الدبلوماسية التونسية في علاقة بالحرب على غزة التصعيد في المواقف لم يُترجم ديبلوماسيا..!
منذ اندلاع الحرب في غزة على إثر عملية طوفان الأقصى التي استهدفت الداخل الإسرائيلي كان موقف تونس ودبلوماسيتها واضحا في دعم القضية الفلسطينية والمطالبة باسترجاع فلسطين لكافة أراضيها أي إلى ما قبل حدود 1948… موقف رسمي التحم به موقف شعبي وعبرت عنه الدبلوماسية في مختلف اللقاءات التي انتظمت بعد 7 أكتوبر المنقضي حيث لم تفوّت الدبلوماسية التونسية أي فرصة للتأكيد على دعمها لشرعية نضال الشعب الفلسطيني منددة بالعدوان والعقاب الجماعي الذي سلّطه جيش الاحتلال على قطاع غزة وعلى الشعب الفلسطيني الأعزل.
وتعكس المواقف والبيانات الصادرة سواء عن رئاسة الجمهورية أو وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج تصعيدا واضحا للموقف التونسي الذي اتّسم في مراحل سابقة بنوع من البراغماتية والعقلانية في التعاطي مع القضية الفلسطينية منذ سنة 1965 أين دعا الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة الفلسطينيين بالقبول بحل الدولتين مع دعم تونس المتواصل للقضية وعلى الرغم من العزلة العربية التي فرضت على تونس فإن موقفها لم يحد عن الدعوة للتفاوض والقبول بمبادرة السلام والتنديد لاحقا بالحصار على الفصائل الفلسطينية في لبنان وقبول تونس باحتضان منظمة التحرير الفلسطينية وقياداتها.
ولعل التحول اللافت في موقف تونس تجاه القضية الذي أصبح أكثر حدة وأكثر وضوحا يقرأه البعض بأنه على اانفعاليتهب وتصعيده خاصة في اللقاءات الإقليمية والدولية أحرج نوعا ما موجة التطبيع التي ركبها عدد من الدول العربية في الآونة الأخيرة كما أنها أحدثت افتوراب في علاقة تونس ببعض الدول الغربية وهو ما تجسد حين ترأس وزير الخارجية نبيل عمار مؤتمر وزراء خارجية المنظمة العالمية للفرانكفونية، الذي انتظم مؤخرا في الكاميرون، حيث تضمن البيان الختامي للمؤتمر اتهامات للدول االتي اتخذت مواقف شعبويةب من الحرب الحالية في غزة. كما كشف البيان الختامي تعمّق الهوة بين تونس وبعض العواصم الغربية بينها باريس التي تعرضت لحملة انتقاد واسعة من قبل وسائل إعلام وطنية نتيجة موقفها المنحاز بالمطلق إلى الاحتلال.
وإن كانت بعض الأوساط المراقبة للشأن الوطني تؤكد بأن تونس تفتقد لذلك الثقل الديبلوماسي الذي من شأنه أن يؤثر في مجريات الأحداث وأن يضغط على المواقف الدولية حتى أن البعض أطلق على المواقف التونسية اديبلوماسية الضجيجب فإن موقف تونس االراديكاليب من القضية ومن مساندة المقاومة والدفاع عن شرعيتها ومشروعيتها في الدفاع عن أراضيها المغتصبة أثار نوعا من الحرج لدى الدول التي تربطها بالكيان علاقات اطبيعيةب والحال أن جذور الصراع غير طبيعية بالمرة.
وفي مقابل هذا الموقف التونسي الرسمي الداعم للقضية الفلسطينية بصفة لا متناهية فإنه لم يتوفق في خلق ديناميكية دبلوماسية من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة بما يمكن من إيقاف نزيف أعداد الشهداء والجرحى الذين يعدّون بالآلاف حيث أثار امتناع تونس عن التصويت على مشروع القرار العربي الذي اقترحته الأردن بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، جدلاً واسعاً. في حين بررت السلطات التونسية موقفها بالقول إن مشروع القرار منقوص ويساوي بين الضحية والجلاد.
كما يرى بعض الملاحظين أن مشاركة تونس في اجتماعات مجلس الأمن اقتصرت على حضور وزير الخارجية والذي قام ببعض اللقاءات الثنائية التي جمعته مع نظرائه من بعض الدول العربية والأوروبية، كما لم تتّضح بعدُ أسباب عدم مُشاركة الرئيس التونسي في قمّة السلام التي دعت إليها مصر في الـ21 من شهر أكتوبر المنقضي.
وفي الوقت الذي يرفض فيه البعض سياسة الكراسي الفارغة حاثين تونس على الصدح بمواقفها في مختلف المحافل الدولية فما يزال الموقف التونسي عاجز على فتح قنوات تنسيق وتواصل مع بعض الدول التي تتقارب مع الموقف التونسي حتى يكتسي هذا الموقف تأثيرا واسعا على المستوى الإقليمي والدولي.
ياسر القوراري رئيس لجنة التشريع العام لـ«الصحافة اليوم»: الثلاثاءالقادمندوةالرؤساءستنظرفيالأولوياتالتشريعيةلمجلسنوابالشعب
بعد الإعلان عن انطلاق الدورة النيابية الثالثة في غرة أكتوبر الجاري عقد مجلس نواب الشعب بإش…