسيين والمستثمرين لاستخدام التكنولوجيات الحديثة والتطور العلمي من أجل النهوض بقطاع الفلاحة وحماية الأمن الغذائي من خلال إيجاد حلول لتحسين الإنتاج الفلاحي وحمايته من الأمراض وابتكار بدائل تجعل الزراعات أقل استهلاكا للمياه بشكل يخفف الخسائر على المزارعين على غرار الطائرات المسيرة المجهزة بالتصوير الطيفي والذكاء الاصطناعي التي ابتكرتها شركة تونسية ناشئة تهدف الى توفير مياه الري وتتنبأ بأمراض المزروعات.
ومن اجل ربط الصلة بينها وبين الشباب من باعثي الشركات الناشئة وبناء رؤية مشتركة وشاملة تنهض بقطاعي الفلاحة والصيد البحري جمع حوار مفتوح بين كل من قدماء وزارة الفلاحة ومجموعة من الشباب باعثي المشاريع في جل القطاعات الفلاحية والصيد البحري واطارات الوزارة في إطار انفتاح الوزارة على محيطها الخارجي.
ان مثل هذه الحوارات التي خصصت لتبادل الآراء والافكار لتطوير الاستراتيجيات الموضوعة وتوحيد الرؤى تعد جسرا للتواصل ومرجعا لوضع تمش موحد ومشترك بين الأجيال المتعاقبة على الوزارة والشباب الناشط في القطاع الفلاحي في إطار الاستراتيجية المعتمدة من قبل وزارة الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية والتي ترتكز بالأساس على الصمود والاستدامة والاندماجيّة والعمل على تطبيق هذه الاستراتيجية بالاعتماد على أفكار الشباب بصفته حاملا لمشعل المستقبل وتتجه الوزارة في هذا السياق الى تجميع ثلة من باعثي الشركات الناشئة لتكوين شركة اهلية ومنها الى وضع الاليات اللازمة لبعث مشروع فلاحي مشترك وبإنشاء محاضن للمؤسسات الناشئة بهدف توفير المساندة اللازمة للشباب المستثمر في القطاع الفلاحي وتوفير المرافقة من قبل المختصين في المجال لحلحلة الاشكاليات المطروحة والعمل على انجاح هذه المشاريع مع تسهيل الولوج الى مراكز البحث والمخابر التابعة للوزارة بهدف تثمين نتائج بحوثهم في مشاريع على أرض الواقع.
يعد نطاق الذكاء الاصطناعي في الزراعة واسعا ويساعد على الرش بمساعدة أجهزة الاستشعار وإزالة الأعشاب الضارة والوسائل الأخرى المثبتة في الطائرات بدون طيار والروبوتات تساعد هذه التقنيات في توفير الاستخدام المفرط لمبيدات الآفات والمياه ومبيدات الأعشاب وتحافظ على خصوبة التربة وتساعد أيضًا في الاستخدام الفعال للقوى العاملة وزيادة الإنتاجية مع تحسين الجودة.
الدورة الأولى للصالون الدولي للسياحة الصحراوية والواحية بتوزر : التأسيس لتونس كوجهة رائدة للسياحة المستدامة
تستضيف مدينة توزر احدى البوابات الرئيسية للصحراء التونسية في الفترة الممتدة من 3الى5ديسمبر…