القائمة الموسعة للمنتخب : الـقـادري دون مـجازفات تـُذكر
أقل من شهر تقريبا يفصلنا عن موعد أول مواجهة للمنتخب التونسي في «كان الكوت ديفوار» ولئن اعتادت الجماهير التونسية اثارة الجدل بخصوص القائمة النهائية التي ستخوض غمار الحدث القاري فإنه على غير العادة بدأت حملات التشكيك والانتقادات هذه المرة بخصوص القائمة الموسعة التي ضمت 55 لاعبا قبل انطلاق المرحلة الختامية من التحضيرات التي سيضبط خلالها الناخب الوطني جلال القادري قائمة بـ27 لاعبا ستشد الرحال إلى الأراضي الإيفوارية. ويبدو أن القادري قد وجد نفسه في موقف محرج مبكرا هذه المرة بما أن أسهم التشكيك قد وجهت إليه باكرا على غير العادة رغم أن الاتفاق حاصل بخصوص كونها قائمة موسعة سيقع غربلتها في الأخير ومغادرة 18 لاعبا بالتمام والكمال وبالتالي فإن كل الجماهير قد انطلقت في الدفاع عن عناصر بعينها كي تسلط الضغط على الاطار الفني من أجل المحافظة عليها وهي عادة دأبت عليها جميع الأطراف في السنوات الأخيرة.
وخلال هذا التقرير ترصد «الصحافة اليوم» 5 ملاحظات كبرى في هذه القائمة سواء من الناحية الإيجابية وكذلك السلبية.
محافظة على الثوابت : لا استغناء عن «الكوادر»
يمكن القول أن أهم ما يميّز المدرب جلال القادري هو الوضوح في التوجهات خصوصا على مستوى بعض العناصر التي حافظت على مقعدها ولم تغادر حضيرة المنتخب إلا نادرا منذ تسلمه المقاليد الفنية للمنتخب التونسي، وهنا الحديث تقريبا عن قائمة بـ11 لاعبا تضم ثالوث حراسة المرمى بالإضافة إلى الطالبي ومرياح والعيدوني والسخيري والمساكني والعابدي ومعلول وكذلك محمد علي بن رمضان الذي غاب فقط لأسباب صحية. والمؤكد أن القادري يسعى إلى المحافظة على العمود الفقري للمنتخب والتوازن في جميع الخطوط وهي خطوة إيجابية في خلق التناغم بين مختلف العناصر خصوصا وأن أغلب هذه الأسماء من العناصر الأساسية في المنتخب ولا يمكن الاستغناء عنها سواء من الجانب الفني وكذلك على مستوى تأطير المجموعة وبقية رفاقها في المنتخب.
سيطرة البطولة التونسية: إقتناع أم ذرّ الرماد على الأعين
من النقاط الإيجابية الأخرى في هذه القائمة التونسية هو سيطرة البطولة التونسية على التمثيلية بالأرقام بما أن البطولة المحلية حاضرة بـ19 لاعبا بمن فيهم رباعي حراسة المرمى حسن وبن سعيد والجمل ومميش. وهنا يمكن طرح السؤال حول مدى اقتناع الإطار الفني للمنتخب بحضور هذا العدد الكبير من العناصر من البطولة المحلية رغم تصريحاته السابقة التي تذهب إلى الاقتناع بضعف البطولة المحلية وعدم قدرتها على مساعدة المنتخب فضلا عن التوجهات الكبرى داخل كتيبة النسور بالتعويل على العناصر الناشطة بالأساس في البطولات الخارجية والأوروبية منها بالأساس.
عودة المغضوب عنهم : ثالوث يجدد العهد
عرف التربص الأخير للمنتخب التونسي غياب الثالوث حنبعل المجبري وأنيس بن سليمان ويان فاليري فيما سجلت القائمة الموسعة حضورهم هذه المرة ليتأكد «العفو» على أرض الواقع بعد حادثة مواجهتي اليابان وكوريا الوديتين وخروج اللاعبين من مقر الاقامة ليلا دون استئذان، حيث تعكس هذه الدعوة حاجة الناخب الوطني إلى خدمات وجاهزية جميع العناصر وبالأخص الثنائي المجبري وبن سليمان الذي يملك مكانة خاصة ووزنا في وسط ميدان النسور فيما يبقى فاليري من العناصر التي يمكن الاستغناء عنها على مستوى الجهة اليمنى في ظل حضور كشريدة ودراغر وكذلك غيث الزعلوني.
مفارقات بالجملة : دعوات مفاجئة وغيابات محيّرة
بالنظر بدقة في قائمة الـ55 لاعبا الذين وقع دعوتهم ضمن التربص القادم للمنتخب التونسي تجد بعض الأطراف مبررا للانتقادات الكبرى التي وجهت إلى الناخب الوطني جلال القادري خلال الساعات القليلة الماضية وبالتحديد من الاعلان عن قائمة المنتخب الموسعة التي عرفت عديد المفارقات والتناقضات. فعلى سبيل الذكر لا الحصر طرح غياب اسم بلال العيفة أكثر من نقطة استفهام فهذا اللاعب كان من أبرز العناصر خلال «الكان» الأخيرة وقدّم مباريات من أعلى طراز قبلها في كأس العرب على الأراضي القطرية فضلا عن حضوره في القائمة المونديالية زد على ذلك مشاركته باستمرار مع ناديه الكويتي وتتويجه باللقب الموسم الماضي ما يجعل غيابه محيّرا رغم حاجة المنتخب إلى عناصر جاهزة على مستوى خط الدفاع. وما يزيد القائمة غرابة هو دعوة 6 حراس بالتمام والكمال من بينهم إدريس العرفاوي حارس منتخب الشباب وكذلك علي الجمل حارس النجم الساحلي الذي عاد للتوّ من الإصابة ليجد نفسه مباشرة في صلب الموضوع وضمن القائمة الموسعة للمنتخب التونسي استعدادا للـ»الكان». وهنا كان على الناخب الوطني جلال القادري التعامل بذكاء مع الدعوات حتى لا يسقط في فخ المجاملات والحسابات الضيّقة على مستوى التمثيليات لأندية الرابطة الأولى ما جعله في الأخير عرضة للانتقادات والتشكيك قبل شهر أو أقل على أول مواجهة للنسور. ولا يمكن الاقتناع بتواجد يوسف العبدلي مهاجم النجم الساحلي الذي يملك أرقاما تهديفية هزيلة للغاية ومردوده مع النجم لا يرتق إلى مستوى الإنتظارات فيما تبدو دعوة متوسط ميدان الاتحاد المنستيري فيصل المناعي مهمة للغاية لو كان مصدرها الاقتناع بإمكاناته الفنية خصوصا وأن هذا اللاعب هو أفضل ممرر في البطولة إلى حد الآن.
مهمة صعبة : الانتقادات سارية المفعول
لن يكون وضع المدرب القادري مريحا في الفترة القليلة القادمة بما أن جميع التوقعات والمؤشرات توحي كون الانتقادات ستكون سارية المفعول حتى الاعلان عن القائمة النهائية للمنتخب التي ستسافر إلى الكوت ديفوار لخوض غمار «الكان». وسيكون الضغط أكبر مع انطلاق التربص التحضيري بما أن الجماهير التونسية بمختلف ألوانها ستحاول كعادتها التأثير والضغط بكل الوسائل للدفاع عن لاعبي أنديتها ومحاولة فرضها خلال القائمة النهائية وهي ممارسات أصبحت عادة سلبية في الفترة الماضية. والمؤكد أن القادري في موقف لا يحسد عليه بما أن هذه الظروف لا تساعد على العمل في استقرار وهدوء يحتاجهما المنتخب من أجل بلوغ الأهداف المنشودة على أمل الظهور بمستويات مميزة في «الكان» لإخماد نار الانتقادات واسكات المشككين والمتحاملين.
عودة الترجي إلى الانتصارات وأول هزيمة للساقية : الإفريقي يواصل «ثورته» وينفرد بالوصافة
عرفت الجولة العاشرة من المرحلة الأولى لبطولة النخبة لكرة اليد تشويقا كبيرا في على مستوى ال…