الإيقاع بقوة خاصة في كمين إسرائيل تتلقى ضربة موجعة في غزّة وسط تزايد عزلتها الدولية
الصحافة اليوم (وكالات الأنباء) تلقى الجيش الإسرائيلي ضربة قاسية في غزّة، بعد أن وقع جنوده في كمين محكم لـاكتائب القسامب، الجناح العسكري لحركة احماسب، في حي الشجاعية، أسفر عن مقتل 10 عسكريين بينهم عقيد وضباط كبار. يأتي هذا في حين تصاعدت حدّة الضغوط الدولية على الدولة العبرية بإصدار الجمعية العامة للأمم المتّحدة، بأغلبية ساحقة، قراراً غير ملزم يدعو إلى اوقف إطلاق نار إنسانيب في القطاع الفلسطيني.
وأقرّت إسرائيل أمس الأربعاء، بمقتل 10 عسكريين وإصابة 21 آخرين بجروح الليلة الماضية وصباح امس في المعارك الدائرة شمالي قطاع غزة، وقالت إنّ معظمهم ضباط.
وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنّ من بين القتلى وقائد في لواء ايفتاحب برتبة عقيد، وقائد الكتيبة 13 في لواء اغولانيب تومر غرينبيرغ، بالإضافة لقائد فصيل في الكتيبة نفسها ويدعى روعي ملدسي.
وقال المتحدث إنّ العسكريين قتلوا في اشتباك وكمين نصبته اكتائب القسامب، الجناح العسكري لحركة احماسب، في حي الشجاعية.
وأفادت وسائل إعلام عبرية بأنّ قوّة من لواء غولاني تعرضت لإطلاق نار وتفجير لغم في حي الشجاعية، وعند وصول قوات الإنقاذ وقعت أيضاً بدورها في الكمين، إذ دخلت إلى أحد المنازل المجاورة فجرى تفجيره بواسطة عبوة ناسفة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن االقتال داخل حي الشجاعية معقد بسبب كثافة الأنفاق والبنية التحتية المدنيةب، مضيفاً: الواء جولاني يواصل القتال داخل حي الشجاعية منذ أسبوع وسط مناورات كثيفة.
ونقلت صحيفة ايديعوت أحرونوتب عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها إنّ االمعارك في الشجاعية دامية جداً، ومن المستحيل تدمير كتيبة حماس هناك بقصف من الجو.
وبذلك ارتفع عدد الجنود القتلى منذ بدء العملية البرية في 26 أكتوبر الماضي إلى 115، بحسب الجيش الإسرائيلي. بدورها، أكدت االقسامب أنّ مقاتليها تمكنوا من قتل أكثر من 15 جنديا إسرائيليّاً بينهم قناص في حي الشجاعية.
إلى ذلك، أطلقت الفصائل الفلسطينية رشقات صاروخية جديدة نحو مستوطنات غلاف غزة.
ودوت صفارات الإنذار في مدينة سديروت وبلدات نير عام وأفيفيم وكيسوفيم.
وأعلنت االقسامب أنّ مقاتليها استهدفوا 7 دبابات وناقلتي جند بقذائف الياسين 105 وعبوات شواظ في محوري شرق وشمال مدينة خان يونس.
وأعلنت أيضاً أنها استهدفت برشقة صاروخية قاعدة رعيم العسكرية.
كذلك، استهدفت قوة إسرائيلية راجلة مكونة من 20 جندياً تحصنت داخل مبنى في منطقة الشيخ رضوان بقذائف مضادة للتحصينات والأفراد، وأوقعتهم بين قتيل وجريح.
بدورها، قالت اسرايا القدسب، الجناح العسكري لـاحركة الجهاد الإسلاميب، إنّها قصفت حشوداً عسكرية وجنوداً إسرائيليين بقذائف الهاون في محيط مسجد الظلال بمحور التقدم شرقي خان يونس.
وأضافت أنّ مقاتليها استهدفوا 3 آليات إسرائيلية وناقلة جند بقذائف تاندوم، وعبوات ناسفة في مخيم جباليا ومنطقة التوام شمالي غزة، مشيرة إلى أنهم اخاضوا أيضاً اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في حي الزيتون شرقي غزة، واستهدفوا آليتين إسرائيليتين بقذائف تاندوم.
قصف عنيف واستشهاد صحافي
وبعد ضربها شمال قطاع غزة، وسعت إسرائيل نطاق هجومها إلى الجنوب بعد انهيار هدنة مؤقتة في الأول من ديسمبر. وقال سكان إن قصف الدبابات الإسرائيلية ركز اول أمس على وسط خان يونس المدينة الرئيسية بجنوب القطاع.
ونقلت قناة االجزيرةب القطرية عن مصدر طبي قوله إنّ اأكثر من 40 شهيدا بينهم 10 أطفال وصلوا إلى مستشفى ناصر في خان يونسب خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة استشهاد الصحافي في قناة االميادينب عبد الكريم عودة بقصف إسرائيلي، ما يرفع عدد الشهداء الصحافيين إلى 87 منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر.
وفي بلدة رفح بجنوب قطاع غزة المتاخم للحدود مع مصر، والتي أخبر فيها الجيش الإسرائيلي المدنيين هذا الشهر أنهم سيكونون آمنين، قال سكان القطاع إن القصف كان من بين الأعنف منذ أيام.
في السياق، أعلنت منسّقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية لين هاستينغز أن قطاع غزة يواجه اكارثة صحية عامةب بعد انهيار النظام الصحي.
ولفتت إلى أن الناس في غزة يضطرون للانتظار في طوابير بالساعات لمجرد الوصول إلى المرحاض.
وذكرت هاستينغز أن ما يقرب من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة موجودون الآن في رفح في الطرف الجنوبي من القطاع هرباً من القصف الإسرائيلي.
عزلة
أما على الصعيد السياسي، تتزايد عزلة إسرائيل الدبلوماسية في حربها على احماسب، إذ طالبت الأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في قطاع غزة وأبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن تل أبيب بأنّ القصف االعشوائيب للمدنيين ينال من الدعم الدولي.
وبعد تحذيرات شديدة من مسؤولي الأمم المتحدة حول تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 دولة عضو قراراً، مساء أول أمس، يدعو إلى وقف إطلاق النار، وصوتت ثلاثة أرباع الدول الأعضاء بتأييده.
وقال زعماء كندا واستراليا ونيوزيلندا، في بيان مشترك يدعو إلى وقف إطلاق النار، إنّه امن غير الممكن أن يكون ثمن هزيمة حماس استمرار معاناة جميع المدنيين الفلسطينيين.
كذلك، جدد البابا فرنسيس دعوته إلى وقف افوريب لإطلاق النار في غزةب لأسباب إنسانية.
ورحبت السلطة الفلسطينية بالقرار الأممي وحثت الدول على الضغط على إسرائيل للامتثال له.
وصوتت الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتان تقولان إن وقف إطلاق النار لا يفيد سوى احماسب، ضد هذا الإجراء إلى جانب ثماني دول أخرى.
وقرار الأمم المتحدة ليس ملزماً لكنّه يحمل ثقلاً سياسياً ويعكس وجهة نظر عالمية حيال الحرب. واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد دعوة مماثلة في مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا الأسبوع الماضي، لكنها لا تملك حق النقض في الجمعية العامة.
وحصل القرار على تأييد 153 صوت ورفض عشرة أصوات وامتناع 23 عن التصويت. وفي إشارة إلى ضعف التأييد لإسرائيل، تمت الموافقة على القرار بفارق أكبر منه في تصويت على إجراء مماثل اتخذته الأمم المتحدة في أكتوبر حصل على تأييد 121 صوتاً مقابل رفض 14 وامتناع 44 عن التصويت.
وقبل صدور القرار، قال بايدن إنّ إسرائيل تحظى الآن بدعم امعظم دول العالمب بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في حربها ضد احماس.
وأضاف خلال فعالية لجمع تبرعات في واشنطن: الكنهم بدأوا يفقدون هذا الدعم بسبب القصف العشوائي الذي يحدث.
وفي أكبر مؤشر علني على الخلاف بين الزعيمين حتى الآن، قال بايدن أيضاً إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحاجة إلى تغيير حكومته المتشددة وإنّ إسرائيل الا يمكنها في نهاية المطاف أن تقول لاب لقيام دولة فلسطينية مستقلة وهو أمر يعارضه متشددون إسرائيليون.
المحكمة الجنائية تنصف غزة : أوامر باعتقال نتانياهو وغالانت من أجل ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية
الصحافة اليوم (وكالات الأنباء) أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمس الخميس أوامر اعتقال بحق …