2023-11-30

القطاع السياحي بين الاشكاليات الهيكلية وضعف الميزانية حوكمة القطاع ودعم الاستثمار ضروري..

صادق‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشّعب‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاءتعلى‭ ‬مشروع‭ ‬مهمة‭ ‬السياحة‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬ميزانية‭ ‬الدولة‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬بـ130نعم،‭ ‬و09‭ ‬محتفظ،‭ ‬و05رفض‭ ‬وبـميزانية‭ ‬ضبطت‭ ‬بــ‭ ‬180‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭. ‬ويمثل‭ ‬القطاع‭ ‬السياحي‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬دعائم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬وقد‭ ‬بدأ‭ ‬يستعيد‭ ‬اشعاعه‭ ‬ويتخذ‭ ‬منحى‭ ‬تصاعديا‭ ‬محققا‭ ‬حصيلة‭ ‬إيجابية‭ ‬وإيرادات‭ ‬جيدة‭ ‬بلغت‭ ‬ذروتها‭ ‬خلال‭ ‬الصائفة‭ ‬الماضية‭ ‬وساهمت‭ ‬في‭ ‬تحسن‭ ‬الموجودات‭ ‬من‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬بعد‭ ‬مختلف‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬البلاد‭ ‬والجائحة‭ ‬الصحية‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬لها‭ ‬تداعيات‭ ‬كارثية‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬كما‭ ‬القطاعات‭ ‬الاخرى‭ ‬المرتبطة‭ ‬به‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أثر‭ ‬بدوره‭ ‬على‭ ‬نمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ .‬و‭ ‬رغم‭ ‬مجمل‭ ‬هذه‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬القطاع‭ ‬السياحي‭ ‬فقد‭ ‬استطاع‭  ‬بفضل‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولةت‭ ‬والاستراتيجيات‭ ‬الموضوعة‭ ‬وأيضا‭ ‬عديد‭ ‬الظروف‭ ‬والعوامل‭ ‬المساعدة‭ ‬من‭ ‬استعادة‭ ‬نشاطه‭ ‬بنسبة‭ ‬هامة‭ ‬وأن‭ ‬يتبوأ‭ ‬صدارة‭ ‬القطاعات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬دعائم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬التونسي‭ ‬من‭ ‬خلالت‭ ‬العائدات‭ ‬الهامة‭ ‬التي‭ ‬سجلها‭ ‬و‭ ‬التي‭ ‬تناهز‭ ‬6‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬و‭ ‬هي‭ ‬مرشحة‭ ‬لمزيد‭ ‬الارتفاع‭ .‬

وقد‭ ‬مكنت‭ ‬هذه‭  ‬العائدات‭ ‬مع‭ ‬تحويلات‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬من‭ ‬الارتقاء‭ ‬بمستوى‭ ‬مخزونات‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬وان‭ ‬تكون‭ ‬له‭ ‬مساهمة‭ ‬فعالة‭ ‬في‭ ‬تغطية‭ ‬العجز‭ ‬التجاري‭ ‬وفي‭ ‬استكمال‭ ‬البلاد‭ ‬سداد‭ ‬ديونها‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬أكتوبر‭ ‬المنقضي‭.  ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المؤشرات‭ ‬الجيدة‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬تعزيزها‭ ‬وجعلها‭ ‬تأخذ‭ ‬نسقا‭ ‬أفضل‭ ‬وبلوغ‭ ‬عائدات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬العائدات‭ ‬المسجلة‭ ‬حاليا‭ ‬فانها‭ ‬تتطلب‭ ‬مواصلة‭ ‬بذل‭ ‬الجهد‭ ‬والقيام‭ ‬بعديد‭ ‬الإصلاحات‭ ‬الهيكلية‭ ‬المطلوبة‭ ‬والضرورية‭ ‬لتحسين‭ ‬أدائه‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المرسومة،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يخفى‭ ‬عنا‭  ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬معرض‭ ‬كما‭ ‬عديد‭ ‬القطاعات‭ ‬الأخرى‭ ‬المرتبطة‭ ‬به‭ ‬مثل‭ ‬النقل‭ ‬الجوي‭ ‬والصناعات‭ ‬التقليدية‭ ‬الى‭ ‬عديد‭ ‬التأثيرات‭ ‬والتداعيات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالظروف‭ ‬الصحية‭ ‬والسياسية‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭ ‬أو‭ ‬الدولي‭ ‬كما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬العالمية‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬اعتبر‭ ‬وزير‭ ‬السياحة‭ ‬محمد‭ ‬المعز‭ ‬بلحسين‭ ‬أن‭ ‬الميزانية‭ ‬المرصودة‭ ‬لوزارة‭ ‬الاشراف‭ ‬ضعيفة‭ ‬حيث‭ ‬ضبطت‭ ‬بــ‭ ‬180‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ (‬0,3%‭ ‬من‭ ‬جملة‭ ‬نفقات‭ ‬ميزانيات‭ ‬المهمات‭) ‬وذلك‭ ‬مقارنة‭ ‬بالتحديات‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬الوزارة‭ ‬والقطاع‭ ‬السياحي‭ ‬ككل‭. ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬الإستماع‭ ‬التي‭ ‬عقدتها‭ ‬لجنة‭ ‬السياحة‭ ‬والثقافة‭ ‬والخدمات‭ ‬والصناعات‭ ‬التقليدية‭ ‬حول‭ ‬مشروع‭ ‬ميزانية‭ ‬الدولة‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ (‬مهمة‭ ‬السياحة‭) ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬13‭ ‬نوفمبر‭ ‬الجاري،وهو‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬أيضا‭ ‬نواب‭ ‬البرلمان‭ ‬في‭ ‬مداخلاتهم‭ ‬حيث‭ ‬أشاروا‭ ‬الى‭ ‬ضعف‭ ‬ميزانية‭ ‬وزارة‭ ‬السياحة،‭ ‬وخاصة‭ ‬الاعتمادات‭ ‬المخصصة‭ ‬للاستثمار‭ ‬وأكدوا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬معالجة‭ ‬عديد‭ ‬المشاكل‭ ‬مثل‭ ‬مشاكل‭ ‬التلوث‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الساحلية،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬فتح‭ ‬النزل‭ ‬المغلقة‭ ‬ودعم‭ ‬التكوين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الفندقة‭ ‬وتوفير‭ ‬مواطن‭ ‬شغل،‭ ‬وتنويع‭ ‬المنتوج‭ ‬السياحي،‭ ‬وقد‭ ‬ثمنوا‭ ‬مجهود‭ ‬الوزارة‭ ‬رغم‭ ‬ضعف‭ ‬الإمكانيات،‭ ‬وأكدوا‭ ‬على‭ ‬مزيد‭ ‬حوكمة‭ ‬القطاع‭ ‬ودعم‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬القطاع‭.‬كما‭ ‬أشاروا‭ ‬الى‭ ‬نقص‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬شغورات‭ ‬لعدة‭ ‬اختصاصاتت‭ ‬وتراجع‭ ‬عدد‭ ‬الأعوان‭ ‬وضعف‭ ‬وسائل‭ ‬العمل‭ ‬ويعد‭ ‬ذلك‭ ‬ضروريات‭ ‬لمواجهة‭ ‬عديد‭ ‬الإشكاليات‭ ‬والتحديات‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬المنافسة‭ ‬الكبيرة‭ ‬وضعف‭ ‬الربط‭ ‬الجوي‭ ‬واشكاليات‭ ‬النظافة‭ ‬والعناية‭ ‬بالبيئة‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬المسائل‭ ‬المطلوب‭ ‬معالجتها‭ ‬ايضا‭ ‬وفق‭ ‬أهل‭ ‬القطاع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الارتقاء‭ ‬بأدائهت‭ ‬ضرورة‭ ‬اعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬المحطات‭ ‬السياحية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬السياحية‭ ‬ومعالجة‭ ‬مديونية‭ ‬القطاع‭ ‬الفندقي‭ ‬وضعف‭ ‬الميزانية‭ ‬المخصصة‭ ‬للترويج‭ ‬السياحي‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سينعكس‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الحملات‭ ‬الترويجية‭ ‬والاتصالية‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭. ‬وللاشارة‭ ‬فإن‭ ‬استراتيجية‭ ‬النهوض‭ ‬بقطاع‭ ‬السياحة‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬تحديثه‭ ‬وحوكمته‭ ‬وتنويعه‭ ‬وتطوير‭ ‬منظومة‭ ‬التكوين،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬لقطاع‭ ‬الصناعات‭ ‬التقليدية‭ ‬فان‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬تهدف‭ ‬الى‭ ‬دعم‭ ‬البحث‭ ‬والتجديد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطوير‭ ‬المؤسسات‭ ‬والنهوض‭ ‬بالاستثمار‭ ‬وتحسين‭ ‬جودة‭ ‬المنتوج‭ ‬لضمان‭ ‬الترويج‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭ ‬الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬ت‭ ‬السياحة‭ ‬تساهم‭ ‬وفق‭ ‬معطيات‭ ‬وزارة‭ ‬السياحة‭ ‬بــ‭ ‬9%‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬وتوفر‭ ‬حوالي‭ ‬400‭ ‬ألف‭ ‬موطن‭ ‬شغل‭ ‬مباشر‭ ‬وغير‭ ‬مباشر،‭ ‬كمايساهم‭ ‬قطاع‭ ‬الصناعات‭ ‬التقليدية‭ ‬بحوالي‭ ‬4%‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬الداخلي‭ ‬الخام‭ ‬ويشغل‭ ‬حوالي‭ ‬300‭ ‬ألف‭ ‬حرفي‭.‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬الأهمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لقطاعي‭ ‬السياحة‭ ‬والصناعات‭ ‬التقليدية‭.‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

من أجل تحقيق الأمن الغذائي..

 لا شك أن ارتفاع الصادرات الفلاحية التونسية وتحسّن عائداتها  وهو ما أكدته الارقام الاخيرة …