2023-12-15

التلاعب بصحة المواطن يتواصل : الغشّ تسرّب لكل المجالات..!

الغش‭  ‬ظاهرة‭ ‬تسرّبت‭ ‬لكل‭ ‬المجالات‭ ‬و‭ ‬تغلغلت‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬ووجدت‭ ‬لها‭ ‬المناخ‭ ‬الملائم‭ ‬خاصّة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تنامي‭ ‬أخطبوط‭ ‬الفساد‭ ‬رغم‭ ‬محاولة‭ ‬هياكل‭ ‬الدولة‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬له‭  ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬تبذله‭  ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭  ‬لمراقبة‭ ‬المنتجات‭ ‬الغذائية‭  ‬من‭ ‬مجهودات‭  ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬التصدي‭  ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭ ….‬ظاهرة‭ ‬تعكس‭ ‬سعي‭ ‬الانتهازيين‭ ‬لتحقيق‭ ‬مآربهم‭ ‬وتكديس‭ ‬الأموال‭ ‬غير‭ ‬عابئين‭ ‬بتأثيرات‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬والمواطنين‭ ‬وتشي‭ ‬بأن‭ ‬الفساد‭  ‬مازال‭ ‬متواصلا‭  ‬وقد‭ ‬اختلفت‭ ‬أنواعه‭ …‬

حيث‭ ‬أعلنت‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني،‭ ‬أمس‭ ‬الخميس‭ ‬14‭ ‬ديسمبر‭ ‬2023،‭ ‬حجز‭ ‬4.390‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬التوابل‭ ‬والبقول‭ ‬والفلفل‭ ‬الأحمر‭ ‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬للاستهلاك‭ ‬البشري،‭ ‬وذلك‭ ‬بمنطقة‭ ‬القلعة‭ ‬الصغرى‭ ‬بولاية‭ ‬سوسة‭.‬وأوضحت‭ ‬إدارة‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭  ‬أن‭ ‬العملية‭ ‬تمت‭ ‬إثر‭ ‬توفر‭ ‬معلومات‭ ‬لدى‭ ‬الفرقة‭ ‬الجهوية‭ ‬للشرطة‭ ‬البلدية‭ ‬بسوسة‭     ‬مركز‭ ‬الشرطة‭ ‬البلدية‭ ‬بالقلعة‭ ‬الصغرى‭ ‬مفادها‭ ‬تعمد‭ ‬مصنع‭ ‬بيع‭ ‬فلفل‭ ‬أحمر‭ ‬مرحي‭ ‬مضاف‭ ‬له‭ ‬مواد‭ ‬ملونة‭ ‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬للاستهلاك‭ ‬البشري‭ ‬محل‭ ‬تشكي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ديوان‭ ‬الخدمات‭ ‬المدرسية‭ ‬بسوسة‭ ‬إثر‭ ‬اقتناء‭ ‬كمية‭ ‬منه‭.‬وأضافت‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬فور‭ ‬ذلك‭ ‬التحول‭ ‬للمصنع‭ ‬المذكور‭ ‬رفقة‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للسلامة‭ ‬الصحية‭ ‬للمنتجات‭ ‬الغذائية‭ ‬أين‭ ‬أنكر‭ ‬صاحب‭ ‬المحل‭ ‬تصنيع‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬وبمزيد‭ ‬التحري‭ ‬تبين‭ ‬وجود‭ ‬محل‭ ‬مجاور‭ ‬تابع‭ ‬لنفس‭ ‬الشخص‭ ‬وبعد‭ ‬استشارة‭ ‬النيابة‭ ‬العمومية‭ ‬أذنت‭ ‬بمداهمة‭ ‬المحل‭ ‬أين‭ ‬تم‭ ‬ضبط‭ ‬4.390‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬البقول‭ ‬والتوابل‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬الفلفل‭ ‬الأحمر‭ ‬المذكور‭ ‬مخزنة‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬مخالفة‭ ‬لشروط‭ ‬حفظ‭ ‬الصحة‭ ‬وغير‭ ‬صالحة‭ ‬للاستهلاك‭ ‬البشري‭.‬

تولت‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للسلامة‭ ‬الصحية‭ ‬للمنتوجات‭ ‬الغذائية‭ ‬الحجز‭ ‬الفعلي‭ ‬لجميع‭ ‬البضائع‭ ‬الموجودة‭ ‬بالمخزن‭ ‬ووضعها‭ ‬على‭ ‬ذمتها‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬استكمال‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬ضد‭ ‬المخالف‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬الأذون‭ ‬القضائية‭ ‬لإتلافها‭.‬وأذنت‭ ‬النيابة‭ ‬العمومية‭ ‬بسوسة‭ ‬2‭ ‬لمركز‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬بالقلعة‭ ‬الصغرى‭ ‬بفتح‭ ‬محضر‭ ‬عدلي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬اإعداد‭ ‬مخزن‭ ‬عشوائي‭ ‬ومسك‭ ‬بضاعة‭ ‬مجهولة‭ ‬المصدرب‭ ‬والاحتفاظ‭ ‬بصاحبه‭.‬

يقول‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬لطفي‭ ‬الرياحي‭ ‬رئيس‭ ‬المنظمة‭ ‬التونسية‭ ‬لإرشاد‭ ‬المستهلك‭ ‬أن‭ ‬الغش‭ ‬والتحيّل‭ ‬أصبح‭ ‬كالملح‭ ‬في‭ ‬الطعام‭ ‬وكالخبز‭ ‬اليومي‭ ‬لبعض‭  ‬التجار‭ ‬وهي‭ ‬ظاهرة‭ ‬خطيرة‭ ‬خاصة‭ ‬عندما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬التلاعب‭ ‬بصحة‭ ‬المواطن‭ ‬دون‭ ‬أن‭  ‬يرف‭ ‬جفن‭ ‬لمرتكبي‭ ‬الغش‭ ‬والتحيّل‭ …‬

‭ ‬معلوم‭ ‬أن‭ ‬بلادنا‭  ‬عرفت‭  ‬ضروبا‭ ‬من‭ ‬الغش‭ ‬أسالت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحبر‭ ‬من‭ ‬لحوم‭ ‬فاسدة‭ ‬إلى‭  ‬حجز‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬واللحوم‭ ‬منتهية‭ ‬الصلوحية‭ ‬إلى‭ ‬بيع‭ ‬لحوم‭ ‬الحمير‭. …‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬تفاقم‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬زعزع‭ ‬ثقة‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المنتوجات‭.‬فالطمع‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬الربح‭ ‬أعمى‭ ‬بصيرة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬وجعل‭ ‬هاجس‭ ‬تحقيق‭ ‬الربح‭ ‬السريع‭ ‬هدفهم‭ ‬الوحيد‭.   ‬لذلك‭ ‬فانه‭ ‬وإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المجهودات‭ ‬الجبارة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬فرق‭ ‬المراقبة‭ ‬فعلى‭  ‬المواطن‭ ‬ان‭ ‬يلعب‭ ‬دور‭ ‬الرقيب‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إشعاره‭ ‬السّلط‭ ‬المعنية‭ ‬بوجود‭ ‬تجاوزات‭ ‬ومخالفات‭ ‬للقانون‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬الحدّ‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭.‬

ولابد‭ ‬من‭ ‬التذكير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬بعديد‭ ‬المحطات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تمحى‭ ‬من‭ ‬الذاكرة‭ ‬ونستحضرها‭ ‬في‭ ‬هكذا‭ ‬مواضيع،‭ ‬ألم‭ ‬يبلغ‭ ‬الأمر‭  ‬ببعض‭ ‬الفاسدين‭  ‬حد‭ ‬توريد‭ ‬النفايات‭ ‬للبلاد‭ ‬وحتى‭ ‬المجال‭ ‬الصحي‭ ‬لم‭ ‬يسلم‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬الذكر‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬فضيحة‭ ‬اللوالب‭ ‬الفاسدة‭  ‬وما‭ ‬رافقها‭ ‬من‭ ‬فضائح‭ ‬متتالية‭ …‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنواع‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الغش‭ ‬على‭ ‬غرار‭  ‬بيع‭ ‬الزيت‭ ‬النباتي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خلطه‭ ‬ابالزيت‭ ‬المدعمب‭ ‬أو‭ ‬بيع‭ ‬الزيت‭ ‬النباتي‭ ‬المدعم‭ ‬المخصص‭ ‬للاستهلاك‭ ‬العائلي،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أنه‭ ‬زيت‭ ‬نباتي‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬الرفيع‭  ‬يتم‭  ‬إفراغه‭ ‬في‭ ‬أوان‭ ‬بلاستيكية‭ ‬سعة‭ ‬5‭ ‬لترات‭ ‬و‭ ‬بيعها‭ ‬للمواطن‭ ‬بأسعار‭ ‬مرتفعة‭.‬

كلها‭ ‬مظاهر‭ ‬للغش‭ ‬والتحيل‭ ‬تطاردها‭ ‬فرق‭ ‬المراقبة‭ ‬وتسعى‭ ‬لقطع‭ ‬دابرها‭ ‬ولكنها‭ ‬تتوالد‭ ‬وتتناسل‭ ‬وضحيتها‭ ‬بدرجة‭ ‬أولى‭ ‬المواطن‭ …‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الخطيرة‭ ‬اعتبر‭ ‬السيد‭ ‬لطفي‭ ‬الرياضي‭ ‬رئيس‭ ‬المنظمة‭ ‬التونسية‭ ‬لإرشاد‭ ‬المستهلك‭  – ‬منظمة‭ ‬غير‭ ‬حكومية‭-  ‬أنها‭ ‬مازالت‭ ‬متواصلة‭ ‬ومتفشية‭ ‬بصفة‭ ‬كبيرة‭  ‬وتختلف‭ ‬طرق‭ ‬الغش‭ ‬باختلاف‭ ‬المنتوجات‭ ‬المتوفرة‭ ‬فطرق‭ ‬الغش‭ ‬لا‭ ‬تحصى‭ ‬ولا‭ ‬تعدّ‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبيره‭ ‬رغم‭ ‬المجهودات‭ ‬المبذولة‭ ‬من‭ ‬الرقابة‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬المنظمة‭ ‬تردها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التشكيات‭ ‬تعكس‭ ‬أن‭ ‬الغش‭ ‬ظاهرة‭ ‬خطيرة‭ ‬تعددت‭ ‬أسبابها‭ ‬ولكنها‭ ‬تهدد‭ ‬صحة‭ ‬المستهلك‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬لها‭ ‬بتضافر‭ ‬كل‭ ‬المجهودات‭ ‬ووضع‭ ‬الآليات‭ ‬الكفيلة‭ ‬بفضح‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تحديد‭ ‬تاريخ‭ ‬صنع‭ ‬المنتوج‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬المعلومات‭ ‬الخاصة‭ ‬بأي‭ ‬منتوج‭ ‬وذلك‭ ‬لغلق‭ ‬منافذ‭ ‬تسرّب‭ ‬الغش‭. ‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

العقوبات التأديبية بالمؤسسات التربوية : مراجعتها ودراسة جدواها من الضروريات…

تمثل  العقوبات التأديبية بأنواعها  الموجهة  للتلاميذ من قبل المربي ملفا  من الملفات  الحار…