تألق بشكل لافت في سن الرابعة والعشرين : الخضراوي يختصر الزمن ويعوّض كل ما فاته
ربما يمكن القول إن المباراة الأخيرة بين الملعب التونسي والنادي الإفريقي قد تكون الأفضل في مسيرة حمزة الخضراوي مهاجم فريق باردو، فما قدّمه في تلك المقابلة كان رائعا للغاية ومثاليا إلى أبعد الحدود، والمستوى الذي ظهر أكد أيضا صواب خيارات الإطار الفني بقيادة حمادي الدّو، فرغم أن هذا اللاعب لم يسجل كثيرا في الفترة الماضية، بل إنه كان مهددا بخسارة مكانه صلب التشكيلة الأساسية خاصة بعد تعرضه للإقصاء ضد قوافل قفصة خلال ذهاب المرحلة الأولى من البطولة ما جعله يغيب عن ثلاث مباريات متتالية، إلا أن الدّو واصل الرهان على هذا اللاعب فبمجرد انتهاء فترة العقوبة استعاد الخضراوي مكانه صلب التشكيلة المثالية ويلعب دورا كبيرا في تحقيق الفريق نتائج رائعة خلال المباريات الخمس الأخيرة، أما ما قدّمه ضد الإفريقي فسيبقى بمثابة نقطة التحول الحقيقة في مسيرة هذا اللاعب البالغ من العمر 24 سنة، حيث بدا وكأنه اختصر الزمن وعوّض كل ما فاته بعد مواسم صعبة ومعقدة كانت خلالها مسيرته مهددة بشكل فعلي.
ابن النادي كاد يفقد طريقه
انطلقت مسيرة حمزة الخضراوي فعليا ضمن الأصناف الشابة للملعب التونسي قبل أن يتم تصعيده إلى الفريق الأول في موسم 2018ـ2019 بعد أن وقع إمضاء عقد احتراف معه سنة 2017، وقد شارك في ذلك الموسم في مباراة واحدة، وفي الموسم الموالي لم يشارك سوى في ست مقابلات فقط، لتستمر بعد ذلك معاناته من أجل إثبات جدارته باللعب بشكل دائم ضمن التشكيلة الأساسية، لكنه فشل في ذلك وهو ما جعله يفكر في خوض تجربة جديدة قادته إلى الاتحاد المنستيري الذي تعاقد معه منتصف موسم 2020ـ2021 لمدة موسم واحد، لكن هذه التجربة لم تكن موفقة بالمرة، حيث أخفق اللاعب في البرهنة على قدرته على المنافسة على اللعب أساسيا، وكان في أغلب الأحيان بعيدا تماما عن الحسابات، كما أن تعرضه للإصابة ساهم أيضا في عدم بروزه مع الاتحاد رغم أن هذا الفريق غالبا ما ينجح في إبرام صفقات جيدة، لتنتهي هذه التجربة القصيرة دون أي أثر، ويعود تبعا لذلك الخضراوي إلى أسوار مركب باردو، وكان الهدف الأول هو إقناع القائمين على الملعب التونسي بأنه مؤهل للتألق والبروز وتقديم الإضافة المرجوة.
رحلة صعبة
لم يكن تحقيق هذه الغاية سهلا بالمرة، فهذا اللاعب كانت خطواته الأولى مع الفريق متعثرة كما أن تجربته مع الاتحاد المنستيري لم تكن ناجحة بالمرة، وبالتالي كان الاعتقاد السائد في بادئ الأمر هو أن الخضراوي سيكون ضمن قائمة اللاعبين المعروضين للبيع، لكن هذا اللاعب كذّب كل التوقعات والتكهنات واستطاع أن يقنع الفنيين في الفريق بأن لديه كل المؤهلات والقدرات التي تسمح له بالتألق والبروز، وخلال الموسم الماضي كان ضمن حسابات المدرب اسكندر القصري الذي منحه الفرصة من أجل اللعب أساسيا مع الفريق، ورغم رحيل هذا المدرب إلا أن الخضراوي استطاع سريعا أن يكسب ثقة المدرب حمادي الدّو الذي رأى فيه كل المواصفات اللازمة التي تجعله قادرا على اللعب باستمرار ضمن التشكيلة الأساسية وتكوين ثلاثي ناجح في الخط الأمامي بمعية بلال الماجري وهيثم الجويني.
وما قدّمه هذا اللاعب خلال النصف الثاني من منافسات الموسم الماضي جعله يصبح من أهم ركائز الفريق، ليثبت أنه اكتسب الخبرة اللازمة ونجح في تطوير قدراته بشكل جعله خلال هذا الموسم أحد أهم مصادر قوة الخط الأمامي في الفريق، ورغم أن الأضواء كانت مسلطة أساسا على الثنائي الماجري والجويني بحكم نجاحهما في تسجيل العدد الأكبر من أهداف الفريق إلا أن الخضراوي لعب دورا مؤثرا وهاما للغاية مع الفريق وكان بمثابة «الرجل الخفي» الذي ساهم بشكل مباشر في إنجاح المنظومة في الملعب التونسي.
وما قدّمه الخضراوي إلى حد الآن جعل العديد يطالبون بتوجيه اهتمام الإطار الفني للمنتخب الوطني لهذا اللاعب، الذي يستحق من وجهة نظرهم دعوة «مستحقة» للمنتخب، وهو مطلب دافع عنه بقوة جمال الدين ليمام المدير الرياضي للملعب التونسي حيث نوّه كثيرا بقدرات حمزة الخضراوي مؤكدا أنه يستحق دعوة للمنتخب الوطني بما أن قدراته ومهاراته وموهبته تخوّل له تقديم الإضافة المرجوة ومساعدة «نسور قرطاج» في المواعيد القادمة.
لم يتخلف عن كل مباريات المنتخب في تصفيات كأس إفريقيا : مرياح ضحيـة التغييرات.. أم أن تراجع مستواه أثّر على الأداء العام؟
لم تكن سهرة أمس الأول مثالية بالنسبة إلى المنتخب الوطني، حيث تكررّت النتائج السلبية ضد منت…