2023-12-12

نداء استغاثة إلى السلطات التونسية: إنقاذ مواطنة تونسية مصابة في غزة

الوضع‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬يزداد‭ ‬تدهورا‭ ‬ومعالم‭ ‬التراجيديا‭ ‬بلغت‭ ‬ذروتها‭ ‬والعالم‭ ‬يتلهى‭ ‬بالمأساة‭. ‬فبعد‭ ‬مرور‭ ‬شهرين‭ ‬من‭ ‬المعارك‭ ‬الطاحنة‭ ‬بين‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والكيان‭ ‬الغاصب‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬الحل‭ ‬السياسي‭ ‬قائما‭ ‬في‭ ‬المدى‭ ‬المنظور‭.‬

في‭ ‬الأثناء‭ ‬يعاني‭ ‬أهالي‭ ‬غزة‭ ‬الذين‭ ‬مازالوا‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬حياة‭ ‬لا‭ ‬تشبه‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬شيء‭. ‬فحتى‭ ‬الهدنة‭ ‬القصيرة‭ ‬التي‭ ‬انتهت‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬كافية‭ ‬لتأمين‭ ‬الحاجيات‭ ‬الأساسية‭ ‬للمواطنين‭ ‬من‭ ‬الأغذية‭ ‬والأدوية‭ ‬وإجلاء‭ ‬الجرحى‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬المسائل‭ ‬الإنسانية‭ ‬لاسيما‭ ‬وأن‭ ‬غزة‭ ‬تعاني‭ ‬عزلة‭ ‬بكل‭ ‬الأبعاد‭.‬

ولعل‭ ‬هذا‭ ‬الاستهلال‭ ‬ضروري‭ ‬جدا‭ ‬لاستحثاث‭ ‬السلطات‭ ‬التونسية‭ ‬على‭ ‬التحرك‭  ‬والاستجابة‭ ‬الفورية‭ ‬لنداء‭ ‬استغاثة‭ ‬عاجل‭ ‬والإصغاء‭ ‬إلى‭ ‬صيحة‭ ‬مواطنة‭ ‬تونسية‭ ‬متزوجة‭ ‬من‭ ‬فلسطيني‭ ‬تعرض‭ ‬بيتهما‭ ‬إلى‭ ‬القصف‭ ‬واستشهد‭ ‬كل‭ ‬أفراد‭ ‬عائلتها‭. ‬وتعرضت‭ ‬المواطنة‭ ‬التونسية‭ ‬إيمان‭ ‬خذر‭ ‬إلى‭ ‬إصابات‭ ‬بليغة‭. ‬وهي‭ ‬تعاني‭ ‬اليوم‭ ‬جراء‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬إمكانيات‭ ‬للتداوي‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬زوجها‭ ‬الذي‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬السلطات‭ ‬التونسية‭ ‬أن‭ ‬تتدخل‭ ‬بشكل‭ ‬عاجل‭ ‬لإنقاذها‭.‬

ونحن‭ ‬إذ‭ ‬نورد‭ ‬نداء‭ ‬الاستغاثة‭ ‬هذا‭ ‬نطلب‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬أن‭ ‬تعجّل‭ ‬بإنقاذ‭ ‬هذه‭ ‬السيدة‭ ‬التونسية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنقاذ‭ ‬حياتها‭ ‬فهي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬عملية‭ ‬جراحية‭ ‬دقيقة‭ ‬بشكل‭ ‬عاجل‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تعرضت‭ ‬إلى‭ ‬إصابات‭ ‬بليغة‭ ‬جدا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأطراف‭. ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬زوجها‭ ‬الفلسطيني‭. ‬وذلك‭  ‬جراء‭ ‬القنابل‭ ‬التي‭ ‬قصفت‭ ‬بيتها‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬باقي‭ ‬البيوت‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬تدمّر‭ ‬على‭ ‬رؤوس‭ ‬متساكينها‭. ‬

ولعلّه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬هنا‭ ‬أن‭  ‬تتحرك‭ ‬السلطات‭ ‬التونسية‭ ‬بشكل‭ ‬فوري‭ ‬وان‭ ‬يتم‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬الجانب‭ ‬المصري‭ ‬لإجلاء‭ ‬هذه‭ ‬المواطنة‭ ‬الموجودة‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬ذلك‭ ‬سابقا‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الطبية‭ ‬والغذائية‭ ‬إلى‭ ‬الأشقاء‭ ‬عبر‭ ‬طائرات‭ ‬تونسية‭ ‬تابعة‭ ‬لوزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬هبطت‭ ‬في‭ ‬مطار‭ ‬العريش‭ ‬المصري‭ ‬ومنه‭ ‬إلى‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬لتدخل‭ ‬إلى‭ ‬غزة‭. ‬

والأمر‭ ‬ذاته‭  ‬تم‭ ‬مع‭ ‬الجرحى‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬استجلابهم‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬بالطريقة‭ ‬ذاتها‭ ‬للتداوي‭ ‬والرعاية‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭ ‬التونسية،‭ ‬والذين‭ ‬تم‭ ‬استقبالهم‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬وتولى‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬شخصيا‭ ‬زيارتهم‭ ‬والاطمئنان‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬لفتة‭ ‬إنسانية‭ ‬وموقف‭ ‬مشرّف‭ ‬يحسب‭ ‬لتونس‭.‬

وعلى‭ ‬هذا‭ ‬الأساس‭ ‬نتوجه‭ ‬بهذا‭ ‬النداء‭ ‬إلى‭ ‬مصالح‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬للتنسيق‭ ‬مع‭ ‬السلطات‭ ‬المصرية‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬إجلاء‭ ‬هذه‭ ‬المواطنة‭ ‬ولِمَ‭ ‬لا‭ ‬المطالبة‭ ‬بترحيل‭ ‬المواطنين‭ ‬التونسيين‭ ‬الموجودين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬عددهم‭ ‬لإنقاذهم‭ ‬من‭ ‬هول‭ ‬الحرب‭ ‬الدائرة‭ ‬هناك‭. ‬

والأكيد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المواطنة‭ ‬التونسية‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬ماسة‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬تدخل‭ ‬عاجل‭ ‬وفوري‭ ‬من‭ ‬سلطات‭ ‬بلدها‭ ‬لإنقاذ‭ ‬حياتها‭ ‬وتوفير‭ ‬الرعاية‭ ‬الطبية‭ ‬والنفسية‭ ‬لها‭ ‬وهي‭ ‬مسائل‭ ‬أساسية‭ ‬الآن‭. ‬ومعلوم‭ ‬أن‭ ‬حياة‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬وسلامته‭ ‬مسؤولية‭ ‬بلده‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬وجد‭ ‬فيه‭ ‬وبالتالي‭ ‬على‭ ‬السلطات‭ ‬التونسية‭ ‬أن‭ ‬تتدخل‭ ‬بالسرعة‭ ‬القصوى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬الإنساني‭.‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬متصل‭ ‬تبدو‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬مرشحة‭ ‬للتأزم‭. ‬فصوت‭ ‬الرصاص‭ ‬أعلى‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬إمكانات‭ ‬التفاوض‭ ‬أو‭ ‬الحل‭ ‬السياسي،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬التخاذل‭ ‬العربي‭ ‬الواضح‭ ‬ومع‭ ‬صمت‭ ‬مطبق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عديد‭ ‬المنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬والإنسانية‭. ‬مما‭ ‬شجع‭ ‬آلة‭ ‬القمع‭ ‬والترويع‭ ‬الصهيونية‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التي‭ ‬تخوضها‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬العزل‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬الشهرين‭. ‬

فالصمود‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الأسطوري‭ ‬والضربات‭ ‬الموجعة‭ ‬التي‭ ‬توجهها‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬للعدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬قلبت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مقومات‭ ‬معادلة‭ ‬المعركة،‭ ‬ولكنها‭ ‬لوحدها‭ ‬غير‭ ‬كافية‭ ‬لردع‭ ‬العدو‭ ‬الذي‭ ‬يزداد‭ ‬شراسة‭ ‬وجنونا‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬آخر‭ ‬إزاء‭ ‬الأطفال‭ ‬والشيوخ‭ ‬والنساء‭ ‬وهو‭ ‬يقصفهم‭ ‬بالأسلحة‭ ‬المحظورة‭ ‬دوليا‭. ‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

«ضرورة اختصار كل ما هو إجرائي  لإنجاز المشاريع المعطّلة» لا مجال للتّراخي..تونس لم تعد تحتمل الإنتظار..

إلى متى يتواصل هذا التراخي بشأن المشاريع الكبرى التي من شأنها تغيير الكثير من حياة التونسي…