قضية تعذيب اليساريين أمام جلسة العدالة الانتقالية : وهــــذا مــــا تـــــقرر
قررت أمس الدائرة المختصة بالنظر في قضايا العدالة الانتقالية بالمحكمة الابتدائية بتونس تأجيل النظر في ما عرف بملف الانتهاكات الجسيمة التي لحقت اليساريين منذ السبعينات والتي تضرر فيها اكثر من 20 شخصا من بينهم ستة نساء من المنتمين لحزب اليسار وبينهم ايضا حمة الهمامي وعبد الرؤوف العيادي ومحمد الكيلاني ومحمد الهاشمي الطرودي ومحمد صالح فليس ونجيب العش وحسن المؤذن ويوسف شقرون والبشير الهرماسي وخليفة الكافي واحمد الرداوي وفضيلة وكلثوم التريكي وروضة الغربي وغيرهم.
والمنسوب لهم الانتهاك في القضية عددهم 24 شخصا و هم كل من عبد القادر قبقة وعبد السلام درغوث شهر ا سكاباب وعبد العزيز قبقة والهادي قاسم ومحمد البوهلي وعبد المجيد الخميري وحسين عبيد ومحسن صغيرة وعمار سنكوحي ونور الدين بن عياد ورمضان بن ناصر ومحمد الصفاقسي ومحمد الناصر ومنجي عبيد ومنجي عمارة واحمد عبد اللطيف وعز الدين بن رابح مدير سجن برج الرومي سنة 1975 وعبد السلام الشامي كبير الحراس بنفس السجن حينها والطاهر بلخوجة وعبد المجيد بوسلامة والهادي الفاسي والدكتور الدغري ومحسن عبد السلام ومحمد الرزقي.
وقد قررت الدائرة تأجيل النظر في ملف القضية لجلسة أواخر ديسمبر المقبل لانتظار اكتمال النصاب القانوني للهيئة أثر التحاق بعض اعضائها للعمل بمحاكم أخرى.
وكان المحامي عبد الرؤوف العيادي أحد المتضررين أدلى بشهادته في ملف تعذيب اليساريين واعتبر أن المحاكمة انصاف للتاريخ لان التاريخ كتب في محاضر البوليس وفي قاعات المحاكم والاحكام وجزء كبير من التاريخ يجب أن يطلع عليه الناس حتى لا تتكرر المآسي… موضحا انه تعرض لشتى أنواع التعذيب من بينها وضعه في وضعية الدجاجة المصلية.
هذا ونظرت الدائرة الجنائية صباح أمس الخميس ايضا في قضية البايات المتضررين فيها محمد امين باي وزوجته جنينة عزوز وصهره محمد الشاذلي بن سالم وسعيد بن محمد الشاذلي ونور الدين بن محمد باي وسلوى الحسيني وسلمى باي وشملت الابحاث في القضية المنسوب اليه الانتهاك ادريس قيقة.وقد قررت الدائرة تأجيل القضية لجلسة جانفي المقبل لاكتمال النصاب القانوني للهيئة أثر التحاق بعض اعضائها للعمل بمحاكم أخرى أثر الحركة القضائية الأخيرة.
وفي جلسة سابقة كانت حضرت سالمة بن سالم حفيدة محمد الامين باي وابنة محمد بن الشاذلي بن سالم زشهرس حمادي بن سالم، وذكرت الشاهدة امام المحكمة بأن والدها كان طبيبا مختصا في الامراض الصدرية حتى قبل زواجه بوالدتها المرحومة زكية ابنة محمد الامين باي وكان والدها طبيبا ذا شهرة كبيرة ومحبوبا من متساكني منطقة باردو اين كانت له عيادة يباشر فيها عمله كما انه كان من اسرة ميسورة وله أرزاق عقارية ومنقولة بالمكان وبعد زواجه من والدتها اقاما بمنزل بجهة باردو وكانوا يتحولون خلال فصل الصيف للاقامة بمنزل مخصص لهم متفرع عن قصر قرطاج اين كان يقيم الباي محمد الامين باي واضافت بان والدها شغل وظيفة وزير للصحة خلال فترة حكم المرحوم محمد الامين باي وكان من مؤسسي جمعية الملعب التونسي كما أن والدتها اسست بدورها جمعية تعرف باسم زقطرة الحليبس وكانت متخصصة في مساعدة النساء المعوزات غير القادرات على توفير الحليب والقوت لأولادهن وكانت والدتها محبوبة من الاهالي وكانوا يطلقون عليها صفة الشعبية وأكدت بان والداها كانا لهما حس وطني كبير وقد ربيا ابناءهما على حب تونس والولاء لها.
واضافت الشاهدة انه حوالي سنة 1950عمد زالجندرمةس الفرنسيون الى اعتقال والدها وجميع وزراء محمد امين باي ونقلوهم الى جزيرة جربة بدعوة عدم تعاونهم وامتثالهم لطلبات ورغبات المقيم العام الفرنسي واخضعوهم للاقامة الجبرية وبعد حوالي 40 يوما سمحوا للعائلة بزيارتهم ودامت فترة الاقامة الجبرية حوالي شهرين.
واضافت الشاهدة بانه بتاريخ اعلان الجمهورية بتاريخ 25جويلية1957 كانوا بقصر قرطاج حين عاينوا تحركات غير عادية ومحاصرة للقصر من طرف اعوان الامن التونسيين علما وانه قبل اسبوع من ذلك صدرت لهم وللباي محمد الامين وكافة العائلة المصغرة اوامر بعدم مغادرة القصر وعدم تلقي الزيارات من اي كان وعند منتصف نهار ذلك اليوم او بعده بقليل تم ايقاف والدها المرحوم محمد بن الشاذلي بن سالم ومحمد الامين باي وابناؤه محمد الشاذلي وصلاح ومحمد وكذلك زوجته المرحومة جنينة بوعزيز دون اعلامهم عن موجب ذلك ولا المكان الذي سينقلون اليه وقد مكثت هي ووالدتها واشقاؤها لمدة ثلاثة او اربعة ايام لا يعرفون مكان وجود والدها واضافت بان اشقاءها هم روضة ومراد وهيكل وسليم وثريا.
واضافت بانها وبعد الفترة المذكورة طلبت منهم والدتها المرحومة زكية الاستعداد لمغادرة مقر إقامتهم بقصر قرطاج لكنهم فوجؤوا باعوان الامن وعلمت بالسماع انه كان على راسهم المنسوب له الاتهام ادريس قيقة يمنعونهم من المغادرة عبر الباب الرئيسي لمقر إقامتهم والمغادرة عن طريق الباب الخلفي في محاولة منهم لاهانتهم اذ ذكروا لهم بانهم ليسوا اهلا للمغادرة عبر الباب الرئيسي كما أن احدهم عمد الى نزع خاتم من الذهب مرصع بالاحجار الكريمة من احد اصابع والدتها وغادروا اثر ذلك المنزل محملين بكمية قليلة من الملابس لا غير واستقبلهم عمها مصطفى بن سالم بمنزله بباردو لمدة خمسة ايام ثم اعتذر لهم عن ذلك بخوفه من ردة فعل الحبيب بورقيبة فاستقبلهم احد اصدقاء والدها المدعو بن عاشور بمنزله بباردو واضافت بأن عائلتها كانت حينها في حالة خصاصة علاوة على خوف الناس من التحدث اليهم فكانوا يعيشون في عزلة.
المرسى : القبض على مروج المخدرات بمحيط إحدى المؤسسات التربوية وحجز كمية من المواد المخدرة وأسلحة بيضاء
أذنت أول أمس النّيابة العمومية بتونس بالإحتفاظ بأحد مروّجي المخدّرات من أجل “ترويج المخد…