المدير العام للوكالة التونسية للتكوين المهني مروان بن سليمان في حوار خاص بـ«الصحافة اليوم»: التكوين أصبح اختيارا ولم يعد فرصة ثانية ….
في خضم تحديات العولمة المطروحة اليوم ومتغيرات سوق الشغل المحلية والعالمية التي باتت تتطلب تخصصات دقيقة ومهارات علمية وتقنية عالية الجودة تبدلت في تونس تلك النظرة الدونية لمنظومة التكوين المهني التي سادت خلال العشريات الماضية وأصبح التكوين في العديد من الاختصاصات التي يوفرها الجهاز الوطني للتكوين المهني يلاقي اقبالا مكثفا من قبل طالبي التكوين الذين ترسخت لديهم قناعة ثابتة بأن كابوس البطالة لا يمكن أن يقهر الا بتوسيع مكتسباتهم ومهاراتهم العلمية والانفتاح على تخصصات جديدة تمكنهم من الاندماج في سوق الشغل في سلاسة دون تعب أو الانتظار على دكة البطالة سنوات وسنوات.
ورغم وجود العديد من النقائص التي تعاني منها منظومة التكوين المهني في تونس الا انها استطاعت ان تنجح في استقطاب الآلاف من الشباب سنويا ممن اختاروا الانخراط في هذه المنظومة بغية الحصول على تكوين في أحد الاختصاصات ذات التشغيلية العالية. وقد كشف في حوار خاص بـا الصحافة اليومب السيد مروان بن سليمان المدير العام للوكالة التونسية للتكوين المهني ، أن منظومة التكوين المهني أصبحت متطورة ومواكبة لكل التغيرات، موضحا بأنه لم يعد هناك مجال للحديث عن االعزوفب الذي يتحدث عنه البعض بل بالعكس هناك إقبال كبير على العديد من الاختصاصات الجديدة التي يتم ادراجها من فترة الى أخرى مبينا أيضا بأن هناك اختصاصات لم تُعد تُدرّس على غرار نجارة الخشب وغيرها كما أدرجت اختصاصات جديدةمثل اللحام والميكانيك واميكاترونيك السياراتب وهو اختصاص يشترط قبول الناجحين في الباكالوريا للتكوين سنتين ويخول للمهنيين التخصص في مجالي الميكانيك والالكترونيك.
ومواصلة للحديث في ذات السياق أكد السيد مروان بن سليمان بأن التكوين المهني لم يعد الفرصة الثانية التي تتاح للشباب في صورة الانقطاع المبكّر عن الدراسة بل اصبح الخيار الاول للولوج الى سوق الشغل مؤكدا بأن كل الشباب اصبحوا يدركون ذلك واصبحوا مطلعين بفضل الانترنات وتكنولوجيات الاتصال الحديثة على متغيرات سوق الشغل وعلى أكثر الاختصاصات التي تمكنهم من الحصول على وظيفة …كما بين بأن 70 بالمائة من الاختصاصات الجديدة على غرار الصيانة الصناعية وسواق الشاحنات والمهن الدوائية اصبح عليها إقبال رهيب من قبل طالبي التكوين مؤكدا أن النظرة القديمة للتكوين تبدلت ولم يعد التلميذ الذي يرسب في الدراسة يتجه الى التكوين حتى لا يبقى في الشارع انما بالعكس هناك شباب أنهوا تعليمهم العالي ثم قرروا التوجه للتكوين للحصول على شهادة في اختصاص معين تمكنهم من الولوج إلى سوق الشغل قائلا انا استاذ جامعي وطلابي بعد أن يحرزوا شهائدهم يحبذون التوجه إلى التكوين المهني لأنهم يعرفون أنهم سيحصلون على عمل بفضل التكوينب مضيفا ..بان التكوين قصير الأمد مثلا فيه شرط اساسي يتمثل في ابرام عقد عمل للمتكون مع المؤسسة المشغلة وفي صورة اخلالها بهذا الشرط تعاقب بدفع خطية …
وأوضح المدير العام للوكالة التونسية للتكوين المهني بان العديد من المعطيات حول منظومة التكوين يجهلها العديد من الناس لانها لم تجد حظها إعلاميا قائلا االتكوين المهني أصبح مجالا حيويا والاختصاصات أصبحت تجلب الصغار لذلك ندعوكم عبر هذا المنبر الاعلامي لمساعدتنا على إيصال المعلومة لكل الناسب .
منظومة التكوين
وأفاد المدير العام للوكالة التونسية للتكوين المهني بأن منظومة التكوين المهني تضم ثلاثة انواع من مراكز التدريب المهني وهي مراكز التكوين والتدريب المهني والمراكز القطاعية ومراكز الفتاة الريفية وتوفر مراكز التكوين والتدريب المهني بشكل عام من 5 إلى 10 اختصاصات في مجالات تتماشى مع النسيج الاقتصادي للمنطقة التي يتمركز فيها مركز التكوين مشيرا إلى أن نظام التكوين المهني يقوم على نظام الكفاءات يعني مثال اختصاص التبريد يضم مهارات عامة ومهارات خاصة بالمهنة ذاتها ومنها اختصاص اللحام أي أنه في اختصاص معين يستطيع المتكون ان يكتسب مهارات أخرى.
كما بين محدثنا بأن الوكالة توفر التكوين الأساسي في أربعة مستويات وهي مستوى المؤهل التقني السامي ومؤهل التقني المهني ومستوى شهادة الكفاءة المهنية ومستوى شهادة المهارة حيث توفر سنويا حوالي 34 الف موطن تكوين في التكوين الأساسي و55 ألف موطن تكوين في مختلف المجالات مبينا بان التكوين الأساسي في الاربعة مستويات سالفة الذكر يخول للمتكون ان يتحصل على شهادة منظرة من الوكالة والتي تدخل في السلم الوطني للمهارات وهي شهادة معترف بها يستطيع أن يعمل بها في الوظيفة العمومية أو يتحصل بها على شهادة معادلة في اي بلد اخر اجنبي. كذلك تشمل تدخلات الوكالة التدريب المهني وتوفر قرابة 12 الف موطن تدريب مهني وهو عقد ما بين الوكالة التونسية للتكوين المهني والمنتفعين بالتدريب والمؤسسة التي سيتدرب فيها الشاب. ويدوم هذا التدريب سنتين وفق برنامج محدد يشرف عليه مستشار يتحول إلى المؤسسة ويتابع تقدم التدريب إضافة إلى التكوين المستمر والتكوين قصير الأمد الذي يخص الشباب الذين لم يواصل دراستهم ولم يسعفهم الحظ في الحصول على شغل في اختصاصات معينة .
السنة التكوينية الجديدة 2024
وفي ما يتعلق بالعودة الجديدة اكد المدير العام للوكالة التونسية للتكوين المهني انها ستنطلق خلال شهر فيفري 2024 وستوفر 11787 موطن تكوين موزعين حسب المستوى على الأربعة مستويات التي ذكرناها سالفا وهي شهادة المهارة وتخص الاشخاص الذين درسوا مستوى السادسة ابتدائي منهاة والثاني هو شهادة الكفاءة المهنية تخص الشباب الذين لديهم مستوى التاسعة أساسي منهاة ومستوى مؤهل التقني المهني ويهم الشباب الذين درسوا الرابعة ثانوي ومستوى مؤهل التقني السامي ويخص أصحاب شهادة الباكالوريا أو المتحصلين على شهادة مؤهل التقني المهني ونجحوا في المناظرة الوطنية للانتقال من مؤهل التقني المهني الى مؤهل التقني السامي مضيفا أنه إلى جانب هذه الدورة هناك دورة أخرى في شهر سبتمبر التي ستوفر 22 ألف موطن تكوين .
اتفاقيات عديدة
وفي سؤال بخصوص الآفاق التشغيلية في الخارج و الأطراف المنظمة أكد محدثنا بأنه توجد العديد من الاتفاقيات مع الجانب الكندي والألماني والإيطالي ومنها اتفاق لتكوين 80 طالب تكوين في قطاع البناء مبينا أنه تم إعداد 40 شخصا سيتلقون تكوينا في اللغة الإيطالية ثم ستقوم الوكالة بالاعتناء بكل الإجراءات الخاصة بالتنقل والسكنى وهناك ايضا اتفاقية لانتداب 4 الاف شاب بداية من السنة القادمة 2024 واتفاقية مع الجانب الليبي لسد حاجيات اليد العاملة هناك مضيفا بان الإشكال اليوم يكمن في وجود نقص في اليد العاملة في سوق الشغل التونسية مثل اختصاص اللحام ومهن الصحة نتيجة الهجرة مؤكدا أن العديد من الخريجين اصبحوا يخيرون المغادرة .
الاستشارة الوطنية لإصلاح التربية والتكوين
وأفاد السيد مروان بن سليمان في ما يتعلق بإصلاح منظومة التربية والتكوين وأهميتها في بلورة آفاق جديدة وواعدة لمنظومة التكوين المهني بان اصلاح منظومة التربية والتكوين يتم على مستوى اللجنة الوطنية للتربية والتعليم والتكوين التي يشارك فيها مختلف المتدخلين العموميين وهي تعمل بشكل دائم ومن مهامها التي قامت بها هي الاستشارة الوطنية لإصلاح التربية والتعليم التي تضم خمسة محاور ومنها محور التكوين المهني موضحا بأن هذه الاستشارة ستمكننا من بلورة النظرة المستقبلية وتحديث منظومة التكوين المهني وتحقيق التكامل عبر العمل التشاركي بين ما هو تربية عمومية وتعليم عال وتكوين مهني مؤكدا بان الوكالة تقوم سنويا بتحديد الاولويات للتدخل الناجع على مستوى جميع المراكز من خلال تجديد المعدات واعادة الهيكلة ومتابعة طلبات سوق الشغل بصفة دورية لسد الحاجيات في الاختصاصات ذات التكنولوجيا الحديثة العالية وتلك هي سياسة تطوير منظومة التكوين المهني التي نسعى لتحقيقها.
لحماية الأطفال من التهاب القصيبات الهوائية الحاد مصالح الصحة تؤكد على ضرورة اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة
تزامنا مع اقتراب فصلي الخريف و الشتاء اللذين يعرفان انتشارا واسعا لعدد هام من الأمراض الفي…