2023-12-31

العلمي وتحديات 2024 : اختيار المدرب الجديد ورفع منع الانتداب

يدخل النادي الإفريقي عام 2024 وهو يطارد حلم العودة إلى التتويج مجددا بعد أن كان قريبا من ذلك في أكثر من مناسبة منذ أن توج بكأس تونس في صيف 2018 على حساب النجم الساحلي، فالإفريقي الذي يملك هذا الموسم رصيدا بشريا محترما للغاية يمكنه أن ينهي تعطش الجماهير إلى حصد اللقب عبر التألق في المرحلة الثانية من البطولة، ولكن الوضع لن يكون سهلا بالمرة في ظل الصعوبات التي تنتظر الفريق على جميع المستويات، ذلك أن عودة الإفريقي إلى مداره الطبيعي مرتبطة بعودته إلى حصد الألقاب والتتويجات وهو قدره بعد أن أضاع عديد الفرص في المواسم السابقة.

وسيكون رئيس النادي، يوسف العلمي، في مواجهة عديد الملفات الحارقة التي تجعله مطالبا بحسم الموقف سريعاً عبر تسوية بعض المسائل العالقة في فرع كرة القدم، الذي يعتبر الواجهة الأساسية بالنسبة إلى الفريق في المرحلة القادمة ومن الضروري البحث عن حلول لبعض الملفات ولهذا فإن العلمي سيكون في وضع لا يُحسد عليه حتى يعود الفريق في النصف الثاني من الموسم أكثر قوة. فالإفريقي ورغم الهزات الأخيرة مازال قادرا على الذهاب بعيدا في كل المسابقات والاختصاصات والفروع، وبالتالي فإن أول 5 أشهر في عام 2024 ستحمل عديد التحديات بالنسبة إلى رئيس الهيئة باعتبار أنه يتحمل ثقل المهمة وهو الذي يوجد في واجهة الأحداث.

يعمل العلمي منذ أيام على إيجاد مدرب يقود الفريق في المرحلة القادمة وذلك لتعويض المدرب سعيد السايبي الذي تمّت إقالته من تدريب الفريق منذ قرابة الأسبوع، فالعلمي لم يكن يخطط لرحيل مدربه في الوقت الحالي وبالتالي وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه بالمرة طالما أنه بات الان مجبراً على حل الإشكال قبل عودة التدريبات بعد الراحة التي سيركن لها الفريق مثل كل الأندية الأخرى خلال الأسابيع القادمة.

وهناك عديد المسائل التي تطرح نفسها بقوة على العلمي بما أن الاتفاق مع مدرب جديد لن يكون سهلا باعتبار أن كل الأسماء التي تم اقتراحها مرتبطة بعقود أو تجد معارضة قوية من الجماهير والأطراف الفاعلة في الفريق، وهو ما يترك العلمي أمام هامش اختيار محدود للغاية ولن يكون من السهل عليه إيجاد المدرب القادر على قيادة سفينة الفريق في المرحلة القادمة.

كما أن التعاقد مع مدرب أجنبي ليس أمرا سهلا بالنظر إلى الوضع المالي وعدم توفر خيارات كثيرة تتماشى مع وضع النادي ماليا وأهدافه في المرحلة القادمة فهناك عديد الأسماء التي تم اقتراحها ولكن العلمي مازال مترددا وهو أمر منطقي وطبيعي في ظل الوضع المالي وكذلك المخاطر التي ترافق التعاقد مع أي مدرب جديد في الوقت الحالي، لا يملك فكرة عن وضع النادي وبعض التجارب السابقة ستفرض على العلمي أن يتريث كثيرا قبل أن يُعلن عن قراره النهائي.

استوفى الإفريقي حصته من الصفقات خلال الميركاتو الصيفي، ولكن الفريق مازال راغبا في دعم صفوفه وخاصة محور الدفاع، والوضع الان يتطلب رفع عقوبة منع الانتداب المسلطة على النادي فالإفريقي حتى يمكنه القيام بصفقات جديدة في حال نجح في تسوية بعض الملفات ذلك أن المبالغ المالية التي يجب على النادي دفعها مقابل رفع العقوبة لا تبدو مهمة ولكن العلمي قد يختار توجيه موارد النادي المالية في ملفات أكثر أهمية وصعوبة بدل التفكير في القيام بصفقات قد لا تقدم الإضافة إلى الفريق وبالتالي فإن هذا الملف سيبقى معلقا رغم أنه سيكون من الأفضل تسوية النزاعات في هذا الظرف حتى يتفادى الفريق المفاجآت غير السارة مستقبلا وينجح في الإفلات من عقوبات الاتحاد الدولي الذي يستهدف الفريق بلا شك.

يتردد أن عدداً من نجوم الفريق وصلتهم عروض في الفترة الماضية من أندية عربية وخاصة النجم النيجيري كنسغلاي إيدوه، الذي يتردد أن عديد الأندية ترغب في التعاقد معه ومنها الزمالك المصري، وفي انتظار العروض الرسمية فإن التخلي عن هداف الفريق ليس أمرا سهلا خاصة وأنه سيكون من الصعب إيجاد خيار بديل في الفترة القريبة القادمة، كما أن رحيل النيجري قد يسبب ارتباكا في الاتفاق مع المدرب القادم ولهذا فإن الملف صعب، لا سيما وأن توفيق الشريفي قد يرحل عن النادي وسط وجود أخبار عن اهتمام فرق بخدماته، وهي معطيات تجعل العلمي مطالبا بحسم موقفه، عبر قبول العروض أو رفضها وكذلك إيجاد الخيارات البديلة التي تضمن استقرار الفريق وعدم تعرضه إلى الهزات. ومن الطبيعي أن يثار ملف تجديد العقود مثل كل موسم وهو أمر لا يهم الإفريقي فقط بل يشمل كل الأندية على حدّ سواء والعلمي نجح في المواسم الماضية في انتزاع موافقة النجوم على الاستمرار مع النادي وهو قادر على ذلك في هذه الفترة حتى يضمن الاستقرار داخل المجموعة.

يمكن لموسم النادي الإفريقي أن يكون تاريخيا بجميع المواصفات، ذلك أن الفريق قادر على حصد الألقاب والتتويجات في مختلف المسابقات والفروع الأخرى، وهو أمر مرتبط بالدعم الذي سيجده فرعا كرة اليد والسلة من قبل الهيئة المديرة التي يمكنها أن توجه جانبا من الموارد المالية لدعم فريق السلة الذي يجد منافسة قوية من قبل الاتحاد المنستيري، بعد أن كان قريبا في الموسم الماضي من إنهاء هيمنة أبناء الرباط على البطولة، وكذلك فرع كرة اليد الذي كان الوحيد الذي أوقف الترجي وحرمه من التتويج في الموسم قبل الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

سانتوس يحسم الجدل : دحمان سيكون حارس الصفاقسي الأول

لن يكون هناك تنافس حقيقي بين أيمن دحمان وصبري بن حسين على حراسة مرمى النادي الصفاقسي خلال …