شكري الرزقي مكلف بالإنتاج النباتي لــ«الصحافة اليوم» : نتيجة انحباس الأمطار تراجع في إنتاج الخضر وارتفاع في أسعارها
ما من شك أن تواصل انحباس الأمطار طيلة فصل الخريف ، موسم الكد والجد والزرع والبذر بالنسبة للفلاحين ، قد أثّر بشكل كبير وجلي على موسم الزراعات الكبرى بصفة خاصة وعلى مردودية القطاع الفلاحي بصفة عامة فأصبح الطلب يفوق العرض بكثير وهو ما من شانه أن يؤثر على أسعار المنتجات الفلاحية في قادم الأيام حسب ما أكده عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري مكلف بالإنتاج النباتي شكري الرزقي لـاالصحافة اليومب.
الرزقي أوضح أن ما تمر به بلادنا طيلة السنوات الأخيرة من جفاف بث الإحباط والخوف في نفوس الفلاحين وجعلهم يتقاعسون عن تعاطي النشاط الفلاحي كما أن شح الأمطار طيلة فصل الخريف جعل مخزون السدود يتراجع إلى ما يناهز 17 % وبالكاد يلبي حاجيات المواطنين من الماء الصالح للشراب .
وأوضح الرزقي أن استقرار الطلب مقابل تراجع في العرض من شأنه أن يخلق أزمة مرتقبة في التزود ببعض الخضر لا سيما الورقية منها والقرعية ذلك لان هذه الأصناف من الخضر هي بالأساس سقوية وتحتاج إلى كميات كبيرة من الماء ، كما أن أسعار هذه الخضر سترتفع بشكل ملفت إذا ما تواصلت حالة الجفاف مشيرا أن ما يتم استهلاكه حاليا هو من المخزونات الإستراتجية والتي بدورها أوشكت على النفاد .
وأمام ضبابية المشهد الفلاحي في ظل تواصل انحباس الأمطار ومع تواصل العمل بإجراء نظام توزيع الحصص والذي يقوم على منع استعمال الماء في عمليات الري إضافة إلى إغلاق جل المناطق السقوية ، فان الأمن الغذائي أصبح مهددا حسب محدثنا لا سيما أمام عجز المالية العمومية وعدم قدرة الدولة على مزيد التوريد خاصة مع تواصل انهيار الدينار أمام العملات الأجنبية .
كما لفت عضو المكتب التنفيذي مكلف بالإنتاج الحيواني صلب المنظمة الفلاحية أن حالة الجفاف التي ضربت بلادنا أثرت بشكل كبير على خصوبة الأرض حيث أصبح النبات لا يتجاوب في مراحل النمو بالرغم مما يقدم له من ماء ومواد عضوية وأسمدة وذلك نتيجة للمناخ الجاف الذي طغى على طبيعة بلادنا حسب تعبيره.
ويخشى الرزقي ان يستمر انحباس الغيث النافع حتى مع دخول فصل الشتاء ، وهو ما من شانه يزيد في تراجع الإنتاج الفلاحي خاصة خلال شهر رمضان حيث ترتفع وتيرة الاستهلاك التونسي ومزيدا من ارتفاع الأسعار وهوما لا يتماشىمع المقدرة الشرائية للمواطن التي أصبحت يرثى لها .
مخاوف من انهيار منظومات الإنتاج
أثار تواصل انحباس الامطار مخاوف المختصين في الشان الفلاحي على ديمومة منظومات الانتاج بمختلف أنواعها لا سيما وان جميع هذه المنظومات تحتاج الى وفرة المياه ، ومقابل ذلك لم تتخذ الحكومة اي اجراءات استثنائية للتعامل مع ازمة نقص المياه وتراجع التساقطات في وقت تتزايد فيه مطالب التونسيين باتخاذ مزيد من الاجراءات تكون اكثر نجاعة .
كما يرى المختصون في الشأن الفلاحي ان الدولة مطالبة بمراجعة سياستها المالية وان تقوم بتقوية الانتاج الفلاحي عبر ارساء خطة العناية بالسدود خاصة في ظل انخفاض معدلات التساقطات .
كما ذهب الخبراء في المجال الفلاحي الى انه من الضروي مسايرة التطورات المناخية وخاصة ظاهرة الجفاف من خلال التخلي عن عديد المنتوجات الزراعية التي تستهلك كميات كبيرة من الماء واستبدالها بمنتوجات اخرى اقل استهلاكا للماء ويتم انتاجها بكميات هامة من اجل التصدير ، وبمداخيلها يتم استيراد المنتوجات الفلاحية المستهلكة للماء .
لتسهيل إجراء الحصول على مسكن : مقترح لتخفيض الأداء على القيمة المضافة إلى 7 %
تشهد أسعار العقارات في تونس ارتفاعا متواصلا ما جعل حلم المواطن التونسي في الظفر بمسكن صعب …