أنيس بن سليمان (لاعب المنتخب الوطني) : جــادّون تـمـامــا للـذهاب إلـى أبـعــد نـقـطـة فــي «الــكان»
قضى اللاعب التونسي أنيس بن سليمان بداية مسيرته الرياضية في الدانمارك حيث بزغ نجمه سريعا وهو في سن مبكرة بعد تألقه مع نادي أب كوبنهاغن، وهذا الفريق مهّد له الطريق للانتقال نحو فريق آخر ينافس على الألقاب في البطولة الدانماركية ونعني بذلك نادي بروندبي الذي قضى معه أربعة مواسم يمكن وصفها بالناجحة بما أنها فتحت أمامه أفقا أكثر اتساعا، ذلك أن هذا اللاعب الفتي الذي لم يتجاوز اليوم سن الثانية والعشرين استطاع بسرعة أن يجلب الاهتمام والانتباه ويقنع الجميع بأحقيته باللعب مع المنتخب الوطني وهو في سن مبكرة، وعكس بعض اللاعبين ذوي الأصول التونسية الذين رفضوا اللعب بألوان منتخبنا الوطني، فإن بن سليمان لم يتردد ولو للحظة لتلبية نداء الواجب ويصبح منذ ثلاثة مواسم تقريبا من بين العناصر دائمة الحضور مع المنتخب الوطني، وشارك معه في عدد من البطولات القوية وأبرزها منافسات كأس العالم…
فضلا عن ذلك فإن تألقه مع ناديه السابق في الدانمارك فتح أمامه أبواب الاحتراف في البطولة الإنقليزية التي تعتبر أقوى بطولة في العالم، حيث حرص فريق شفيليد يونايتد على التعاقد معه خلال الصائفة ليكون ضمن مشروع الفريق الساعي إلى المنافسة على البقاء بشكل مستمر في الدوري الممتاز، غير أن البدايات الأولى للاعب المنتخب الوطني في هذه البطولة القوية كانت متعثرة نسبيا حيث لم يشارك في بداية الموسم سوى في عدد محدود للغاية من الدقائق، قبل أن تبدأ المعطيات في التغير خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد إحداث تغيير على مستوى الإطار الفني، وهو ما جعل بن سليمان يحظى بفرصة أكبر للمشاركة مع الفريق، بل إنه استطاع أن يشارك ضمن التشكيلة الأساسية لأول مرة منذ بداية الموسم بعد أن ظهر في مباراة فريقه ضد مانشستر سيتي قبل أيام من الآن..
وبعد أن ضمن مكانه ضمن الفريق الأول توجه اهتمام أنيس بن سليمان صوب التزامه مع المنتخب الوطني المتأهب للمشاركة مجددا في منافسات كأس إفريقيا المقرر بدايتها بعد أسبوع من الآن في الكوت ديفوار، وبخصوص هذا التحدي الجديد للمنتخب وللاعب ذاته، تحدث بن سليمان في هذا اللقاء عن طموحاته وأهداف «نسور قرطاج» في هذه البطولة، وتطرق أيضا إلى وضعه الراهن مع فريقه الإنقليزي..
منتخبنا قوي ومتناغم
في بداية حديثه عن هذه المشاركة المنتظرة في فعاليات «الكان»، شدّد أنيس بن سليمان على أن منتخبنا يملك كل الآليات والمقومات التي يمكن أن تساعده على التألق وتحقيق أفضل النتائج، قائلا في هذا الصدد: «منتخبنا الوطني قدّم أداء لافتا ومرضيا للغاية قبل حوالي عام من الآن خلال مشاركته في نهائيات كأس العالم، ففي تلك البطولة كان باستطاعتنا التأهل إلى الدور الثاني لكن بعض الجزئيات حرمتنا من تحقيق ذلك الهدف، غير أن ذلك لا يحول دون التأكيد على أن المنتخب أثبت تطوره بشكل واضح وجلي، وأكد أنه يظل دوما من المنتخبات القوية في القارة الإفريقية، لذلك أستطيع القول إنه منتخب يضم عناصر مميزة تنشط في بطولات قوية لكن القاسم المشترك بين أغلب هذه العناصر أنها تشارك بانتظام مع المنتخب منذ فترة طويلة، وهو ما أحدث نوعا من الانسجام والتناغم بينها، وهذا العامل يمكن أن يساعدنا كثيرا على الظهور بأداء مميز وتقديم أفضل ما لدينا في هذه البطولة».
لا سقف لطموحاتنا
في ردّه عن سؤال بخصوص مدى قدرة المنتخب الوطني على المنافسة بكل اقتدار على لقب الكأس الإفريقية، لم يتردد بن سليمان في التأكيد على أن جميع اللاعبين متفقون على ضرورة إسعاد الشعب التونسي في هذه البطولة، وتحدث في هذا السياق قائلا: «ليس لدينا سقف محدد لطموحاتنا، سنتحول إلى الكوت ديفوار من أجل تقديم أفضل ما لدينا والظهور بمستوى يبرز مدى تطور الكرة التونسية وتحسن أداء منتخبنا خلال المواسم الأخيرة، صحيح أن كل منتخب قوي يريد تحقيق لقب البطولة والتتويج في نهاية المطاف، وصحيح أن كل اللاعبين مقرون العزم على الظفر باللقب الإفريقي بعد عشرين سنة عن آخر تتويج، لكن يجب أن نتعامل مع خصوصية هذه البطولة دون تسليط ضغوطات مجانية لا تفيد بالمرة، لذلك يجب التعامل مع هذه البطولة بعقلانية وموضوعية وهذا الأمر لا يتحقق إلا من خلال الحرص على الفوز في كل المباريات والسعي إلى الذهاب إلى أبعد نقطة، وهذا الأمر يمكن أن يساعدنا كثيرا على بلوغ الأدوار المتقدمة وبالتالي المراهنة بكل ثقة وجدية على لقب هذه البطولة الغالية».
وأوضح بن سليمان أن المنتخب الوطني خاض خلال السنة الماضية عديد المباريات ضد منتخبات إفريقية وتمكن من تحقيق نتائج إيجابية للغاية وآخرها ضمن تصفيات كأس العالم 2026، مبرزا أن الفوز ضد هذه المنتخبات يعطي الدليل على أن العناصر الحالية المنتمية لمنتخبنا تتمتع بخبرة كبيرة تجعلها تحسن التعامل مع المنتخبات التي ستواجهها خلال الكأس الإفريقية رغم أن المستوى سيتغير والمنافسة ستكون أكثر قوة و»شراسة» وفق قوله.
سعيد بوضعي الراهن
على صعيد آخر أبدى أنيس بن سليمان سعادته وارتياحه بتغير وضعيته مع فريقه الإنقليزي شفيليد يونايتد خلال المدة الأخيرة، حيث بات من اللاعبين الأساسيين وأصبحت مشاركته دائمة عكس ما حصل له في بداية الموسم، وفي هذا الإطار قال اللاعب السابق لنادي بروندبي الدانماركي: «لقد قضيت مواسم بداية مسيرتي في الدانمارك، قبل أن يصلني عرض للعب في أقوى بطولة في العالم، سعدت كثيرا بحصول هذه النقلة في مسيرتي، لكنني كنت مدركا تماما بأن المنافسة ستكون قوية للغاية، ومن الوارد بشدة ألا أتمكن سريعا من فرض نفسي صلب التشكيلة الأساسية، حيث أنني بحاجة إلى بعض الوقت حتى أتأقلم مع واقعي الجديد وأندمج تماما مع خصوصية البطولة الإنقليزية، لذلك كانت البدايات صعبة ومعقدة نوعا ما، وما ساهم في تعطيل بروزي هو أن الفريق لم ينجح بالشكل المطلوب في بداية الموسم وتلقى عديد الهزائم التي عقدت وضعيته وجعلته يحتل المركز الأخير، وهذا الأمر سلّط ضغوطات قوية على المدرب السابق للفريق الذي حرص في السابق على انتدابي، لكنه تأثر بالضغوطات ولم يجازف كثيرا لإحداث تغييرات عميقة صلب الفريق، قبل أن يتم تغييره في الآونة الأخيرة ويتم التعاقد مع مدرب جديد آمن كثيرا بقدراتي ومنحني الفرصة كاملة للمشاركة بانتظام وأيضا الظهور ضمن التشكيلة الأساسية، واليوم يتوجب علي أن استغل الفرصة كأفضل ما يكون من أجل إثبات جدارتي باللعب أساسيا، ورغم أن المشاركة في البطولة الإفريقية مع المنتخب الوطني يمكن أن تعطل نسبيا انطلاقتي الجديدة إلا أنني مقر العزم على إنهاء الموسم كأفضل ما يكون مع فريقي والسعي إلى المساهمة في إنقاذه من شبح النزول إلى الدرجة الثانية».
بالتوازي مع عودة السلطاني : الجبالي مرشح لاستعادة مكانه في مواجهة باجة
بعد الاكتفاء بتعادلين على التوالي خلال الجولتين الأخيرتين، وهو ما جعله يتراجع إلى المركز ا…