2023-12-26

المجتمع المدني يرصد سير الانتخابات المحلية : انتخابات لا تخلو من الإخلالات والمخالفات وإقبال ضعيف على التصويت…

مثّلت العملية الانتخابية لانتخابات المجالس المحلية التي انتظمت في دورها الأول يوم الأحد الفارط محل اهتمام المنظمات والجمعيات المهتمة بالشأن الانتخابي. حيث تمت متابعة كافة مراحل عملية التصويت بداية من فتح أبواب مراكز الاقتراع وصولا إلى إغلاقها وما تبع هذه العملية وصولا إلى عملية الفرز.

وانتهجت مختلف الجمعيات التي تابعت انتخابات المجالس المحلية رصد ومراقبة فعالياتها عن طريق من اعتمدتهم من مئات الملاحظين الميدانيين الذين انتشروا في مختلف الدوائر الانتخابية بعد تكوينهم منذ مدة في ما يخص آليات مراقبة العملية الانتخابية وتدوين ملاحظاتهم.

وحسب ما أصدرته مختلف الجمعيات التي راقبت الانتخابات من تقارير أولية حول  العملية الانتخابية، فان هناك إجماعا على ضعف عدد الناخبين وبطء الإقبال على عملية التصويت، وذلك خاصة في الفترة الصباحية. هذا بالإضافة إلى تسجيل عدد من الاخلالات، والتي تتمثل خاصة في خرق الصمت الانتخابي ومحاولة التأثير على الناخبين.

وفي هذا الإطار بين مركز شاهد انه تابع الانتخابات المحلية عن طريق 547 ملاحظ موزعين بين 44 منسقا جهويا و503 ملاحظين ميدانيين منتشرين في مختلف الدوائر الانتخابية. وأوضح انه إلى حدود الساعة السادسة مساء، وهو التوقيت المحدد لإغلاق مراكز الاقتراع وباعتماد طريقة العينات حسب انتشار ملاحظيه فان نسبة المشاركة بلغت 12 بالمائة، وذلك بهامش خطإ ضئيل جدا يناهز0.1 بالمائة.

وقد أبرز المرصد أن بداية عملية الاقتراع في مختلف الدوائر الانتخابية تمت في ظروف عادية وسلسة مع تسجيل تأخير طفيف في افتتاح بعض المراكز وتسجيل ضعف واضح في تكوين بعض من أعوان الهيئة وعدم تواصلهم مع ملاحظي المجتمع المدني. ولاحظ مراقبو شاهد انه خلافا للفترة الصباحية فقد ارتفع إقبال المقترعين على مراكز الاقتراع نسبيا بداية من منتصف النهار.

ومن ضمن ما تم تسجيله من ملاحظات وجود عملية توجيه لإرادة الناخبين وذلك في عديد مراكز الاقتراع وعملية استجلاب المترشحين وممثليهم وأقاربهم للناخبين في سياراتهم الخاصة ورصد توزيع أموال على الناخبين بعدد من مراكز الاقتراع. أما بالنسبة إلى عملية القرعة الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة فتمت في كافة الجهات بطريقة سلسة وبحضور مختلف الأطراف من ممثلي الهيئات الفرعية والمترشحين وصحفيين وملاحظين مع تسجيل غياب عديد المترشحين على غرار دائرة بن عروس.

من جهتها خصصت شبكة مراقبون 930 ملاحظ بين ملاحظين قارين وآخرين متنقلين ومنسقين، تم توزيعهم على 27 هيئة فرعية لتغطية قرابة 500 مكتب اقتراع بكامل تراب الجمهورية. ومن ضمن ما سجله ملاحظو هذه الشبكة هو التأخير في فتح بعض مكاتب الاقتراع وضعف نسب المشاركة التي لم تتجاوز إلى حدود العاشرة صباحا 1.9 بالمائة. اما نسبة المشاركة في التصويت في الدور الأول من انتخابات المجالس المحلية والى حدود غلق مكاتب الاقتراع فإنها تقدّر بـ11.2 بالمائة. وسجلت الشبكة غياب ممثلين عن المترشحين في 65 بالمائة من مكاتب الاقتراع، لتؤكد في هذا الإطار على أن النسب التي سجلتها هامش الخطإ فيها لا يتجاوز 0.1 بالمائة.

أما بالنسبة إلى الجمعية التونسية من اجل نزاهة وديمقراطية الانتخابات «عتيد» فقد اعتمدت في مراقبة الانتخابات المحلية على ما يقارب 280 ملاحظ، وزعتهم على 24 هيئة فرعية و204 دائرة انتخابية. وتوصل هؤلاء إلى تسجيل بطء عملية الاقتراع في معظم الدوائر الانتخابية. ومن بين ما سجله ملاحظو الجمعية هو خرق الصمت الانتخابي ومحاولات التأثير على الناخبين من قبل ممثلي المترشحين. هذا بالإضافة إلى بعض الاخلالات اللوجستية التي تسببت في إرباك أعضاء بعض مراكز الاقتراع، واخلالات إجرائية تسببت في حرمان بعض الناخبين من الإدلاء بأصواتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

في‭ ‬إطار‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬الدولة‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وحفاظا‭ ‬على‭ ‬التوازنات‭ ‬الاجتماعية: انطلاق‭ ‬تنفيذ‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لفائدة‭ ‬الفئات‭ ‬الهشة

صدر‭ ‬يومي‭ ‬9‭ ‬و10‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬جويلية‭ ‬الجاري‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬الأمر‭ ‬المتعلق‭ ‬بضبط…