رئيس الجمهورية يسلّم أوراق اعتماد 10 سفراء جدد لبلادنا في عدد من الدول الأوروبية: تعيينات ضرورية.. فيما يبقى التحوير الحكومي مؤجّلا..!
أشاد رئيس الدولة قيس سعيّد بالدور الفعال لسفراء تونس في رعاية الجالية التونسية في الخارج ونقل مواقف تونس الحرة التي تعبّر عن موقف الشعب، مضيفًا بالقول:اارفعوا رؤوسكم في السماء في كلّ مكان وقولوا إننا من تونسب. جاء ذلك خلال اشراف رئيس الجمهورية قيس سعيّد مساء أول أمس الجمعة، على موكب تسليم أوراق اعتماد 10 سفراء جدد لبلادنا في عدد من الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا وإيطاليا وكل من البرازيل واليابان وكندا.
وأوصى سعيّد السفراء الـ10 بتأكيد موقف تونس الثابت من القضية الفلسطينية باعتبارهم يُمثّلون الدولة التونسية، متابعًا بالقول:اموقفنا ثابت ولن نتراجع عنه.. الحق حقّ ولن يسقط بالقنابل ومهمّتنا الدفاع عن الحق الفلسطينيب.
وادىالسفراء الجدد اليمين أمام رئيس الجمهورية بحضور نبيل عمار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج.
ويأتي هذا التعيين بعد فترة طويلة من الشغورات على مستوى الدبلوماسية التونسية لدى عواصم هامة تضم جالية تونسية وتستمد أهميتها من الشراكة الاستراتيجية مع تونس.
واعتبر الدبلوماسي السابق توفيق وناس ان تعيين سفراء بصفة عامة يأتي لسد شغورات في المناصب الدبلوماسية الهامة التي تأخرت لبعض الظروف المتعلقة بالتحولات في السياسات الداخلية.
وبين توفيق وناس في تصريح لـاالصحافة اليومب الان وقعت تسمية السفراء الذين كانت مناصبهم شاغرة في عواصم هامة لكل من إيطاليا وفرنساواليابان وكندا، مشيرا الى ان المشهد الدبلوماسي يشهد تغيرا يتماشى مع تحولات المشهد السياسي في البلاد وإرساء مسار جديد من خلال الدستور والبرلمان والاستحقاقات الانتخابية، لافتا الى ان الدبلوماسية بكوادرها القديمة لا يمكن ان تمثل السياسات الجديدة فوقع تدارك الوضعية في الفترة الأخيرة بالتسميات الجديدة..
الدبلوماسية التونسية الجديدة
أما بخصوص تمظهرات الدبلوماسية الجديدة فيقول توفيق وناس بأن القواعد السابقة أصبحت بالية من حيث الوسائل والمحتوى، فلا يمكن الإبقاء على تقاليد دبلوماسية من عهد بورقيبة وبن علي لانها كانت تعكس السياسات في ذلك الوقت. وتابع الم يكن هناك حضور دبلوماسي مشع وتواصل هذا الى ما بعد الثورة التي جاءت لتكون فرصة لاسترداد الدبلوماسية اشعاعها بمقولات أخرى وبمحتوى اخر، ولكن مع الأسف خلال العشرية الفارطة لم تكن محورا أساسيا في إدارة الدولة والعلاقات الخارجية اقتصرت على علاقات مع تركيا وقطر والبقية أمور عادية وروتينيةب.
وذكر الدبلوماسي السابق انه بعد 25 جويلية 2021 كان من المتوقع ان تتغير هاته الدبلوماسية ويكون لها نفس جديد ولكن العادات القديمة في وزارة الخارجية لم تتغير، فكان هناك اكسلب دبلوماسي منع تونس من فتح صفحة جديدة في الدبلوماسية فبقيت أمور صورية فقط ولم تتقمص النفس الجديد لـ25 جويلية الى ان وقعت تسمية الوزير الحالي نبيل عمار الذي له خبرة واسعة جدا وله معرفة هامة بالملفات الاقتصادية والهجرة والاتحاد الأوروبي، مما خلق ديناميكية جديدة ليس من ناحية الأشخاص فقط بل من ناحية المحتوى الذي يتمحور على نقطتين : الأولى عبر عنها رئيس الجمهورية وقال ارفعوا رؤوسكم أينما كنتم..لتكون الدبلوماسية التونسية لها من النخوة والحضور والوطنية والاعتزاز لتمثيل لتونس على مستوى التصرفات والصورة. والنقطة الثانية من ناحية المحتوى حيث يجب ان تكون الدبلوماسية مركزة على معلومات وتقنيات اقتصادية واجتماعية وعلى مستوى العلاقات الدولية.
ولاحظ محدثنا ان التسميات الأخيرة لا تعكس انتماءات سياسية أو ترضيات سياسية لأشخاص قريبة من الحكم، فوقع خلق روح التقنية الدبلوماسية الجديدة.
ويفيد وناس انه افي هذا الاطار يدخل موقف تونس من القضية الفلسطينية والتعبير عنه من طرف السفراء والدبلوماسيين من منطلق الانتماء للوطن وللدول العربية والمساندة القوية للحق الفلسطينيب.
ومن جانب تموقع تونس حسب التغيرات العالمية اليوم، يعتقد توفيق وناس، انه يجب القطع مع سياسة الشراكة المنفردة مع أوروبا وامريكا، ويجب تنويع مصادر التعاون مع دول أخرى وهذا ما بدا من خلال استقبال لافروف مؤخرا ووزيرة خارجية اندونيسيا ودول اسيا وهذا يظهر أيضا مع الصين التي ستشارك في انجاز جسر بنزرت وأيضا العلاقات مع المملكة العربية السعودية التي تربطنا معها مشاريع هامة في النقل وفي التكنولوجيا.
ويخلص وناس الى ان محتوى الدبلوماسية تغير واصبح تقنيا يشوبه هاجس المصلحة الوطنية والتأقلم مع الوضع الإقليمي والدولي.
التحوير الوزاري، مطلب ملحّ
اما على المستوى الوطني الداخلي فتطالب أحزاب سياسية مساندة لمسار 25 جويلية بإجراء تعديل وزاري يضمن نجاعة الأداء الحكومي، اذ تعاني حكومة احمد الحشاني من نقص وزيرين في تشكيلتها، حيث جرت إقالة وزير التشغيل والمتحدث باسم الحكومة نصر الدين النصيبي في 23 فيفري بينما أقيلت وزيرة الصناعة والطاقة والمناجم نائلة نويرة القنجي في 4 ماي 2023 فضلا عن شغورات على مستوى الولاة والادارات.
في هذا الاطار، أبرز رئيس حزب حراك 25 جويليةعبد الرزاق الخلولي، ان التحوير الحكومي اصبح مطلبا ملحّا حسب تقييم أداء الوزراء والمسؤولين الجهويين،مشيرا الى ضرورة مراجعة التعيينات في عدد من المسؤوليات.
وقال عبد الرزاق الخلولي في تصريح لـاالصحافة اليومب: ااستبشرنا بتعيين الحشاني بتحسين أداء الحكومة وانتظرنا منه مراجعة التعيينات القديمة واعلان تحوير وزاري، ولكن منذ اليوم الأول لم يكن هناك تحرك ميداني او عمل يدل على ان هناك نية لإجراء هذا التحويرب.
وأوضح عبد الرزاق الخلولي ان سد الشغورات في السلك الدبلوماسي مهم، ولكن على مستوى وطني هناك استكانة كبيرة رغم قلة الكفاءة، حيث ان أغلبية الوزراء يحكمون بعقلية الموظف الذي لا يبذل مجهودا كبيرا ولا يقوم باصلاح أو تغيير.
ولاحظ الخلولي ان رئيس الجمهورية التمس عدم انسجام الحكومة مع توجهاته من خلال الزيارات الميدانية وهذا بسبب بطء العمل الحكومي، ويؤكد محدثنا انه حسب المعطيات المتوفرة الا تغيير ولا تعديل الا بعد اجراء الانتخابات الرئاسيةب.
الرئيس يأذن بتفعيل الإجراءات لفائدة قطاع الزيتون : إنقاذ الموسم و«الصابة»ممكن وغير مستحيل..
تنفيذ مجمل الاجراءات التي أمر رئيس الجمهورية قيس سعيّد باتخاذها في المجال الفلاحي سواء في …