مبي ينسي جماهير النجم إنجازات كوم
خرج الكاميروني جاك مبي من جديد بطلا في فريقه ومنقذا للنجم الساحلي للمرة الثانية على التوالي، فهذا اللاعب ثبّت أركان الفريق وجعله يحقق فوزا غاليا وثمينا للغاية في منافسات البطولة وفي ملعب رادس بالذات، حيث كان هدفه الوحيد في المباراة المؤجلة ضد النادي الإفريقي كافيا لمنح النجم النقاط الثلاث وبالتالي استعادة صدارة المجموعة والتقدم بخطوات ثابتة وحثيثة نحو مرحلة االبلاي أوفب، علما وأنه نجح في المقابلة السابقة التي أقيمت لحساب دور مجموعات رابطة الأبطال من تسجيل هدف متأخر أنعش به آمال فريقه في المنافسة على إحدى بطاقات التأهل إلى الدور ربع النهائي من هذه المسابقة القارية.
لاعب كألف
لم تكن بداية موسم متوسط الميدان الكاميروني جيدة بالشكل المطلوب مع النجم، حيث أنه اضطر في بعض المباريات إلى البقاء خارج الحسابات، ولئن تحدث البعض إلى أن بقاءه بعيدا عن التشكيلة الأساسية كان لأسباب فنية بحتة، إلا أن البعض الآخر تحدث عن وجود رغبة قوية من قبل هذا اللاعب لخوض تجربة مختلفة بعيدا عن تونس، لكن في الآونة الأخيرة وتحديدا منذ مواجهة الترجي الرياضي في الجولة الأولى من دور المجموعات استعاد هذا اللاعب مكانه الأساسي مستغلا في ذلك غياب زمليه سومايلا سيديبي، وفي تلك المقابلة ظهر مبي بأداء مميز وجيد للغاية وكان قريبا للغاية من التسجيل في مناسبتين، قبل أن يضطر للغياب مجددا عن تشكيلة الفريق وتحديدا في مباراة بيترو أتلتيكو، وهذا الغياب كان مؤثرا بما أن النجم انحنى وخسر تلك المواجهة على ملعبه وأمام جماهيره، وبعد انتهاء عقوبة الإيقاف بمباراة واحدة بسبب عقوبة الإنذار الثالث عاد مبي ليخوض أساسا مواجهة الهلال السوداني، وتلك المقابلة كانت مفصلية في مسيرة النجم ضمن دور المجموعات، لكن مبي استطاع أن يتقمص دور االبطلب ونجح في وقت حاسم ومميز في تسجيل هدف جميل منح بفضله نقاط الفوز للنجم الذي سيخوض منتصف الأسبوع المقبل مباراة غاية في الأهمية ضد المنافس السوداني ذاته، والثابت أن مبي سيكون أحد أهم مفاتيح اللعب في الفريق وأكثر العناصر التي يمكنها أن تلعب دورا مؤثرا في طريقة لعب النجم الساحلي وكذلك قدرته على التسجيل، ذلك أن ما حققه هذا اللاعب خلال المقابلتين الأخيرتين جعله يفتك النجومية من الجميع، وخاصة من عناصر الخط الأمامي الذي استمر صيامها عن التهديف منذ المواجهة الأخيرة في البطولة المحلية ضد قوافل قفصة، فبعد تلك المقابلة خاض النجم أربع مباريات (ثلاث منها في رابطة الأبطال وواحدة ضد الإفريقي)، ولم يستطع الفريق التسجيل سوى في مناسبتين بفضل لاعب الارتكاز الذي تحول من مجرد لاعب في وسط الميدان إلى صانع انتصارات وأفراح النجم الساحلي.
أفضل ردّ
شكك البعض في قدرة هذا اللاعب على تقديم الإضافة خاصة وأن مستواه في بداية الموسم لم يكن مطمئنا بالشكل المطلوب، لكن الأيام الأخيرة كانت حاسمة وشكّلت منعرجا جديدا في مكانة هذا اللاعب صلب الفريق، إذ ليس من السهل بالمرة على متوسط ميدان أن يتقمص دور المهاجمين وينجح في سد الفراغ الهجومي وتعويض إخفاقهم الواضح والمستمر منذ فترة، وفي هذا السياق يمكن التأكيد على أن مبي استطاع أن يردّ كأفضل ما يكون على كل المشككين في قدرته على صنع الفارق وتأكيد جدارته بأن يكون أحد وأهم اللاعبين الأجانب في النجم الساحلي، لكن في كل الأحوال لا بد من التأكيد على أن هذا اللاعب ظل وفيا لنفسه ولمستواه الذي ظهر به منذ أكثر من ثلاثة مواسم حيث وقع تصعيده إلى الفريق الأول، واستطاع أن يقدّم أداء مرضيا في أغلب المباريات التي خاضها مع النجم الساحلي، وخاصة في الموسم الماضي عندما راهن عليه المدرب السابق فوزي البنزرتي وجعله أحد العناصر الأساسية في الفريق، ولعل التعويل على حمزة الجلاصي في محور الدفاع رغم أنه يشغل في الأصل خطة لاعب ارتكاز كان مردّه اقتناع البنزرتي بأن مبي بمقدوره قيادة وسط الميدان بكل اقتدار.
على خطى موطنه كوم
بعد أن هذا التألق المتواصل نجح هذا اللاعب الكاميروني في إعادة ذكريات مواطنه فرانك كوم إلى الأذهان، فهذا الأخير خاض خلال بداية مسيرته تجربة رائعة مع النجم الساحلي وقدّم أداء مميزا ومقنعا للغاية، وهو الأمر الذي جعله يخوض تجربة جديدة بعيدا عن تونس، قبل أن يعود بعد ذلك إلى البطولة الوطنية من بوابة الترجي الرياضي، لكن رغم أن مبي أثبت أنه يسير بكل ثبات على خطى كوم، إلا أن أنصار النجم لا يتمنون بالمرة أن يغادر مبي فريقهم في الوقت الراهن خاصة وأن النجم الساحلي محروم من التعاقدات وقد تمتد العقوبة المسلطة عليه إلى فترات إضافية، لكن من المؤكد أن جاك مبي الذي بلغ حاليا سن الرابعة والعشرين عاما يعلم جيدا أن الوقت قد حان لخوض تجربة جديدة، وتبعا لذلك من الوارد بشدة أن يكون الموسم الحالي هو الأخير لهذا اللاعب مع النجم الساحلي.
لم يتخلف عن كل مباريات المنتخب في تصفيات كأس إفريقيا : مرياح ضحيـة التغييرات.. أم أن تراجع مستواه أثّر على الأداء العام؟
لم تكن سهرة أمس الأول مثالية بالنسبة إلى المنتخب الوطني، حيث تكررّت النتائج السلبية ضد منت…