تقا يعود إلى ملعب بن جنات : رحل مظلوما وعاد نجما دوليا
يعيش متوسط الميدان أفضل الفترات في مسيرته حيث فرض نفسه في التشكيلة الأساسية لفريق باب سويقة لينال دعوة لتعزيز صفوف المنتخب الوطني في كأس افريقيا الكوت ديفوار 2024، ولم يكن وجود تقا ضمن القائمة النهائية لنسور قرطاج مفاجئا باعتبار أنه برز بشكل لافت في تجربته الجديدة وقدّم أوراق اعتماده سريعا رغم أن النجاح ليس مضمونا مع فريق لا يعيش سوى على الانتصارات التي تولّد ضغطا كبيرا على اللاعبين ما يحول دون ظهور بعضهم بامكاناته الحقيقية.
ويحمل لقاء اليوم بين الترجي والاتحاد المنستيري طعما خاصا بالنسبة الى حسام تقا الذي سيجدّد العهد مع ملعب بن جنات من زاوية مغايرة حيث سيكون في ثوب المنافس وليس صاحب الضيافة مثلما تعوّد منذ صعوده مع فريق عاصمة الرباط إذ كان من أبرز لاعبيه في السنوات الاخيرة ولعب دورا هاما في النقلة النوعية التي عرفها وقادته الى تحقيق لقبين فضلا عن المراهنة على البطولة ليكسب الخبرة المطلوبة التي أهلته للتأقلم سريعا مع أجواء فريق باب سويقة.
وقبل اشهر قليلة، لم يكن الصعود الصاروخي في أسهم حسام تقا متوقعا ذلك أن مستواه الطيب مع الاتحاد المنستيري لم يفتح أمامه سابقا أبواب المنتخب الوطني قبل أن يغيّر انتقاله إلى الترجي الأمور رأسا على عقب لتكون الدعوة الفارطة في تصفيات كأس العالم والتي لم يشارك فيها بمثابة التمهيد لوجوده ضمن قائمة نهائيات كأس افريقيا والتي ستجعل متوسط الميدان الذي لم يتجاوز 23 سنة ينتقل إلى واقع جديد.
من الباب الصغير
غادر حسام تقا فريقه الأم من الباب الصغير حيث دخل في اشكال مع الهيئة السابقة بقيادة أحمد البلي التي أبعدته عن المباراة الاخيرة من «البلاي أوف» لتخسر جهود عنصر مهم في منظومة وسط الميدان ما حال دون التأهل الى مسابقة قارية بعد العثرة ضد النادي الصفاقسي، ولعب الاتفاق مع الترجي دورا في آبعاد تقا من الحسابات ليكون مغضوبا عليه من الجماهير التي لن تنادي كالعادة بإسمه لتكون العودة الى ملعب بن جنات صعبة للاعب الدولي الذي اكتسب النضج المطلوب الذي سيمكّنه من التعامل مع الضغط في مباراة رهانها صدارة المجموعة الثانية ودخول المرحلة الحاسمة بأربع نقاط حوافز.
وكان تقا حلقة جديدة من انتقالات لاعبي الاتحاد المنستيري الى الترجي غير أن النجاح اقتصر على بعض اللاعبين على غرار جوهر المناري الذي يرنو حسام تقا للنسج على منواله من خلال التتويج بالألقاب وفتح آفاق جديدة في مسيرته بطرق أبواب البطولات الأوروبية خاصة وأنه يملك جميع القدرات للنجاح والتألق كما أن وجوده مع المنتخب الوطني سيزيد من رفع حالته المعنوية.
حلقة رئيسية
بات حسام تقا «القطعة» الرئيسية في وسط ميدان الترجي حيث كان حاضرا في أغلب المباريات شأنه شأن المدافع ياسين مرياح ما يؤكد وزنه داخل المجموعة وكذلك انتظام مردوده، فرغم التحويرات المستمرة التي أفقدت وسط ميدان الترجي توازنه المعهود وحالت دون فرض أسلوبه المعتاد فإن تقا حافظ على مكانه الاساسي سواء مع المدرب معين الشعباني أو خلفه طارق ثابت الذي يؤمن كثيرا بقدرات ابن عاصمة الرباط في عملية الربط، ورغم التراجع النسبي في أدائه خلال المباريات الأخيرة فإن وقت استفاد من بدايته القوية وأدائه المثالي في الدوري الافريقي.
وقد تمكّن عودة غيلان الشعلالي الى الواجهة حسام تقا من تفجير امكاناته بما أنه سيتمتع بحرية أكبر على مستوى التدرج بالكرة حيث ستتيح للاطار الفني توظيف كل لاعب في مركزه الأصلي وهو ما سيعود بالنفع على المجموعة التي مازالت تبحث عن ثوابتها وآلياتها الجماهية ولعل موعد اليوم سيكون أفضل اختبار لمعرفة مدى قدرتها على كسب التحديات خصوصا بعد الصعوبات التي عاشتها في رابطة الأبطال.
وستكون الأنظار متجهة اليوم بشكل رئيسي الى حسام تقا الذي تغيّرت وضعيته في ظرف قصير من لاعب محلي واعد الى عنصر في المنتخب الوطني لتزيد حجم الآمال المعلّقة عليه للمساهمة لخروج الترجي سالما من امتحان حقيقي ضد منافس أقلقه كثيرا في السنوات الأخيرة ويعيش بدوره فترة زاهية، كما سيعمل حسام تقا على تأكيد أن مكانه لا يعوّض في فريق عاصمة الرباط الذي يعيش فترة زاهية رغم خسارته عديد الركائز في نهاية الموسم الفارط.
مواصلة كسب النقاط
عزّز الترجي صفوفه بلاعبين مهمين صنعا ربيع الاتحاد المنستيري وهما يوسف أومارو وحسام تقا غير أن اضافتهما كانت متفاوتة إذ خسر اللاعب النيجري مكانه تدريجيا قبل أن يتعرض لاصابة أبعدته طويلا عن المنافسات لكنه قد يكون حاضرا اليوم رفقة حسام تقا الذي أصبح عنصرا لا غنى عنه في تشكيلة الترجي الباحث عن اضافة أكبر من منتدبيه وخاصة على المستوى الجماعي باعتبار أن الفرديات طغت على الأداء منذ انطلاق الموسم.
وعلاوة على السعي الى مواصلة النتائج الايجابية في البطولة مع الترجي، سيعمل حسام تقا على تأكيد أنه يستحق الدعوة الى المنتخب الوطني من خلال تقديم أداء متميز وكسب نقاط إضافية قد تدخله في دائرة الحسابات في كأس افريقيا رغم أن ترتيب الخيارات واضح لكن عامل الجاهزية قد يعيد توزيع الادوار مع دعوة سبعة متوسطي ميدان قد تكون حظوظهم أوفر من بقية اللاعبين في الظهور وبالتالي تبدو الفرثة مواتية أمام تقا للاعلان عن نفسه كأحد المعوضين المناسبين في «الكان».
مستواه فارق في الهجوم: غابـت نجـاعة البلايلي.. فتوقفت الانتصارات
تزامن تراجع نتائج الترجي في الجولتين الفارطتين من البطولة واللتين سبقهما فوز صعب على مستقب…