التلاعب بصحة المواطن يتواصل : الغشّ تسرّب لكل المجالات..!
الغش ظاهرة تسرّبت لكل المجالات و تغلغلت في مجتمعنا ووجدت لها المناخ الملائم خاصّة في ظل تنامي أخطبوط الفساد رغم محاولة هياكل الدولة وضع حد له من خلال ما تبذله الهيئة الوطنية لمراقبة المنتجات الغذائية من مجهودات في سبيل التصدي لهذه الظاهرة ….ظاهرة تعكس سعي الانتهازيين لتحقيق مآربهم وتكديس الأموال غير عابئين بتأثيرات ذلك على الدولة والمواطنين وتشي بأن الفساد مازال متواصلا وقد اختلفت أنواعه …
حيث أعلنت الإدارة العامة للأمن الوطني، أمس الخميس 14 ديسمبر 2023، حجز 4.390 طن من التوابل والبقول والفلفل الأحمر غير صالحة للاستهلاك البشري، وذلك بمنطقة القلعة الصغرى بولاية سوسة.وأوضحت إدارة الأمن الوطني أن العملية تمت إثر توفر معلومات لدى الفرقة الجهوية للشرطة البلدية بسوسة مركز الشرطة البلدية بالقلعة الصغرى مفادها تعمد مصنع بيع فلفل أحمر مرحي مضاف له مواد ملونة غير صالحة للاستهلاك البشري محل تشكي من قبل ديوان الخدمات المدرسية بسوسة إثر اقتناء كمية منه.وأضافت أنه تم فور ذلك التحول للمصنع المذكور رفقة فريق من الهيئة الوطنية للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية أين أنكر صاحب المحل تصنيع هذه المادة وبمزيد التحري تبين وجود محل مجاور تابع لنفس الشخص وبعد استشارة النيابة العمومية أذنت بمداهمة المحل أين تم ضبط 4.390 طن من البقول والتوابل ومن ضمنها الفلفل الأحمر المذكور مخزنة في ظروف مخالفة لشروط حفظ الصحة وغير صالحة للاستهلاك البشري.
تولت الهيئة الوطنية للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية الحجز الفعلي لجميع البضائع الموجودة بالمخزن ووضعها على ذمتها في انتظار استكمال الإجراءات القانونية ضد المخالف والحصول على الأذون القضائية لإتلافها.وأذنت النيابة العمومية بسوسة 2 لمركز الأمن الوطني بالقلعة الصغرى بفتح محضر عدلي من أجل اإعداد مخزن عشوائي ومسك بضاعة مجهولة المصدرب والاحتفاظ بصاحبه.
يقول في هذا السياق لطفي الرياحي رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك أن الغش والتحيّل أصبح كالملح في الطعام وكالخبز اليومي لبعض التجار وهي ظاهرة خطيرة خاصة عندما نتحدث عن التلاعب بصحة المواطن دون أن يرف جفن لمرتكبي الغش والتحيّل …
معلوم أن بلادنا عرفت ضروبا من الغش أسالت الكثير من الحبر من لحوم فاسدة إلى حجز كميات كبيرة من المواد الغذائية واللحوم منتهية الصلوحية إلى بيع لحوم الحمير. …ما يحدث من تفاقم لهذه الظاهرة زعزع ثقة المواطن في كل المنتوجات.فالطمع والبحث عن الربح أعمى بصيرة العديد من التجار وجعل هاجس تحقيق الربح السريع هدفهم الوحيد. لذلك فانه وإضافة إلى المجهودات الجبارة التي تقوم بها فرق المراقبة فعلى المواطن ان يلعب دور الرقيب أيضا من خلال إشعاره السّلط المعنية بوجود تجاوزات ومخالفات للقانون تساهم في الحدّ من هذه الظاهرة.
ولابد من التذكير في هذا السياق بعديد المحطات التي لا يمكن أن تمحى من الذاكرة ونستحضرها في هكذا مواضيع، ألم يبلغ الأمر ببعض الفاسدين حد توريد النفايات للبلاد وحتى المجال الصحي لم يسلم على سبيل الذكر لا الحصر فضيحة اللوالب الفاسدة وما رافقها من فضائح متتالية …إضافة إلى أنواع أخرى من الغش على غرار بيع الزيت النباتي من خلال خلطه ابالزيت المدعمب أو بيع الزيت النباتي المدعم المخصص للاستهلاك العائلي، على أساس أنه زيت نباتي من النوع الرفيع يتم إفراغه في أوان بلاستيكية سعة 5 لترات و بيعها للمواطن بأسعار مرتفعة.
كلها مظاهر للغش والتحيل تطاردها فرق المراقبة وتسعى لقطع دابرها ولكنها تتوالد وتتناسل وضحيتها بدرجة أولى المواطن …هذه الظاهرة الخطيرة اعتبر السيد لطفي الرياضي رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك – منظمة غير حكومية- أنها مازالت متواصلة ومتفشية بصفة كبيرة وتختلف طرق الغش باختلاف المنتوجات المتوفرة فطرق الغش لا تحصى ولا تعدّ على حد تعبيره رغم المجهودات المبذولة من الرقابة مؤكدا أن المنظمة تردها العديد من التشكيات تعكس أن الغش ظاهرة خطيرة تعددت أسبابها ولكنها تهدد صحة المستهلك ولابد من وضع حد لها بتضافر كل المجهودات ووضع الآليات الكفيلة بفضح هذه الممارسات عن طريق تحديد تاريخ صنع المنتوج إضافة إلى كل المعلومات الخاصة بأي منتوج وذلك لغلق منافذ تسرّب الغش.
العقوبات التأديبية بالمؤسسات التربوية : مراجعتها ودراسة جدواها من الضروريات…
تمثل العقوبات التأديبية بأنواعها الموجهة للتلاميذ من قبل المربي ملفا من الملفات الحار…