2024-01-03

كشفتها الأمطار الأخيرة : نقائص بالجملة والتفصيل بالمحطة الاستشفائية حمام بنت الجديدي..

كشفت الأمطار الأخيرة عن عديد الهنات والاخلالات بالمحطة الاستشفائية حمام بنت الجديدي  بولاية نابل الذي دخل مؤخرا حيز الاستغلال بعد تهيئته. وقد رافقت إعادة فتحه منذ شهر أوت 2023 موجة من الانتقادات بلغت حدّ  الحديث عن شبهة فساد مالي بداعي أن كلفة أشغال التهيئة كبيرة مقارنة بما تم انجازه .

«الصحافة اليوم» زارت المحطة الاستشفائية حمام بنت الجديدي للاطلاع على حقيقة الوضع والاستماع إلى مشاغل الزوار خاصة بعد أن اخترقت مياه الأمطار أغلب المنازل وتحولت زيارتهم السنوية إلى كابوس .

تحدثت السيدة منية (زائرة من جهة بني خيار) عن ظروف إقامتها بالمنزل الذي تكتريه سنويا خلال شهر ديسمبر من كل سنة بمبلغ مالي يفوق الألفي دينار  مشيرة الى أن المياه اكتسحت الأسقف والجدران ،حيث تسببت الأمطار الأخيرة في قطع زيارتها إلى حمام بنت الجديدي والعودة إلى منزلها حتى تتم الإصلاحات.

السيدة منية كانت تنتظر إعادة فتح حمام بنت الجديدي بفارغ الصبر بعد أشغال دامت أكثر من سنة وكانت تأمل أن تتحسن ظروف الإقامة بعد إعادة التهيئة ورغم أنها لم تنكر التحسينات التي لمستها في المنزل الذي اعتادت اكتراءه لأكثر من سبع سنوات من تجديد للأبواب وتركيب لرفوف وتحسين للحمامات وطلاء الغرف والمنازل وغيرها من التحسينات، إلا أن كميات الامطار التي هطلت مؤخرا كشفت عن عديد الاخلالات في الصيانة، حيث لم تصمد التحسينات أمام الأمطار التي اخترقت الجدران وأدت إلى تضرر العديد من العائلات   .

وعبرت محدثتنا عن امتعاضها من الحالة التي أصبح عليها المنزل بعد الأمطار وأكدت أنها اتصلت بإدارة الحمام الاستشفائي عديد المرات علها تجد حلا لمشكلتها ورغم التطمينات إلا أنه لم يتم التدخل.

أما السيدة نجوى التي تزور حمام بنت الجديدي منذ أن كانت طفلة مع جدتها ثم والدتها إلى أن أصبحت هي أيضا جدة فقد اعتبرت زيارة هذه المحطة الاستشفائية عادة توارثتها عن أجدادها ولا تستطيع التخلي عنها رغم تغير ظروف الإقامة. وتحدثت السيدة نجوى عن ارتفاع معلوم الكراء مقارنة بالخدمات المقدمة فقد أكدت أنها تستلم البيت دون أثاث وتقوم بجلب كل شيء من المنزل فقط لقضاء شهر مع العائلة والتمتع بالمياه الطبيعية الساخنة ولكن هذه المتعة أفسدها الانقطاع المتواصل للماء وفي كل مرة يوجد مبرر مختلف متسائلة ما ذنب الزوار الذين يدفعون معلوم الكراء دون تلكؤ بحثا عن المتعة بالمياه الاستشفائية فلا يجدون ما يبحثون عنه.

اتهامات بفساد مالي

و منذ أن عادت المحطة الاستشفائية حمام بنت الجديدي للاستغلال بعد غلقها لإعادة تهيئتها وإضفاء تحسينات على المنازل والحمامات العمومية كثر الحديث عن إهدار للمال العام حيث اعتبر البعض ممن انتقدوا السلط الجهوية أن التهيئة لم تتم بالشكل المنتظر وأن الأموال الطائلة التي صرفت على أشغال التحسينات لم تكن في مستوى الانتظارات.

وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا حول وضعية الحمام بعد فتحه مباشرة ، حيث قال عضو مجلس نواب الشعب عن دائرة الحمامات من ولاية نابل، ياسين مامي إن بعض الإصلاحات وأشغال التهيئة التي تمت مؤخرا بالمحطة الاستشفائية حمام بنت الجديدي ببلدية سيدي الجديدي التابعة لمعتمدية الحمامات «لا تتلاءم مع المواصفات المطلوبة ولا تستجيب لمستوى تطلعات الزوار والأهالي».وأبرز أنه لاحظ خلال زيارته الجمعة الماضي إلى المحطة الاستشفائية، الحالة «المتردية التي بدا عليها الحمام العمومي، رغم أنه لم يمر على إعادة تدشينه إلا شهران فقط بعد غلقه لمدة سنة للتهيئة والصيانة».

وقد ناهزت التكلفة الجملية لمشروع أشغال التهيئة والصيانة وفق معطيات صادرة عن الولاية 5 ملايين دينار منها 1.5 مليون دينار تمويل ذاتي و 3.5 ملايين دينار قرض من صندوق القروض ومساعدة الجماعات المحلية. وقد أعطى السيد وزير الصحة إشارة إعادة استغلال وفتح المحطة الاستشفائية بحمام بنت الجديدي للعموم وذلك بداية من غرة أوت 2023 .

ومن جانب آخر طالب ياسين مامي بـ «الشفافية»، وبحق الرأي العام في معرفة أين صرفت أموال المجموعة الوطنية، وقال انه «طالب مصالح ولاية نابل بمده بالوثائق الخاصة بمشروع تهيئة المحطة الاستشفائية بصفته نائب شعب باعتبار أن المحطة الاستشفائية تحت تصرف المجلس الجهوي، إلا انه لم يتمكن من ذلك»، وفق تأكيده.

وأشار إلى أنه تقدم بمطلب نفاذ للمعلومة ومده بمحضر موافقة لجنة الصفقات العمومية على مشروع صيانة وترميم الحمام وجدول متابعة صرف الاعتمادات المالية الخاصة بالمشروع والمعرف الجبائي والاسم القانوني للشركة أو المقاول المتعهد بأعمال صيانة وتهيئة الحمام وملف دراسة الجدوى لتغيير طريقة استغلال المحطة الاستشفائية من نظام الاستلزام إلى وكالة تصرف وملف دراسة الجدوى والمردودية والبرنامج الوظيفي الذي تم الاستناد اليه قبل الانطلاق في المشروع.

من جانبها فندت والية نابل صباح ملاك، في تصريح إعلامي الاتهامات المتداولة  بإهدار المال العام، بخصوص أشغال صيانة المحطة الاستشفائية «حمام بنت الجديدي» التي ناهزت تكلفتها خمسة ملايين دينار.وبخصوص الصور المتداولة حول وضعية الحمام، قالت الوالية إن تلك الصور المتداولة عن طلاء مهترئ فوق خزف الجدران هي صور قديمة تعود لما قبل الأشغال وللأسف تم توظيفها.واعتبرت والية نابل أن المشروع مكسب هام لولاية نابل تضاعفت قيمته بإعادة فتحه للعموم وتهيئة مائة بيت استحمام بصفة كلية من القنوات إلى الجدران.

عادة في أعماق التاريخ

في جولة «الصحافة اليوم» بين بيوت المحطة الاستشفائية حمام بنت الجديدي  ظهرت بالكاشف تداعيات الغيث النافع على الهنات الموجودة في عملية الصيانة والتهيئة من أرصفة جرفتها السيول إلى المياه التي اخترقت المنازل إلى الأعطاب التي شهدتها مسالك المياه وانقطاع الماء البارد والساخن عديد المرات.

وبالرغم من كل هذا مازال الزوار يتوافدون بأعداد كبيرة باحثين عن غرفة مشتركة في منزل أو اقتناص بيت فارغ بسبب غياب مكتريه لهذا العام راضين بكل الشروط وكل الظروف. فالنسوة الزائرات واللاتي معظمهن من المسنات يعتبرن زيارة حمام «للاّ خديجة» عادة وتقليدا توارثته الأجيال ولا مجال للاستغناء عنه مهما كانت الظروف ومنهن من تقضي كامل فصل الشتاء هناك حيث تكون فترة الإقامة في هذا الحمام فرصة للعائلات لتجتمع وسط أجواء شتوية حميمية ومرحة وربما هذا ما يبرر توافد الزوار سنويا بأعداد كبيرة من كافة معتمديات ولاية نابل وولاية سوسة وعدد من ولايات الجمهورية بحثا عن الاسترخاء والهدوء و المعالجة بالمياه الاستشفائية ونسمات هواء الجبال النقية.فقد أصبحت زيارة حمام للا خديجة جزءا من العادات التي لا تقدر جل العائلات على الاستغناء عنها رغم ما تحمله من ظروف إقامة متدنية.

وتأمل العائلات هناك بأن تتحسن ظروف الإقامة أكثر وأن تحظى هذه المحطة الاستشفائية بالعناية اللازمة حتى تصبح وجهة جديدة للسياحة الاستشفائية لا تستقبل فقط زوار الجهة وإنما تفتح أبوابها للزائرين من تونس وخارجها ولِمَ لا تصبح قطبا استشفائيا متطورا يزيد من إشعاع المكان ويدر على الجهة والدولة مداخيل أكثر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

في انتظار القطع مع كل أشكال التشغيل الهش : المــــعــــانــــاة مــــســــتـــمـــرة ..!

يمثل ملف التشغيل تركة ثقيلة للحكومة الحالية ظلت عالقة منذ سنوات ولطالما  مثل نقطة ضغط «سيا…