2023-12-27

لحسن استثمار الأمطار الأخيرة: الفلاحون يطالبون بتوفير الأسمدة والحبوب

مثلت الأمطار الاخيرة بوادرا ايجابية لموسم فلاحي واعد يعوض المؤشرات السلبية التي سجلها القطاع الفلاحي سنة 2023 لذلك فإن الانطلاق في تنفيذ إصلاحات على القطاع تكون لها نتائج ملموسة على المواسم القادمة وتلافي النقائص الحالية أصبحت ضرورية جدا حتى لا تتكرر الصعوبات التي عاشها التونسيون طيلة هذا العام وخاصة في ما يتعلق بالانتاج الوطني الفلاحي سواء في علاقة بالنقص الفادح للانتاج مثل الحبوب والالبان أو بالارتفاع المشط لأسعار عديد المواد الفلاحية.

فبحسب المؤشرات المسجلة خلال هذا العام يبدو واضحا أن القطاع الفلاحي ما يزال غارقا في إشكالياته الهيكلية والصعوبات المتنوعة التي تحول دون تطوير مختلف حلقاته وخاصة حلقة الإنتاج  وهذا ما ضاعف بدوره من حجم  تبعية البلاد إلى الاستيراد خاصة في مستوى تامين احتياحاتها من الحبوب التي ستبلغ أوجها لتصبح تبعية شبه تامة بعد التراجع الحاد الذي سجله موسم الحبوب لهذا العام.وقد سجل نمو القطاع في الثلاثي الثالث من العام الحالي تراجعا بأكثر من 16%- وهو ما كان له تأثير سلبي على نسبة النمو الاقتصادي .

ولكن حتى إن كان ذلك بسبب التغيرات المناخية ونقص الأمطار ولعديد الظروف والعوامل غير الملائمة فإن ذلك لا يمكن أن يحجب في الوقت نفسه جملة النقائص التى يعاني منها القطاع الفلاحي وعديد الاشكاليات الهيكلية التي أعاقت تطوره وتقدّمه وأضرت بالأمن الغذائي للتونسيين. ويدعو خبراء الإقتصاد الى ايلاء القطاع الأولوية القصوى في قادم الفترات نظرا لأهميته في تعزيز الأمن الغذائي والأمن القومي عامة، وباعتبار مساهمته الكبيرة في النمو الإقتصادي وذلك من خلال وضع رؤية واضحة وسياسات تشاركية تجمع بين مختلف الأطراف الفلاحية في كل ما يتعلق بانقاذ المنظومات الفلاحية لا بهدف انقاذ الموسم القادم فحسب وانما بهدف النهوض بالقطاع الفلاحي عامة وتطوير الانتاج وتعصيره ومساعدته على الصمود  واعداده للتأقلم مع التغيرات المناخية.

كما يرى آخرون ان نسبة النمو السلبية التي سجلها القطاع هي نسبة ملفتة للانتباه تتطلب بالفعل  مزيدا من الاهتمام بالقطاع وبالناشطين فيه وخاصة صغار المنتجين والفلاحين وتستدعي مزيد الاصغاء إلى مقارباتهم والى مشاغلهم في اتجاه تفعيل إصلاحات عاجلة تضمن تطوير آداءه وتوسيع المساحات المزروعة وتوفير مدخلات الإنتاج وجميع مستلزمات الموسم للفلاحين. وهو ما جاء في الإجتماع الاخير للمكتب التنفيذي الموسع للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري بإشراف رئيس الاتحاد نور الدين بن عياد حيث أبدى الحاضرون استبشارهم بالأمطار الأخيرة وتاكيدهم على ضرورة تثمينها بما يضمن الامن الغذائي التونسي، لكنهم عبروا أيضا عن استياءهم من عدم جاهزية الإدارة لانطلاق المواسم الفلاحية بما قد يعرقل تقدمها.كما استنكر أعضاء الاتحاد الارتفاع المفاجئ والجنوني لاسعار المشاتل الزراعية وفي مقدمتها الزياتين واكدوا تسجيل عدم توفر الأسمدة الكيميائية منذ بداية فترة البذر للحبوب وتحميلهم المجمع الكيميائي مسؤولية ذلك داعين السلط المعنيةالى متابعة المسألة لضمان عدم تكرار ذلك مجددا خلال مراحل نمو الانتاج لاحقا.

و إلى جانب ذلك هناك عديد المطالب الأخرى التي دعت الحكومة الى الإسراع في توفير الكميات المستوجبة من أسمدة وبذور حتى يتمكن الفلاحون من الشروع في عمليات الحرث والاستعداد لموسم البذور في أحسن الظروف ودون تأخير.وهو ما من شأنه أن ينقذ المواسم الفلاحية ويتلافى النقص الفادح المسجل العام الحالي لعديد المنتجات الفلاحية التونسية الحيوية ويحعلها متوفرة في السوق المحليةباسعار مقبولة وفي مأمن من الغلاء أو الإحتكار والمضاربة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مشروع قانون المالية لسنة 2025 : تحقيق‭ ‬الانتعاش‭ ‬الاقتصادي‭ ‬ممكن‭ ‬شرط‭ ‬تسريع‭ ‬الإصلاحات

تأمل‭ ‬عديد‭ ‬القطاعات‭ ‬الإقتصادية‭ ‬ومختلف‭ ‬الفاعلين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭…